حفل استقبال لـ«البعث» بذكرى الحركة التصحيحية حجازي: زمن التعاطي الجبان مع سورية سينتهي وليس مقبولاً الارتهان للسفيرة الأميركية
بمناسبة الذكرى الــ51 للحركة التصحيحية في سورية وتسلّم القيادة القطرية الجديدة لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان مهامها التنظيمية، أُقيم حفل استقبال مركزي حاشد في مطعم الساحة – طريق المطار، حضره جمع من الشخصيات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، والعديد من السفراء والشخصيات الدبلوماسية يتقدّمهم السفير السوري علي عبد الكريم علي والفصائل الفلسطينية إلى جانب وفود حزبية تمثّل مختلف الأحزاب والتيارات الوطنية ووفود نقابية وعمّالية ورؤساء بلديات ومخاتير وجمهور كبير من البعثيين من مختلف المناطق اللبنانية.
وحضر وفد كبير من الحزب السوري القومي الاجتماعي تقدّمه الرئيس السابق للحزب وائل الحسنية وضمّ أعضاء القيادة المركزية: رامي قمر، معن حمية، ريشار رياشي، إيهاب المقداد، د. جورج جريج، وهيب وهبي، فادي داغر، د. كلود عطية، سماح مهدي، قاسم صالح، عبد الباسط عباس، عاطف بزّي وعدد من المسؤولين.
وألقى الأمين القطري للحزب علي حجازي كلمة عدّد فيها إنجازات الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس حافظ الأسد.
وأكد أنّ «القيادةُ القطرية ستسعى جاهدةً إلى بناءِ مؤسسةٍ حزبيةٍ نحافظُ من خلالها على وحدةِ الحزب ونعيدُ استنهاضَ صفوفه ليعود ويلعب دورَهُ على الساحتين: السياسية والجماهيرية».
أضاف «هذه الوحدة التي نحرص عليها كلَّ الحرص والتي تحقّقت برعايةٍ مباشرةٍ من رئيس المجلس القومي الرفيق الدكتور بشار حافظ الأسد وبجهودٍ مشكورة للرفيق الأمين العام المساعد هلال هلال وسعادة سفير الجمهورية العربية السورية الرفيق علي عبد الكريم علي. مؤسسةٌ حزبية تُعيد وَصل ما انقطع مع رفاقنا، كلّ رفاقنا فَلَم يَعُد هناك من مكانٍ للإقصاء والإلغاء، للتهميشِ والمحسوبيات».
وأعلن عن ورشة تنظيمية ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة «كي نُعيد ترتيبَ بيتنا الدّاخلي ونَلُمَّ الشّمل ونَرُصَّ الصّفوف. عندَها فقط نستطيعُ أن نَنطلق نحو العمل الجماهيري رافعين لاءاتٍ ثلاث: أوّلها أنّه ومن هذه اللحظة لا ساحات مغلقة أمامنا فَراياتُ البعث سَتعودُ لترفرفَ من بيروت العروبة إلى عكار الجارة الوفية لسورية من جنوب الأخضر العربي إلى بقاع زين ناصر الدين ومناع قطايا وعبد الله عبد القادر وزين مرعي. ومن الجبل الأشمّ الذي قاتلنا على أرضِه ولأجلِهِ استُشهدَ وجُرحَ وأُسِرَ خيرةُ رفاقِنا إلى طرابلس وعرسال ووادي خالد وغزة وبرّ الياس ومجدل عنجر وشبعا وبعلبك».
وقال «نحن كنَّا وسنبقى العمودَ الفِقْريّ للعملِ العروبيّ والقومي. وإن كان البعضُ قدْ نسيَ أو تَناسى فلا بدَّ من تذكيره بأنّنا حزبُ استشهاديّين ومقاومين وخرّيجي جامعات وسجلُنا حافلٌ بمحطات نضال تشاركنا فيها مع الحلفاء في المقاومة الوطنية والإسلامية بدعم من قائد الحركة التّصحيحيّة الخالد أبداً في قلوبنا المؤسّس حافظ الأسد ومن ثُمَّ قائد الأُمّة الرفيق الدكتور بشار حافظ الأسد».
وتابع «أمّا اللاء الثانية فهي لا تراجع ولا ضعف بعد الآن. فسورية واجهت حرباً كونية وُظِّفَ فيها المال والسلاح والإعلامُ والتحريض لكنّهُم لمْ ينجحوا ولن ينجحوا. لذا ممنوع أن تَدخل قاموسَنا الحزبي لغة الضعف أو التراجع فنحن وكما قال قائدُنا: لا خيار أمامنا إلّا النصر وسننتصر. ونحن في لبنان لا خيار أمامنا إلّا العمل والنضال وسنعمل وننتصر».
وأردف «أمّا اللاء الثالثة فهي لا لأي محاولة تهدف لإبعادنا عن لعب دورنا الطّليعيّ في خدمة قضايانا الوطنية والعروبية والقومية والاجتماعية. فطريقُنا طريق فلسطين من البحر إلى النّهر، لا نتنازل عن شبر واحد من ترابِها وصراعُنا مستمرٌّ مع الانهزاميين والمطبّعين وبندقيتنا ستعودُ لتصوّب نحو كلّ مشاريع السلام المزعوم والاستسلام والتّكفير والتهجيرِ والتّقسيم والتّشتيتِ وطروحاتِ الفدرلة والخطاب اليمينيّ الانعزالي والثوراتِ المزيفة».
واعتبر أن «لا خلاصَ لنا إلَّا بِالخطاب العروبيّ ولا مستقبل لأمِّنا إلّا بالابتعاد عن الخطاب الطّائفي والمذهبي والفتنوي الممَوّل من دول وسفارات نعرف أنَّها تستهدف عروبتنا وتدفع مالاً وتشتري أقلاماً وذمماً ومحطات تلفزة لتَشُنَّ علينا أعتى الحروب. ولكن على من يا تُرى؟ على أبناء قائد تشرين؟ على المنتصرينَ في أعتى حربٍ في التاريخ؟ على أبناء تحرير العام ألفين وانتصار تموز؟. نحنُ أبناءُ مدرسة قاموسها ثبّتنا مفرداته بالدّم. نقاتل، نَستشهد و نتصر».
أمّا في ما يتعلّقُ بالسّاحة اللّبنانية، فقال «نحن نعمل لإعداد وثيقة سياسية نُحدّدُ فيها وجهةَ نظرِنا في ما يتعلّقُ بطبيعةِ هذا النظامِ الطّائفيِّ المقيت وضرورةِ إحداثِ تغييرٍ فيه يُخرجنا من المُربّعاتِ الطّائفية والمذهبية ويسهِم في بناء دولة لا تسرقُ أموالَ ناسِها ولا يغتني ساستُها على حساب شعبها ولا يموت فقراؤها على أبواب مستشفياتها وينتظرون الكهرباء والماء. دولةٌ لا تُدمّر القطاع العام خدمةً لمافيا القطاع الخاص فتصبحُ الجامعة الرّسمية والمستشفى الحكوميّ على هامش الاهتمامات. دولة تصنع ما تحتاجه بدل أن تستورد الماء والعسل والألبان. دولة لا تتبنّى نظاماً انتخابياً يُسهم في تعزيز الانقسامات الطائفية والمناطقية. دولة لا خطَّ أحمرَ فيها يمنعُ المحاسبة. دولة مؤسسات تحترمُ كرامة مواطنيها».
وقال «دولةٌ لديها تعريف واضح لمفهوم السّيادة (مش سيادة بسمنة وسيادة بزيت). دولةٌ لا تحاصر نفسَها بنفسِها فتضع الشروط وتتدللُ أو تنتظر إذناً من سفيرةٍ لترسل وزيراً إلى سورية منفذنا الوحيد نحو العالم وسندنا في وقت الشّدة. ونعم نقولُها ولينزعج من ينزعج: زمن التعاطي الجبان مع سورية يجب أن ينتهي وسينتهي وفي هذا مصلحة لبنانية صرفولِلمُشكّكين: استفتوا الشّعب». وأكد أنه ليس مقبولاً الارتهان للسفيرة الأميركية.
وسأل «إلى متى ستستمر مهزلة شروط العبور للمواطنين إلى سورية؟ وإلى متى سنحرم مزارعينا من تصدير منتجاتهم إلى سورية وعبرها؟ ألَمْ يَكن الدواءُ السّوري بديلاً عندما فُقدَ الدّواءُ من الصيدليات؟».
ودعا «الحلفاءَ الذين نتشاركُ وإياهم الموقف في معظم القضايا وسنبقى معهم في مواجهة مشاريع تستهدف محورَنا، تارةً بتوظيفِ انهيار البلد وطوراً بتحقيقات انفجار المرفأ التي تشبهُ كذبةَ ديتليف ميليس ومحاولةَ توريط سورية والمقاومة»، إلى «مشاركتنا العمل لكسر الحواجز والجدران الوهمية المستحدثة بيننا وبين سورية لأنَّ التاريخ والجغرافيا وما يجمعُ الشعبين والمصلحة اللبنانية ومن ثمّ السورية، تفرضُ علينا مقاربةً مختلفةً تماماً».
وختم «نحن فلاح وعامل، نحن جنديٌّ مقاتل، نحن صوت الكادحين، نحن حزب الشهداءِ والمقاومة، نحن حزب فلسطين، نحنُ حزب النضال والمناضلين، نحنُ حزب الذين قاتلوا مشاريع التقسيم واتفاقات الذلّ والعار. من جذورِ الأرض جِئنا ولن تنجح حروب وعواصف ومؤامرات ومدٌّ تكفيريّ في اقتلاعنا طالما بيننا رجل يحمل بندقية، فكيف إذا كان منَّا قائد عظيم صمد وقاتل مع شعبه وجيشه وحلفاءئه وانتصر وأثبت للتّاريخ أنّ سورية لا تسقط وأنَّهُ مهمَا تكالب علينا الأعداء سنبقى شامخين منتصرين كقائد مسيرتنا».
كذلك أقيمت سلسلة من الاحتفالات في جميع المناطق اللبنانية من أبرزها الاحتفال الحاشد الذي أقيم في بعلبك – الهرمل والبقاع وفي منطقة الجنوب، إلى جانب احتفالات شعبية عارمة حيّت فيها دور سورية بقيادة الرئيس الأسد، والمقاومة التي أفشلت المخططات الإمبريالية والصهيونية والتكفيرية.