نصرالله: ضغوط سياسية ودينية على القضاء في مجزرة الطيونة بعض المطلوبين مختبئون في معراب واستمرار المسار الحالي للقضية قد يؤدي إلى فتنة
المرحلة الثانية لمبادرة المازوت الإيراني تنطلق خلال أيام... وحجم الدعم في المرحلة الأولى بلغ 10 ملايين دولار ـ تصاعد التهديدات في أكثر من بلد لن يؤثّر بالمقاومين ـ الوثائق المنسوبة لحزب الله مفبركة ومزوّرة ـ على الدولة اتخاذ موقف جريء من المحتكرين والمتلاعبين بسعر الصرف
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه «عندما يُمنع لبنان من الاستفادة من ثرواته يعني نحن أمام سيادة منقوصة وعندما نشهد في كل يوم التدخل الأميركي السافر في القضاء والسياسة والأمن والانتخابات النيابية المقبلة هذا يعني سيادة منقوصة»، معتبراً أننا «ما زلنا في قلب معركة الاستقلال والسيادة والحرية، وسنواصل هذه المعركة وواثقون أن أمامنا المزيد من الانتصارات». وأشار إلى أن القضاء العسكري يتعرّض لضغوط من جهات سياسية ودينية للإفراج عن موقوفين في قضية مجزرة الطيونة، منبهاً إلى أن استمرار المسار الحالي لهذه القضية قد يؤدي إلى فتنة، كاشفاً عن أن بعض المطلوبين مختبئون في معراب. وأعلن أن المرحلة الثانية لمبادرة المازوت الإيراني ستبدأ خلال أيام.
جاء ذلك في كلمة متلفزة للسيد نصرالله مساء أمس، استهلها بتوجيه التهنئة والمباركة لجميع اللبنانيين بمناسبة عيد الإستقلال، مشيراً إلى أن هناك «وجهات نظر حول طبيعة الاستقلال وحقيقته، إن كان شكلياً أو حقيقياً، كاملاً أو ناقصاً، ويجب أن يُحسم هذا النقاش، ولكن لا شك بأن لبنان دخل عام 1943 مرحلة جديدة، ومسؤولية اللبنانيين أن يحافظوا على الاستقلال الحقيقي والكامل، والحفاظ على الاستقلال والسيادة والحرية هي معركة يجب أن تبقى مستمرة، وذلك يحتاج إلى معركة مستقلّة»، مؤكداً أن «اللبنانيين خاضوا أكبر معركة استقلال بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي عام 1982، لأنه احتل نصف لبنان وعاصمته بيروت واحتل القصر الجمهوري، وذلك كان أخطر اجتياح وكاد يقضي على سيادة لبنان وحريته واستقلاله».
وأضاف «جزء كبير من الشعب اللبناني قاوم وآمن بالمقاومة وساهم بها من خلال حركات وأحزاب وفصائل وصولاً الى الانتصار الكبير عام 1985 عندما خرج المحتلّ من أغلب الأراضي اللبنانية، ثم الهروب الإسرائيلي عام 2000، وهذا كان انتصاراً كبيراً لسيادة لبنان وخروج لبنان مما خُطط أن يُدخل فيه وهو العصر الإسرائيلي، والمعركة قائمة لأن الإسرائيلي لا يزال محتلاً لأراض لبنانية والسيادة بذلك منقوصة، وعندما يُحرم ويُمنع لبنان من الاستفادة من الثروات النفطية وغيرها يعني أنها سيادة منقوصة، ومنقوصة أيضا بالتدخل الأميركي بالقضاء والسياسة والانتخابات النيابية المقبلة، وسوف يأتي يوم ونحقق فيه جميعاً لوطننا استقلالاً وسيادةً وحريةً حقيقيةً لا نقاش فيها وغير خاضعة لوجهات النظر».
لوائح الإرهاب والتطبيع
واعتبر السيد نصرالله أن «في الآونة الأخيرة نسمع عن وضع مزيد من حركات المقاومة على لوائح الإرهاب من دول عدّة في العالم، وتسريع عمليات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل وأوقحه أخيراً المغرب. والدخول الإسرائيلي الى الشمال الإفريقي والمزيد من الضغوط والتهويل على كل من يؤيّد المقاومة بالمال أو الدعم، وتصاعد التهديدات في أكثر من بلد، وهي مسارات تسري في آن واحد، وكل ذلك لن يؤثّر بالمقاومين ووعيهم وإرادتهم وداعميهم، وهذا جهد الفاشل الذي مهما فعل لن يتمكن من قدرة المقاومة وعزمها وإصراراها على السير في الطريق المحق».
ورأى أن «وضع حزب الله على لوائح الإرهاب قد يكون له علاقة بتطورات المنطقة أو بالانتخابات النيابية».
خطر كورونا
وتطرّق إلى ملف كورونا، موضحاً أن «ارتفاع عدد إصابات كورونا في لبنان والوفيات أيضاً هو أمر خطير ونحن في بداية كورونا كنا قد أعلنا عن خطة ونفذناها ونجحنا والليلة أقول أمام الوضع الاستثنائي قد قرّرنا تفعيل هذه الخطة 100 %». واعتبر أن «وزارة الصحة معنية بالمزيد من بذل الجهود والعمل أياً تكن الصعوبات، وأقول لوزير الصحة نحن جاهزون لأي مساعدة في مختلف المجالات ويُمكن له أن يستفيد من تجربة وزير الصحة السابقة»، كاشفاً عن أن حزب الله «سيحاول تأمين الأدوية في مراكزه الصحية».
وأكد أنه «لا يجوز رفع الدعم عن أنواع من الأدوية بأي شكل من الأشكال حتى لو تمت الاستدانة وهذه مسؤولية الجميع ولا يجوز السكوت عنها وهذا أمر له علاقة بحياة الآلاف والإنفلات بسعر الدولار لا يجوز السكوت عنه ولا يُمكن للدولة أن تقول إنها لا يمكن أن تفعل شيئاً، ما نحتاجه هو قرار وتحمّل مسؤولية. ولا يجوز الدولار أن يرتفع بهذا الشكل ومخاطره كبيرة على البلد ويتطلب تدخلاً جريئاً وشجاعاً، وعلى الدولة أن تتخذ موقفاً جريئاً في وجه المحتكرين والمتلاعبين بأسعار الدولار والشعب سيقف معها».
استنسابية القضاء
قضائياً، أوضح السيد نصرالله أننا «وجدنا أن الجهات القضائية المعنية تمارس الاستنسابية وتخضع للسياسة وما جرى في اليومين الماضيين يؤكد كل ما تحدثنا عنه خلال عام، وبعض القضاء اللبناني يحمي بعضه البعض ويعمل على تضييع المسؤولية وجزء من المسؤولية يقع على عاتق بعض القضاة، والمسار القضائي الحالي في قضية المرفأ استنسابي لن يوصل إلى الحقيقة».
وأشار إلى أنه «مضى 40 يوماً على مجزرة الطيونة وفي الأيام القليلة الماضية أحيا ذوو الشهداء أربعينية أحبائهم المظلومين الذي قتلوا جهاراً نهاراً على يدي مسلحي القوات اللبنانية في الطيونة، ومع كل ملاحظاتنا على السلوك القضائي لسلوك القضاة وخضوعهم للضغوط السياسية وغير السياسية وفي الأيام القليلة تعرّض القضاء العسكري لضغوط من جهات سياسية ودينية في قضية الطيونة، وهناك ضغوط للإفراج عن موقوفين في قضية الطيونة وبعض الموقوفين أُفرج عنهم وبعض المطلوبين يختبئون في معراب لمنع توقيفهم، وضغوط الجهات السياسية والدينية على القضاء استهتار بالشهداء والجرحى وعائلاتهم وبالجهات التي ينتمون إليها».
ونبّه إلى أن «ما تمارسه الجهات السياسية والدينية من ضغوط على القضاء قد يدفع الأهالي للأخذ بالثأر والاستمرار بالمسار الحالي في قضية كمين الطيونة خطر ويمكن أن يدفع البلد إلى الفتنة».
وبشأن المحروقات، اعتبر السيد نصرالله أنه «أمام طوابير الذلّ على المحطات ونمو السوق السوداء وفقدان المادة، أعلنا أننا إذا بقي الموضوع على حاله سنلجأ إلى إيران لنشتري منها ضمن تسهيلات بنزين ومازوت لمعالجة الوضع إذا استمر على ما هو عليه، ومادة البنزين والمازوت متوافرة في الأسواق ولا يوجد طوابير ذلّ لكن مع ذلك لم نخرج من الوعد المشروط الذي انتفى بانتفاء الشرط لكن ذهبنا لمحاولة المساعدة في تخفيف المعاناة، ولا نريد الحلول مكان شركات المشتقات النفطية لكن ما أردناه هو المساهمة في تخفيف الأزمة في لبنان».
وتابع «قمنا بنقل عشرات الصهاريج من بانياس إلى بعلبك يعني 250 كلم في الوقت لو تم معالجة هذا الموضوع بأن تأتي البواخر إلى الزهراني أو طرابلس لكان الموضوع أفضل، لكن الضغوط الأميركية على الحكومة دفعتنا نحو استقدام المازوت عبر سورية بالرغم من الصعوبات».
المرحلة الثانية لمبادرة المازوت
وحول مبادرة المازوت، أوضح أن «المرحلة الأولى من مشروعنا بدأت في أيلول وانتهت في تشرين الثاني والمرحلة الثانية هي التي سوف تبدأ بعد أيام قليلة، وقمنا بإيصال المازوت مباشرةً إلى عدد من البلديات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ودور الأيتام والعجزة وما شاكل بالرغم من مشقة هذا الأمر، وقيمة الهبات التي قُدِّمت خلال المرحلة الأولى بلغت ما يقارب مليونين و600 ألف دولار وقدمنا المازوت خلال شهرين إلى 80 مؤسسة من دور العجزة والأيتام وكذلك 320 بلدية لتشغيل آبار المياه و22 مستشفى حكومياً و71 فوج إطفاء في الدفاع المدني الرسمي، وكلفة الدعم التي تحملناها لتأمين المازوت هي سبعة ملايين وسبعمائة وخمسين ألف دولار».
وتابع «أوقفنا المرحلة الأولى من توزيع المازوت قبل أيام استعداداً للمرحلة الثانية، واعتمدنا آلية بيع وتوزيع بطيئة ومعقدة نوعاً ما وهذا أمر طبيعي لأن عملية التحقق تأخذ وقتاً لنضمن أن المازوت الإيراني المدعوم يصل إلى من يستحقه ولا يذهب إلى السوق السوداء، وتحملنا في المرحلة الأولى من مبادرة المازوت 10 ملايين دولار تحت عنوان المساعدة وتخفيف المعاناة عن شرائح محدّدة في لبنان».
وأعلن عن المرحلة الثانية من بيع المازوت الإيراني «الجهات ضمن القسم الأول التي قدمنا إليها الهبات سنجدّد لها الهبات مرّة أخيرة لشهر واحد وفي المرحلة الثانية المعيار هو البلدات والمدن الواقعة فوق سطح البحر بـ500 متر وسيُقدّم للعائلات المقيمة في هذه البلدات ويشمل جميع المواطنين، وسيتم بيع برميل المازوت للعائلة بأقل من السعر الرسمي بمليون ليرة والدفع بالليرة ومئات آلاف العائلات بحسب احصائياتنا ستستفيد من هذا المشروع».
وأشار إلى أن «الطريق الأنسب لتحقيق آلية توزيع المازوت هي البلديات وسيتم التواصل معها لتحديد أعداد العائلات لديها والكميات المطلوبة وشركات الامانة توصل المازوت إلى المحطات التي تختارها البلديات، وهناك باخرة ستصل خلال أيام قليلة والمطلوب العمل والتواصل بهدوء لأن كل الهدف تخفيف المعاناة وجزء كبير من المادة التي نحتاجها لتغطية حاجة العائلات دخلت الأراضي اللبنانية وهناك جزء في المخازن بسورية يتم نقله».
هجمة كبيرة على الحزب
وأوضح أنه «في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية كان هناك هجمة كبيرة على حزب الله وهذا ليس جديداً لكن الجديد هو التكثيف وما يقولون إنها وثائق»، مضيفاً «أن هذه الوثائق التي تروّج لها ماكينة إعلامية، مفبركة ومزوّرة ومن أعدّوها ليسوا محترفين ومستواهم متدنٍ وجهلة وأظن أنهم ليسوا لبنانيين لأن اللبنانيين مثلاً يعرفون أننا بوثائقنا نقول حزب الله وليس حركة المقاومة الإسلامية في لبنان»، لافتاً إلى أن «هناك مستوى عالياً من الجهل والتفاهة وما يتم العمل عليه هو قاعدة إكذب إكذب إكذب حتى يصدقك الناس».
وعن الذين يفسدون على بعض اللبنانيين العاملين في الخليج لأجل طردهم من عملهم، قال «هذه قلّة شرف وإنسانية وقلّة أخلاق، وهذا زمن الظلم والافتراء والتزوير والتحريف علينا وما يأتيكم من أنباء وما يسمى وثائق وأخبار بالحدّ الأدنى دققوا بها ولا تبنوا عليها لأن ثقتكم بنا غالية علينا».