منفذية حاصبيا في «القومي» أحيت عيد تأسيس الحزب عميد الإذاعة مأمون ملاعب: لا يكفي أن نقول لنا حق في فلسطين بل أن نعمل لانتزاع هذا الحق.. ولا يكفي أن نطالب بالسيادة بل يجب أن نفرض سيادتنا بالقوة
أقامت منفذية حاصبيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة العيد التاسع والثمانين لتأسيس الحزب في منتزه تلال ميمس بحضور عميد الإذاعة مأمون ملاعب، عميد الدفاع علي عرار، عضو المجلس الأعلى عاطف مداح، منفذ عام حاصبيا أسامة القادري، عضو المجلس القومي الدكتور نضال منعم، أعضاء هيئة منفذية حاصبيا، مدير مديرية ميمس سليم مداح وعدد من المسؤولين.
كما حضر نسيم بدر الدين ممثلاً وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في حاصبيا ومرجعيون، أمين عام مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب حسيب عبد الحميد، مختارة راشيا الفخار سوزان متري والمختار السابق جرجس حردان، ممثل بلدية ميمس نهاد أبو حمدان، وفد من سيدات جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية ضم سعدى الغريب وسامية القنطار، وجمع من القوميين والمواطنين.
بدأ الاحتفال بالنشيد الرسمي للحزب ثم كلمة تعريف وترحيب ألقتها رنيم خليفة، فكلمة منفذية حاصبيا ألقاها ناظر الإذاعة أنور أبو سعيد تحدث فيها عن معاني التأسيس الذي يشكل في ضمائر القوميين عملية مستمرة بعد كل المؤامرات التي ما زالت تحاك ضد الحزب منذ تلك اللحظة حتى يومنا هذا، وليس آخرها المحنة التي ألمت بحزبنا منذ عام ونيف وها هو الحزب بدأ يستعيد انتظام مؤسساته ودستوره بفضل إيمان القوميين بعقيدتهم وأخلاقهم العالية بعد أن سقطت جميع القلاع الوهمية مؤسسة تلو أخرى.
وقال: إننا في عيد التأسيس نتوجه بالمعايدة الى جميع الرفقاء اينما وجدوا بأياد ممدودة وقلوب مفتوحة معاهدين زعيمنا أن نبقى على وصيته يوم التأسيس بأن نصون المؤسسات كما نصون العقيدة.
كلمة مركز الحزب
وألقى كلمة مركز الحزب عميد الإذاعة مأمون ملاعب وفيها قال:
نحن أجيال تمر بصعوبات كثيرة، فقد ولدنا في مرحلة دقيقة وحسّاسة من حياة أمتنا حيث تتصارع فيها الإرادات وتحتدم المعارك والحرب في أوجها بين أن يكون لنا ما نريد أو يكون لنا ما يريدون. ومن أجل أن نخسر المواجهة يقدمون لنا كل الويلات وكل أصناف الآلام. لكن فينا من صمم أن يصنع القدر، من أدرك أن الحق لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما تدعمه من قوة الأمة.
لا يكفي أن نقول لنا حق في فلسطين بل أن نعمل لانتزاع هذا الحق.
لا يكفي أن نطالب بالسيادة بل يجب أن نفرض سيادتنا بالقوة. المأساة هي أن فئات عديدة من شعبنا تقف في الجهة المقابلة تمارس الدور السلبي على مسيرة الأمة نحو النصر وهم متذرّعون بضعفنا أو بإرادة ما أسموه «المجتمع الدولي» أو الدول العظمى أو بقرارات الأمم المتحدة أو بحب العيش وحب الحياة. وتحت هذه الذرائع لا يكتفون بالتفرج والانتظار بل يدعمون مشروع العدو بقصد أو بغير قصد ضمن حالة العراك والتحدّي.
قبل مئة سنة، قبل أن تخلق هذه الكيانات، أطلت الأمة من نافذة على التاريخ لبرهة، قررت مصيرها في أن تكون دولة حرّة مستقلة أعلنت إرادتها من دمشق بعد طرد الاحتلال التركي في الحرب العالمية الأولى. كان الجميع هناك والشعب متمسّك بقوميته بالفطرة، إنما المستعمر الماكر الخبيث جزأ أمتنا إلى كيانات ومكن اليهود من احتلال فلسطين. فكان الرد في ميسلون يصنعه يوسف العظمة، وبثورات سلطان الأطرش وإبراهيم هنانو وصالح العلي وغيرهم الكثير.
بعد النكبة ومن ثم النكسة التي سمحت للعدو بالتمدد والاستعلاء والاستكبار ظن العدو أن مشروعه انتصر، غير أن حرب تشرين فرضت التوازن، ثم أتى اجتياح العدو للبنان بهدف القضاء الكلّي المقاومة الفلسطينية وبهدف تحويل لبنان إلى محمية «إسرائيلية». لكن إرادة الوطنيين اللبنانيين ترجمها حبيب الشرتوني وخالد علوان وأحمد قصير وبلال فحص وسناء محيدلي وكوكبة الاستشهاديين وكل الأبطال المقاومين.
سقط المشروع المعادي، وسلكت المقاومة طريق التحرير من دون مفاوضات ومن دون تنازلات، وشكل التحرير بداية انكسار المشروع الصهيوني وانطلاقة العد العكسي لعمر كيانه الغاصب.
عادت الحياة إلى القضية، وأحيت الانتفاضات في فلسطين الأمل، اجتمع المشغلون في الغرب وأتباعهم في الشرق دعماً للعدو الذي حاول تصفية المقاومة في تموز 2006، فمني بهزيمة استراتجيّة هزّت كيانه.
ثم كانت الحرب الكونية الهمجيّة الشرسة على قلب الأمة، على الشام فحضر كل الأعداء والإخوة المزيّفون، لكنهم لم ينجحوا في تسميم عبق الياسمين الدمشقي بل استنشقوا البارود الذي رماهم خارجاً.
شعبنا في الشام يصمد في وجه الحصار، وبقيت الشام القلعة الوحيدة الصامدة في وجه العدو. ولبنان ليس بعيداً من معاناة مشابهة لأسباب عدة داخلية وخارجية. فأرباب النظام الطائفي في لبنان اعتقدوا وحاولوا إقناعنا بأننا لا نستطيع الاستمرار من دون الغرب واتباعه من العرب، وأن لبنان بلد خدمات وتسوّل يستمر بالمساعدات، فحطمّوا بسياساتهم إنتاجه وبارت الزراعة وتقلّصت الصناعة البسيطة وأغرقوا الدولة بالفساد.
علّة لبنان في نظامه الطائفي وفي توزّع اللبنانيين على طوائف متباعدة، متخاصمة، متنافسة لا تتوافق إلّا على المحاصصة. ونظام محاصصة يؤدّي إلى التنفيعات، وتوافق يعطّل ولا ينتج، حتى بات لبنان دولة لا تستطيع أخذ قرار بجريمة حدثت على أرضها، وصارت معجزة أن ننتخب رئيساً للجمهورية، ومعجزة أن نشكل حكومة، والمعجزة الأكبر أن نسن قانوناً للانتخاب. كما أن سيادة الدولة منتهكة كل يوم. ليس من طائرات العدو وحسب، بل بالإملاءات الاميركية.
وقال: يطالبون بحياد لبنان متجاهلين أن دور لبنان قد اتخذ منذ زمن ووقّع بيد يحيى سكاف وسمير القنطار ولا يحتاج بعد ذلك لأي توقيع.
حقيقة الأمور هي أن قلق العدو على وجوده يزداد ويزداد معه القلق عند الرعاة فيظهر ذلك عندنا أزمات يصنعها الخصوم وأدواتهم والبيئة خصبة استيلاد الأزمات.
في المحصلة يجب أن نسجّل:
-الحرب على الشام لم تحقق أهدافها وسورية انتصرت وانتصارها هو انتصار لخيار المواجهة، مما يعني نموّاً في دور محور المقاومة وضموراً في دور أعدائه.
– خيار التطبيع مسدود الأفق طالما أن الشام ولبنان والعراق يرفضونه، وطريق العودة إلى فلسطين لا يبحث عنها في أوسلو وكامب دايفد، هي هنا سلكتها ليلى خالد وعبّدتها بالدماء.
– الحرب في اليمن أوشكت على الانتهاء نحو نصر مبين لليمن ومعادلات كثيرة ستنقلب.
-العراق يعاني شبيهاً بلبنان إنما من المستحيل فيه هزيمة إرادة الصمود والمقاومة.
-الوضع في لبنان يتطلّب معالجات سريعة وأخرى أبعد. إن أي حكومة معنيّة بمعالجة ملفّات الدواء والمحروقات والنقل ومستلزمات الاستمرار بحدّه الأدنى على الأقل.
وختم في 16 تشرين الثاني 1932 تأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي بالتعاقد بين الشارع صاحب الدعوة والمقبلين عليه، وكان التأسيس قنديلاً في ظلام دامس من الاحتلال وفقدان السيادة وتوزّع الأمة على كيانات وهجرة يهودية. ومع كل ذلك كانت الإرادة والعزيمة تظلل اللقاء.
كانوا ثلاثة رفقاء أقسموا على الولاء للأمة وهم اليوم ألوف في كل الكيانات والمسيرة مستمرّة.