أخيرة

نفط

“الناس شركاء في ثلاث… الماء والكلأ والنار” ـ حديث نبوي شريف. ألا ينسحب ذلك على النفط… أليس الناس شركاء بالنفط بالقياس.

البارحة رأيت على شاشة التلڤاز فتىً ينتمي إلى إحدى العائلات الحاكمة في الجزيرة العربية… لا يكاد يتجاوز عمره العشرين سنة… يستعرض أربع سيارات يملكها… إحداها “لمبرغيني”، والأخرى “فيراري”، وثالثة أظنها كانت “بوغاتي”… أما الرابعة فكانت ذات دفعٍ رباعي لا أعلم نوعها…!

العجيب الغريب في ما شاهدته أنّ السيارات الأربع كانت من الذهب الخالص… أو هكذا قال المعلّق… وهو من المعارضة في ذلك البلد… ولكنه يعيش في إنجلترا… في الشريط يسافر الفتى الى إحدى الدول الأوروبية… أظنها بريطانيا… ثم يبدأ باستعراض سياراته مع ثلّة من أصحابه… ولا أظنّ أنّ قيمة هذه السيارات تقلّ عن ٥٠ مليون دولار ولربما أكثر. من المعلومات التي كانت تتواتر إلينا من بعض نشطاء المعارضة في الخارج أن الأمراء يتقاسمون آبار النفط، فيأتي أحدهم عند اكتشاف أحد الآبار ويضع يده عليه… ويقول: كلّ ما يخرج من هذا البئر هو لي. والسؤال: من الذي أعطى هؤلاء الحق بالاستيلاء على ثروات الأمة… يضعون أيديهم على ما يشاؤون، ويعتبرون أنّ هذا حقّ لهم… ولا أحد ينطق ببنت شفة… وإنْ حاول أحدٌ الاعتراض على عملية النهب هذه يُذهبونه الى ما وراء الشمس… أين علماء الدين؟ لماذا لا ينطقون بكلمة حق؟ أم أنهم شركاء في عملية النهب والسرقة هذه؟ لندع علماء الفتنة جانباً، ولندع المفتين لدى السلاطين جانباً… أين العلماء الأحرار المقاومة؟ لماذا لا يصدحون  بكلمة الحق؟ لماذا لا يقولون إنّ هذا النفط هو ملك للناس جميعاً، مثله كمثل الماء والكلأ والنار، وأنّ ما يفعله هؤلاء الأمراء هو سرقة بائنة لثروات الأمة…

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى