سماح سهيل ادريس
– رحيل الكاتب والمناضل سماح سهيل إدريس صاحب دار الآداب التي أسسها والده الراحل سهيل إدريس، والتي واظبت في عهديهما على خط ثابت في الوفاء للقضية الفلسطينية، خاتمة مسيرة لنموذج للمثقف الذي فشلت محاولات التطبيع والتمييع والتتبيع في إغرائه، على رغم ما تمليه ضرورات دور النشر من بحث عن الأسواق حيث المال، وعن المال الذي يفتح الأسواق، فصمدت دار الآداب وصمد سماح حيث صمدت فلسطين، وفق معادلة ما نتحمله بسيط بالقياس لما تتحمله فلسطين، وهذا التشارك في كلفة الصمود هو أضعف الإيمان.
– حمل سماح إدريس لواء المقاطعة لكيان الاحتلال ومنتجاته الاستهلاكية والثقافية، ومقاطعة الشركات والمؤسسات الثقافية والفنية الداعمة له، كمهمة نضالية، حتى كادت تتحول إلى مهنة يحترفها بلا مقابل، يسافر ويكتب ويحاضر ويغرد لأجل تعميم ثقافتها، تاركاً وراءه إرثاً ممتداً بين لبنان والخارج، وصل إلى جامعات الغرب ومؤسساته الثقافية، كما إلى لجان المستهلكين في العديد من الدول الغربية، وربط مكافحة التطبيع الثقافي والسياسي والاقتصادي بخطة المقاطعة، كركنين في ثقافة المقاومة التي آمن بأنها الطريق الوحيد إلى فلسطين.
– خسر المؤمنون بفلسطين وخسرت المقاومة قامة مثقفة تميزت بالأخلاق الرفيعة والتواضع والتفاني، كانت مثالاً للمثقف المشتبك الذي ينجح بتقديم القلم بموازاة البندقية، ويحمل تبعات الموقف حصاراً وفقراً وملاحقة، وعندما داهم المرض سماح إدريس وتفوق على قدرته على الصمود، لم تكن لسماح وصية شخصية، بل كانت وصيته لا تنسوا فلسطين، فإذا تخلينا عن فلسطين تخلينا عن أنفسنا.