ماذا بعد ؟
سألت نصفي الآخر:
كم بلغنا من العمر حتى الآن؟
أجابني:
كلُّ ما مرّ من السنين لمحة ضوء، وما تبقى سيكون كذلك. فلا تحسبي العمر بما فات من الأزمنة.
سألت بعد تفكير طويل:
وما العمر إذن؟
أجابني:
هو ذلك الذي لم يأتِ بعد.
كثيرًا ما يحدّثني نصفي عن نفسي فتزداد الإجابات غموضًا، وكثيرًا ما يسألنا الآخرون عنّا لنجيب إجاباتنا الروتينية التي لا نحتاج حتى إلى التفكير بها، كأن نُسأل عن أعمارنا لنتذكّر أن السنين تمشي مسرعةً ولا تنتظر أحدًا. نودّع الكثير من الأحباب والأصدقاء والمعارف حتى صار الموت يعبر أمامنا كالعمر دون أن ننتبه إليه. تشغلنا الحياة، المال، الإنجاب والزينة والتسلية و… ومن ثمّ حين نختلي بأنفسنا نسأل:
وماذا بعد؟
نتنافس على المناصب والمراكز وعلى إظهار ميزاتنا لنقول للآخر : «نحن الأفضل”، وحين نصل إلى ما نريده نسأل:
«وماذا بعد؟ «٠
حين يتكرّر هذا السؤال في دواخلنا ندرك أن كل ما نحصل عليه في هذه الحياة، لا بل الحياة كلّها مجرّد رعشة فكريّة عابرة، كهذا النص