ما كان باللّهْوِّ الاَّ الويْلُ والفَشَلُ
} يوسف المسمار
يا أهـلُ يا أهـلُ فاضَ الكَيْلُ وانفضحتْ
أعــذارُ منْ ظـَنَّ أنَّ النـصرَ يُـرْتجَلُ
لم يـبـق للعـزِ إلاَّ الجــدُّ فابـتـدعـوا
بالجـدِّ والجَـهْـدِ عصراً ليسَ يَـنْخذلُ
ما كانَ في اللهْوِ للأحرارِ مُـؤتَـمَـلٌ
بلْ كانَ بالجـِدِّ عـزُ الناسِ يَـكْـتَـمـِلُ
يا عاشقَ اللّهْـوِ عِشْـقُ اللّهْـوِ مَهْزَلةٌ
ما كانَ في اللهـوِ إلاَّ الـوهْمُ والفَشَـلُ
فأجْمَلُ العَـيْشِ في الـدُنيا مَجاهَـدَةٌ
وأقـبحُ العـيشِ في الـدنيا هُـوَ الكَسَلُ
لـمْ يخـلـقِ اللهُ إنـســاناً لتَـسْـلـيَـةٍ
بـلْ حـِكْـمَـةُ اللهِ أنْ يَـرْقى بـهِ العَـمَـلُ
فإنْ عَـمِـلْـنا كـما تـقـضي مَـطامِـحُـنـا
للـمَـجْـدِ والـعـزِّ حَـتْـماً دائماً نَصِلُ
وإنْ لهَـوْنـا وهـِمْـنا في مَثـَالِـبِـنـا
لا شيءَ نَـرْجو سوى ما يُنْـتـِجُ الخَـبَـلُ
ما قيمةُ العقـلِ في الإنسانِ إنْ بَطلَتْ
مَـواهِبُ العقلِ واسْتَشْرى بها الزَغَـلُ؟!
أليسَ في العـقـلِ ما يَسْمـو بـقـيـمتـنا
ويَجْعَلُ الخَـلْـقَ بالخـلاَّقِ يتصـلُ؟!
لمْ نُوهَـبِ العَـقْـل كيْ ينْـتابَـنا شَـلَلٌ
في الروحِ والنفسِ أو ينتابنا الهَـبَـلُ
فالعَـقْـلُ فـيـنا هُـوَ الإنـسـانُ مُنْطَلِقٌ
بالفِـكْـرِ والفَـنِّ والإبْـداعِ مُنْـشَـغِـلُ
لا وقـتَ للهْـوِّ، إنَّ الـوقتَ غالبنا
وغـالـِبُ الـوقتِ ذاكَ العامِلُ البَطَـلُ
بالجـدِّ لا اللهْوِّ دَرْبَ الحقِّ نـُدْركُـها
ونُـدْرِكُ الخَـيْـرَ، والآفاقَ نَخْـتَـزلُ
هـذا هـُوَ العـدلُ أن تَـبْـقى مَشـاعِـلُنـا
مهـما طَـغى الـويْـلُ رغمَ الويلِ تَشْتَعِـلُ
فـنهـضةُ الـوعيِّ تَسْمـو في تَـمَـرُّسِــنا
بـمـبـدأِ الصـدقِ حتى ينـتـهي الـدَجَـلُ
فـالعُـمْـرُ شِـئْـناهُ إقـداماً وتَــنْـمـيـةً
إنْ طــالَ أو قَــلَّ أو أودى بهِ العَـجَـلُ
منـذُ ابتـدى الـدَهْـرُ لمْ تَـتْـعَـبْ مواكِـبُنا
تَمْشي إلى المَجْـدِ مهما ضاقـتِ السُبُلُ
فدولةُ اللهوِّ ما فازتْ ولا صَمَدَتْ
ودولةُ الجدِّ فيها اسْتَحْكَمَ الأزَلُ
لدولـةِ الشَـرِّ والعـدوانِ سـاعَـتُها
ودولــةُ الخَـيْـرِ دُنيـا ما لهـا أجَلُ