لقاء عبر «زوم» بذكرى تأسيس دار الندوة: لبناء دولة مدنية ديمقراطية وتحصين استقلالها
أقيمت ندوة في الذكرى الـ78 للاستقلال والذكرى 33 لتأسيس «دار الندوة» عبر تطبيق «زوم» بعنوان «دار الندوة وثقافة الاستقلال»، تحدث فيها رئيس مجلس إدارة الدار الوزير السابق بشارة مرهج، الأمين العام للحركة الثقافية – انطلياس الدكتور أنطوان سيف، حمدين صباحي من القاهرة، رئيس «مؤسسة محمد عابد الجابري الثقافية» المحامي خالد السفياني – الدار البيضاء، المغرب ورئيس «ندوة العمل الوطني» – بيروت الدكتور وجيه فانوس وشاركت فيها شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية من لبنان والعالم العربي.
وألقى مرهج كلمة افتتاحية، اعتبر فيها، أن «الاستقلال في حاجة إلى رعاية وحماية وتضحية كي يضرب جذوره في الأرض ويتحول إلى قلعة حصينة تقوى على الحصانة المفتعلة، والفتنة المتنقلة. قلعة تُحصّن القرار الوطني المستقل وتدافع عن الحرية والمسؤولية والكفاية، وتتصدى للاحتكار والاستغلال والفساد»، مشدّداً على أن «اللبناني لم يتحرّر من الاستعمار واستبداده ليقبل بالتسلّط على يد من تسلم السلطات من الأجنبي فتمثل به وقلّده وبزّه في بعض الأحيان عندما أطلق العنان لغرائزه وأطماعه وأستغل كل نقيصة في مجتمعه وتاريخه لترسيخ نفوذه على حساب الاستقلال ولقمة عيش المواطن ودواء المسنّ ومقعد المدرسة وحليب الطفل».
وأضاف «عقد اللبناني الآمال على الانتفاضة المباركة التي انبثقت في تشرين عام 2019 من قلب المعاناة الشعبية، ورداً على تسلط الطبقة الحاكمة وفقرها الروحي ونهمها المادي، فانخرط فيها حتى تحوّلت إلى حركة جارفة تسعى إلى وقف الانهيار وإصلاح الأوضاع ومحاسبة لصوص الهيكل وحراسه الذين ائتمنوا على المال العام فنهبوه(…)، لقد استخدمت القوى المستفيدة من الواقع الراهن كل ما لديها من أسلحة قمعية ومذهبية وإعلامية لإضعاف الانتفاضة وتفكيكها إلى مجموعات تختلف في تشخيص وتحديد الأولويات».
ورأى أن «الفساد الذي استوطن عقل التحالف الحاكم فهو في طليعة العوامل التي تهدّد الاستقلال وقيمه السامية، ولذلك فإن محاربة الفساد اليوم تعني أولاً استعادة للأموال المنهوبة والمهرّبة مثلما هي استعادة للكرامة الوطنية، ولا سيما الاستقلال الذي يعني حق الشعب في وطن حرّ مستقلّ ودولة فاعلة خاضعة للقانون والمحاسبة».
واعتبر أنه «حان الوقت للفئات الشعبية والطبقات المتوسطة الدخل والتجمعات الديمقراطية والقوى التقدمية والشخصيات النزيهة أن تتقدم الصفوف وتملأ الفراغ وتتصدى للفاسدين، وتعيد بناء الدولة على أسس ديمقراطية عصرية يتساوى فيها اللبنانيون نساءً ورجالاً في الحقوق والواجبات. دولة مدنية لا مكان فيها للطائفية والمحاصصة والمذهبية».
من جهته، أشار سيف إلى أن «لبنان في وضع صعب منذ عامين لم تشهده دولة منذ 1860»، وقال «نحن في فترة استقلال، وعندنا مرحلة نضال مشترك، ونحن وزملاؤنا في «دار الندوة» نوجه لهم التحية في هذه الذكرى وكثرة المنابر الثقافية دليل خير وعافية، فالتعددية هي غنى ورأسمال ثقافي بيدنا».
وتلاه مؤسس «تيار الكرامة» في مصر صباحي الذي وجه «تحية من مصر إلى شعب لبنان و»دار الندوة» الذي نحبه ونقدره ونعرف قدره». وقال أُدرك أن استقلال لبنان أكثر عسراً من أي قطر عربي آخر إذ أن لبنان بطبعه وتكوينه وتنوعه هو محطّ أنظار قوى عديدة كثير منها يريد أن يوظّف لبنان أو بعض مكوناته لمصلحته، ما أملنا فيه دائماً وسعينا من أجله هو أن يستقلّ لبنان لكننا ندرك أن كل استقلال يحتاج إلى وحدة وطنية».
وقال السفياني «عندما اقترح علي أخي العزيز والمناضل الكبير الأخ معن بشّور الاشتراك في هذه الندوة رجع بي العمر إلى زمن بعيد إلى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، إلى هذا الزمن الذي كنا في المغرب قد أسّسنا «منتدى الفكر والحوار» وهذا المنتدى وضع هدفاً له العمل على لقاء أقطاب وزعامات العمل الوطني والقومي على المدى العربي».
ورأى أن «دار الندوة كانت دائماً من الفضاءات التي تبحث عن سبل استقلال لبنان الحقيقي».
أمّا فانوس فأوضح أن «اسم «دار الندوة» ينبثق من عمق أصالة ثقافية عربٍ، ممعنة في وعي عراقتها الحضارية وسامية في دلالاتها المجتمعية، وغنية في احترامها للشراكة مع الآخر والاعتراف بحقه في إبداء الرأي الفردي، واحترام فاعليته في توجيه صناعة القرار الجمعي».
وذكّر بأن «من «دار الندوة» انطلقت عام 1990، فكرة «مخيمات الشباب القومي العربي» وقد تجاوز عددها، حتى الآن، 32 مخيماً، وانطلق منها أيضاً عام 1992، «المنتدى القومي العربي»، ومن رحاب قاعتها، كانت نشاطات وندوات وفعاليات متعددة ومتكاثرة ومتنامية، لهيئات متصلة بالهم الفلسطيني القومي العربي، وكذلك بالمؤسسات العاملة بإخلاص في سبيل القضية، ولا يمكن التغافل، على الإطلاق، أنه من مكاتب «دار الندوة» جرى عام 2002، التحضير الوطني العروبي، لانطلاق «الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة».
ثم تحدث المحامي عمر زين، والدكاترة: محمد حسب الرسول (السودان)، ساسين عساف، زياد حافظ، بسام الهاشم، هاني سليمان والنقيب أمين صالح.
وختم اللقاء أحد مؤسّسي الدار معن بشّور فشكر المتحدثين والمشاركين، قائلاً «إن ما هو أغلى عندنا من الجاه والمال والنفوذ هو هذه الكلمات الطيبة التي تشكّل تعويضاً لكل جهد بذلناه في هذه الدار وسنبقى نبذله حتى تنتصر القيم والأهداف التي نؤمن بها جميعاً».