ما سالم الشرَ إلاَّ خاملُ النَفَس

} يوسف المسمار

لا تغـمـض العـينَ عن مستعمـرٍ نَجـِسِ

فالـويـلُ يأتيكَ مـثـلَ النـومِ في النَعَـسِ

من غَط َّ في النومِ والطاغوتُ حارسُهُ

قـدْ جاءه الويـلُ مـن منظـومةِ الحَرَسِ

إيـاكَ إيـاكَ أن تـغــفـو فإن غَـفُـوتْ

عيـناكَ يا حُـرُّ لن تـلقى سوى الرَمَسِ

لا تأمـن النـومَ فالأشرارُ هـاجسُهُـمْ

أن يسرقوا الأمنَ من غافٍ ومن عَسَسِ

شــرُّ البليـات أوهـامٌ بهـا انـدثـرتْ

في غـفلةِ القـومِ ما شادوا من الأُسُسِ

لن يسـلمَ القـومُ والأوطـانُ ماسَلِمتْ

مـن باعةِ القـومِ ممنْ عاش بالدَنَسِ

فالبغـيُّ والشـرُّ والأهـوالُ أجـمعها

لوْ يعـلم الناسُ من مُستَعمِـرٍ نَجـِسِ

يا حـرُّ يا حـرُّ لا تأمنْ أذى نَهـِمٍ

من أعـظـمِ الويـلِ تَسليـمٌ لمفتَـرِسِ

مـا استَعـبَـدَ الناسَ إلاَّ شرُّهم نَـفَـساً

أو سـالَـمَ الشـرَ إلاَّ خـامـِلُ النَـفَسِ

إنَّ ألطـواغـيت فُجَّــارٌ عـقـيـدتُهُـمْ

الكُـفـرُ بالحقِّ والـتـنديـدُ بالقُــدُسِ

لا يَجْـمُلُ العـيشُ إلاَّ في تحـرُّرنـا

من حالةِ الجهلِ والأوهامِ والخَرَسِ

فأصـوبُ النهـجِ أن نبني بأنفسنا

بالوعيِّ والعـزِّ ما يعلو من الأُسسِ

لن نعـرفَ السلمَ إلا في انـدفاعتنا

كالهولِ يجتثُّ روحَ المعتدي النجسِ

شاعر قومي مقيم في البرازيل