الإدارة عن بعد…
واكبت نظرية الإدارة عن بُعد الـFranchise وهي ثورة إدارية أتاحت الفرصة لبعض الشركات العملاقة لبيع التجزئة أن تفتح آلاف الفروع في جميع ولايات أميركا دون الاضطرار الى ممارسة الإدارة المباشرة… واكب ذلك تطبيق ذات الفلسفة على امبراطوريات المستعمرات بحيث تنصّلت هذه الامبراطوريات الاستعمارية من الزجّ بقواتها مباشرة الى المستعمرات، وذهبت الى اختيار قيادات أو عائلات ذات مواصفات سيكولوجية معينة تضمن من خلال تسليمها زمام الإدارة المباشرة مع التحكّم عن بُعد بمجريات الإدارة بما يحقق ذات المصلحة التي كانت تجنيها من خلال الاحتلال المباشر، مع فارق عدم التورّط في الحكم، بما يترتّب على ذلك من استنزاف للقدرات البشرية والمادية، وكذلك إظهار عملية التبديل وكأنها استقلال عن القوة الاستعمارية يستدعي احتفالية مضحكة لتكتمل بذلك مسرحية انتزاع الاستقلال وما يرافق ذلك عبر الدعايات المضللة من إظهار استلام السلطة وكأنه عمل بطولي انتزع انتزاعاً، ومن ثم فإنّ هنالك ما يستدعي الإحتفال… وواقع الأمر يشي بشيءٍ آخر لا علاقة له باستقلال ولا من يستقلون… الأمر لا يعدو كونه انتهاج نمط آخر لإدارة الدول التابعة تحظى قوىً محليّة بدورٍ أكبر في الإدارة وتأخذ نصيبها من الكعكة ويظلّ نهب الثروات من قبل الدول الاستعمارية متواصلاً ولكن بوسائل أخرى… وليس أدلّ على ذلك ما نراه من دولٍ كثيرة في الشرق الاوسط وبالذات الجزيرة العربية والكمّ الهائل من الارتهان لدرجة أنّ هذه الدول تدار أحياناً من موظفٍ من الدرجة الثالثة في سفارة الدولة المستعمِرة وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالقرارات الاستراتيجية. ثم دعوهم يحتفلوا كلّ عامٍ باستقلال أقلّ ما يُقال فيه إنه مسرحية هزلية.