صباحات
} 26-10-2021
صباح القدس لسماح إدريس، حبيب القدس وفلسطين، والأب الروحي للمقاطعة، نموذجاً يصح للتدريس، في كيف يكون اليقين، وتكون المواقف القاطعة، فقد أكد المثقف المشتبك المبكر بالرحيل، معادلة أن ليس أمام النضال من مستحيل، وقرر أن يتخصص لرفع راية فرض العزلة على كيان الإحتلال، والمهمة تنوء تحت حملها الجبال، وبدأ كمن يحفر الجبل بإبرة، وعليه أن يبحث عن الإبرة في كومة قش، وتوجه إلى المجتمعات الجامعية في الغرب بفكرة، يقارع النص الخرافي الهش، ويثبت بالوقائع، قوة الحق الضائع، ويقدم بالقانون، ما يثبت الجرائم بحق الإنسانية، وكيف سلبت فلسطين وهجر الفلسطينيون، ونشأت القضية، ويفكك النظرية الصهيوينة، وأبعادها العنصرية، حتى بدأت تتشكل في الجامعات، وبين الأدباء والمفكرين، جماعات جماعات، تؤمن بحق فلسطين، وبدأت المقاطعة تصبح فلسفة سماح، تعادل في فعلها تأثير السلاح، يعد لوائح الشركات التي تمول الكيان، ويوزعها على العرب، ويقود لجاناً من المتطوعين في لبنان، وبلاد المغترب، ويقول قاطعوا ولا تستخفوا بالأثر، ولو بدأتم بالمقاطعة بمن حضر، فالمقاطعة تبدأ كمن يرمي في الماء الساكن حجراً، تتشكل من حوله الدوائر، ويخاطب الغرب بطول الصبر والتروي، أن صوتاً واحداً يقاطع كقنبلة يدوِي، ويقول تخيلوا وزيراً إسرائيلياً جاء يحاضر في جامعة، ووقف له أستاذ جامعي يدعو للمقاطعة، وبيده صورة طفل ذبيح، أو كيف يقتل الجريح، وكيف يعتدى على الأطفال والنساء، وكيف تنزل الحمم من السماء، ومرة على مرة، كم سيوقظ من الضمائر، واصل المقاطعة فكرة، توقظ الضمير النائم، وعندما كان البعض يقول إن ما يفعله سماح جميل لكنه بلا أفق ومستقبل، كان سماح يمضي في سعيه المستحيل ولم يقلق وبقي يأمل، حتى عندما أعياه المرض وأتعبه الألم، بقي سعيه مستمراً لا يستكين، وبقيت وصيته بالحبر والقلم، لا تنسوا فلسطين، فقد كانت صلاته، ومحور كل صِلاته، ونقول للراحل الكبير، والمثقف المشتبك، إن حرب الضمير، بغيابه لا يجوز أن ترتبك، وأن المثقفين العرب في المغترب، مطالبون بحمل الراية، وإدراك خطورة الغاية، وأن يخرج من بينهم من يعلن التنسك في محراب سماح، متقناً كل اللغات الأجنبية، ويقول لن نلقي السلاح، ولن تترجل عن حصانها القضية، وستستمر رسالة المقاطعة، مرفوعة الصوت، في كل شركة وصحيفة وجامعة، لا يهزمها موت، وكلما سقط واحد منا، هب الآخرون لمتابعة الرسالة، مؤكدين أن نضالنا لا يعترف بالإستحالة، فقد علّمنا سماح، وقال بصوته الهادئ، إن المناضل لا يرتاح، من حمل المبادئ، ويقول لجماعة التطبيع لا تفرحوا بالرحيل لوقف المقاطعة، سيأتي الربيع، ولن توقفه أسباب مانعة، فربيعنا غير ربيعكم، وجميعنا خارج قطيعكم، والعالم الذي خرج مندداً بالعدوان في سيف القدس، وأقام لفلسطين في كل مكان ألف عرس وعرس، هو عالم سماح، كالذين تجمعوا في جامعة لندن للإقتصاد، يطردون سفيرة الاحتلال، غداً سيطلبون لها الإبعاد، ويصححون الاختلال، لا تخيفهم عقوبات ولا كذبة العداء للسامية، فقد نهضت نخب وقامات لحماية الإنسانية، من خطر داهم، وتغول المظالم، ومن خطر العنصرية وصعود الفاشية، ومرض النيوليبرالية، وتلك قضية العالم المعاصرة، كما هي قضية فلسطين المحاصرة، وهي نفسها قضية لبنان، في مواجهة الفساد والسماسرة، سواء بوجه العدوان، أو السلطة الفاسدة والسياسة القاصرة، ووفقاً لسماح، لا تحتاج الولادة لإذن أو سماح، فإن تعذر المخاض، وتسللت الأمراض، تكون الولادة من الخاصرة.
} 27-10-2021
صباح القدس لكلمة الحق ولو جاءت موجعة، فليس أصعب على المواطن من اكتشاف أن القضاء لم يعد مرجعه، وعندما يقول سيد من صدقوا، إنه يائس من مراجعة القضاء، وانه بعد أن تركهم يحققوا، ويلاحقوا ويتهوا بالأسماء، قد وصل إلى اليقين بأن القضاة متهمين، وأنهم يلعبون لعبة لا دور للقانون فيها، فالقضاة عندما يتهم القضاة لا يجرأون، والقضاة متضامنون، وعندما تهدد السفارات يخافون، وعندما تتجمع الغوغاء بالتشهير يتراجعون، فصار البحث عن قاض يصم آذانه عن التحريض والتهديد، ويحتكم للوقائع والنصوص والمعايير، كبحث العاقل عن حجر أو قطعة حديد، رماهما مجنون في بير، وها هم القضاة يستقيلون، وها هم الباقون يقفلون أبواب المراجعة، والشاطر فيهم يقول إن الطاسة ضائعة، ويقول السيد بوضوح، وبقلب مجروح، ما عاد بيدنا أن نقول للناس عندما تقع الواقعة، لن نرد وخيارنا الوحيد أن نذهب أمام القضاء للمراجعة، وما عاد ممكناً إقناع الناس بالقول نثق بالقضاء، وقد تعقدت السبل وضاع الرجاء، وهذا يعني ببساطة أن الحزب الذي منذ ثلاثين عاماً ينزف دماءه في الطرقات، والذي يملك سلاحاً يكفي لحروب وحروب، كان الوحيد الذي يتعرض في التظاهرات، إلى إطلاق النار في الطرقات الدروب، وكان الوحيد الذي يقول لناسه بالصبر، حتى يبت القضاء بالأمر، قد صار اليوم بلا خطاب، عندما يحل بشارعه مصاب، فهل يدرك القضاة ماذا فعلوا، وهل يعلمون أي طريق أقفلوا، وهل ينتبهون أن هذا الشارع الغاضب إذا انفلت طلباً للثأر والإنتقام، بعد أي حادث أو مواجهة أو مصيبة، يعني أخذ البلاد إلى موت زؤام، وأخذ الناس إلى ليال كئيبة، وتعريض السلم والأمن للإهتزاز، واستعادة خطر الفتن، وأن الصورة بكل إيجاز، خطر بخطر ومحن، فأي عبقري بإمتياز، يقف وراء خراب الوطن، وهذا القضاء يسمع صراخ السيد منذ سنة على الأقل، وهو يدعو للتحقيق في الإستنساب، والقضاء أصم آذانه عما حصل، وتجاهل الأسباب، وهو بالأمس أقفل أمام الأمل، آخر الأبواب، وهو القضاء بالذات الذي يطلب من رئيس الحكومة الإمتثال، رداً على طلب المراجعة بنقل الملاحقة لمحكمة أخرى وفق نص الدستور، لما سمع جعجع وما قال، وأنه يرفض الحضور، تراجع وسحب الدعوة وربما أرسل الإعتذار، بينما أصدر بحق رئيس الحكومة مذكرة توقيف، ووفقاً لما يدور وما دار، وما يرافقه من تحرك مرجعيات وتطييف، وما يصدر من مواقف، وما تقول الدول والسفارات، صار القضاء القاعد والواقف، مجرد أداة في لعبة السياسات والطوائف، ولذلك تحدث السيد واختصر، فالموقف جلل، والبلد يواجه الخطر، أمام ما حصل، فهل تسارع المواقف، لوقف المقامرة، أم أننا ذاهبون إلى التجربة المريرة، وعندها على من قرر المخاطرة، أن يسأل بعد الكارثة ضميره، ماذا جلب للبلد، وأين أخذها بالعناد، وهل سنبقى للأبد، نقامر بمصير البلاد، أليس ملفتاً للإنتباه ومدعاة للإشتباه، أن ذات الحساب والرهان على أن السيد سيتحمل الجراح، هو الذي دفع بالسنيورة إلى قرار اللعب مع السلاح، يوم قرر تفكيك شبكة الإتصالات، وأعد العدة للفتنة، وراهن أن السيد يتراجع تجنباً للمواجهات، وتفاديا للمحنة، لكن للصبر حدود، ودفع الضرر الأعلى بالأدنى هو الجواب، فاحسبوا الردود، وأعيدوا الحساب.
} 29-10-2021
صباح القدس للشعب المنتفض اليوم وأمس، فاليوم تخرج المدن في المغرب لتهتف لا للتطبيع، وقد غادرت الشعوب الهمس، وقد خرج الألوف في الأردن يقولون لن نشتري ولن نبيع، فبعد عشرات السنين من غسل الأدمغة والعقول، وتجاوز كل حدود المعقول واللامعقول، وإنفاق المليارات وتكريس الفضائيات وافتعال حروب الطوائف، لم يبق إلا التلاعب بتعاقب الفصول، للرهان على تغيير المواقف، فالمغرب والأردن ساحتان محوريتان، ومنهما ينبثق الرهان، والفشل فيهما يعني أنه آن الأوان للإعتراف بالفشل وسقوط المقامرة، وصرف النظر عن مزيد من محاولات الإنكار، وبعد فشل التطبيع في مصر استمرت المكابرة، وها هو تكرار الفشل يفرض الإقرار، بأن الإستثناء الخليجي عائد لتفاهة ثقافة الإستهلاك، وغياب التاريخ السياسي للمجتمعات، وتلعثم النخب عائد للسخافة أو للإرتباك، أما حيث للصراع جذور وحكايات، وحيث الإنتماء والهوية جزء من الذاكرة، وفلسطين بوصلة الوعي حتى في الأجيال المعاصرة، والذي سقط أصلاً قد سقط في فلسطين، وهو الرهان على سقوط القضية بتقادم الزمن، والرهان على أجيال لا تهمها القضايا والمبادئ، بل على فلسفة عنوانها أن زمن القضايا انتهى، وأن الشباب الجديد لا يعترف بالوطن، بل بما يثيره الفكر الناشئ، بتحقيق الرغبات والمشتهى، فجاءت أجيال الشباب والطفولة، لتسقط هذه الأمثولة، والسقوط كان في فلسطين، عندما خرج أطفال الحجارة، وتجدد بعد عشرين وثلاثين، حيث تفجرت المواجهات في القدس والداخل لتعطي الإشارة، بأن الجيل الجديد أشد تمسكاً بالهوية، وأشد استعداداً للقتال، وجاء سيف القدس ليثبت صحة هذا المقال، وها هي عمليات الطعن تقول ما لا يقال، ومثلها ما يحدث في الأردن والمغرب، ولمن لا يصدق فلينظر ناحية اليمن، ويشهد الساحات والشوارع، بينما طائرات العدوان تضرب، وتمزق بقايا الوطن، يخرج الشعب يقول إنه لأجل فلسطين يصارع، ولأن المعارك تربح وتخسر في عقول الناس، وكي الوعي أصل المعركة، والمعيار إيصال الناس للتيئيس، يبقى الساؤل الأساس، ماذا فعلت كل الحكايات المفبركة، وكل محاولات التطييف والتسييس، ما دامت فلسطين وحدها قادرة على إخراج الألوف للتظاهر، في ذروة التحضير لإحتفالات نجاح التطبيع مع الكيان، وتسقط من علوها صخرة التفاخر، على رؤوس أصحابها ويسقط البنيان، فاذا كان الشعب في المغرب يرفض التطبيع، ويتمرد على ثقافة القطيع، والشعب في الأردن يقول لفلسطين بالفم الملآن، نحن منذ الأزل توأمان، فماذا عساها تفعل المكابرة، إلا إثبات المثبت مرة جديدة، وإثبات أن الشعب يسترد المبادرة، وأن فلسطين ليست وحيدة، وأن تطبيع فنادق الخمسة نجوم، يشبه ما أسموه بثورة في سورية وحكومة شرعية في اليمن، حيث الفنادق بدل الخنادق والقبص بالمعلوم، والرهان في القتال على صناعة الفتن، لكن الحقيقة وحدها تصل إلى خط النهاية، وتكتب خاتمة الحكاية، فالحقيقة لو جاءت متأخرة، تقول ليست الثكلى كالمستأجرة.
} 30-10-2021
صباح القدس لليالي فيينا ونهاراتها، وللأنس فيما ستجلب مشاوراتها، فقد حان وقت حصاد المواجهة، وصار الوقت لتظهر النتائج إلى الواجهة، فالأميركي القابع معزولاً عن طاولة التفاوض، معاقب على خروجه من الإتفاق، وما جنت أيدي رئيسه المعارض، واللجوء إلى الكذب والنفاق، فإيران هي من قرر أن لا مفاوضات مباشرة، وأن على الأميركي أن يدفع ولو في الشكل ثمن المقامرة، وأن يعترف شركاؤه بعزله عن المفاوضات، أنه المسؤول عن تعثر تطبيق الإتفاقات، وأن الظالم والمظلوم ليسا في كفة واحدة، وأن الفريق المأزوم هو من حول الاتفاق إلى مزايدة، وراهن على الانقلاب، وخاض حروباً بالإرهاب، وتوهم أن المزيد من العقوبات، سيعيد إيران بشروط جديدة للمفاوضات، وأن حروبه رابحة في سورية وفي اليمن، وستتكفل بالتلاعب بعقارب الزمن، وأنه لا يكفي أن يقول اليوم إنه راغب بالمراجعة، بينما إيران تثبت أنها متصالحة مع غياب التفاهم، وتقول له يطعمك الحج والناس راجعة، فالبرنامج النووي يتقدم بالتقادم، والعقوبات تحولت إلى حافز للتنمية، والجيش والحرس إلى المزيد من التقوية، والثوابت لم ولن تكون عرضة للمساومة، وفي الطليعة دعم فلسطين والمقاومة، والأميركي الذي مول وحمى الاعتداءات، يعرف أنها سقف ما يستطيعه الكيان، من تخريب واغتيالات، لكنه يعرف أنها لم تصدع البنيان، وأن البرنامج النووي يحقق المزيد من التصاعد، ولذلك قررت إيران بدل التقارب مزيداً من التباعد، وهي مرتاحة لوضعها، وواثقة من قدرة ردعها، وليست مستعجلة، وحلفاؤها يثبتون معادلات جديدة، من سفن كسر الحصار في لبنان، إلى مأرب والحديدة، إلى سيف القدس وبحر عمان، فعلى المستعجل أن يدفع ثمن العجلة، وأن يتقبل العزلة، وتعويض العودة ليس بالعتب، بل بأن يبدأ بالتراجع من انقلب، ولأنه خلال ستة شهور، بقيت إيران ثابتة المواقف، والأميركي يلف ويدور، والتفاوض واقف، جاء الإنسحاب من أفغانستان ليكشف الموازين، من تضغطه الإستحقاقات، ويرى حبل النجاة بالمفاوضات، ولو كان يصرخ ويهدد، ومن يلاعب الزمن، ولا يأبه بالمحن، وكلما أنهى مرحلة يمدد، وها هي فيينا تملك في البهو والكواليس، كل التفاصيل، حيث لا مكان للخداع والتدليس، والقال والقيل، فمن يريد العودة للإتفاق الباب مفتوح شرط الدخول سريعاً، ومن يريد نكأ الجروح والذهاب إلى الحرب فلسيتعد ليموت صريعاً، فتلك هي المعادلة، لأمة مقاتلة، تعرف حقها، وقوانين الحياة وتستحقها، ولأن بعد الإتفاق ليس كما قبله، فللزواج قبلة وللموت الرحيم أيضاً قبله.
} 1-12-2021
صباح القدس لفلسطين في يومها، وكل الأيام لفلسطين، عسى الأمة تستفيق من نومها، وتدرك أن القدس عاصمة اليقين، وأمة لا يقين فيها لا خير فيها، فالأمم تقوى بيقينها، وتتماسك وتنهض برفع جبينها، أما الأمم التي تتراكض بيومياتها بلا هدف، وتلهث وراء طعامها كالعلف، فلا مكان لها بين الأمم، ولو تزينت بأكثر من عشرين علم، وعقدت بدل القمة قمم، وكان لها رابطة وجامعة، فستبقى بين الأمم أمة ضائعة، ومن فلسطين تستمد الأمة عزمها، وتحجز لها بين أرقام الأمم رقمها، وتكون هي الرقم الصعب، وتحتل بين أمم الأرض مكان القلب، ويكفيها أن القدس مهبط الأديان، وفيها مقدسات السماء على الأرض، وبالتمسك بها اكتمال المكان، وصونها كصون العرض، والعدو والصديق يعرفان، أن التنازل عنها خوف من المسؤولية، وأن التخلي هنا فعل جبان، يكشف اهتزاز الشخصية، ويفضح نقطة الضعف، وثقافة الخوف، والاستعداد للتبعية، والأمم التي تبيع حقوقها خوفاً من الحروب، وطلباً للسكينة تقطع بعضاً منها وترميه، لا قيمة لها بين الشعوب، التي تعرف حقها وتحميه. وما دمت مستعداً للتنازل خوفاً، فأنت مهزوم عرفاً، ومن يظن أن تخليه يكفي لتموت القضية، وأن نهاية الأمر بالتطبيع، فهو غبي وفاقد للأهلية، لا يعرف إلا كيف يشتري ويبيع، وقد أعماه البطر، وأفقده الإحساس بالخطر، ففلسطين لها أهل وشعب، ووراءها محور للمقاومة، لا يعرف المساومة، يخطون بالدم مصيرها، ويقدمون لموقد نارها من لحمهم حطب، ويفنون شبابهم لتحريرها، وليس بينهم مكان لأبي لهب، وتكفي نظرة للأسرى، من حيث النبي عرج وأسرى، ولشباب في عمر الربيع، يقاومون وتضحياتهم لا تضيع، فها هو الكيان الذي أوهم المطبعين بمزاعم القوة، واقع تحت وطأة الفلسطينيين في الهوة، وكل ترتيبات التهدئة مهما كثرت عليها التواقيع، ليست إلا حبراً على ورق كهباء منثور تضيع، فالتهدئة تصنع في فلسطين أو لا تصنع، والحق يحميه صاروخ ومدفع، وقد ولى الزمن الذي كان فيه الفلسطينيون لا يملكون إلا الأماني، بأن تحررهم جيوش العرب، وقد انقلبت الآية فصارت إذاعات العرب للأغاني، وصار الفلسطينيون جيش الغضب، وصارت سياسات العرب تختصر بالإستقبال والوداع والترحيب، والخبر يأتي من فلسطين إلى الصفحة الأولى ويتصدر نشرة الأخبار، الصواريخ تسقط على تل أبيب، وأبو عبيدة يحدد ساعات وقف النار، فتسقط نظرية الحكام، عن أكذوبة السلام، والعجز أمام إسرائيل، وينفضح الكذب والتضليل، وتعود الشعوب إلى الحقائق، تفضح الحاكم المنافق، وتكتشف مصادر قوتها وتعرف معنى الكرامة، وتميز بين طلب السلام وطلب السلامة، وتنحاز بقلوبها عندما تشاهد الطعن لمستوطن ومحتل، يبعث فيها حرارة الأمل. وكلما سقط صاروخ على من طغى وتجبر، هتفت الله أكبر.
} 2-12-2021
صباح القدس لمحور المقاومة، كيفما دار تصيب سهامه، والويل للمصابين بالارتباك والقلق، يعدون الساعات في مفاوضات النووي ويخشون إيران في عرينها، كحال اللص إذا سرق، يخشى بيع المسروقات ويخاف تخزينها، فيدب الذعر في قلوبهم إذا فشلت المفاوضات، ويعلمون أن الآتي سيكون تصعيداً في كل الجبهات، ويخشون نجاحها وفروة رأسهم ستكون على الطاولة، فيخشون مجرد المحاولة، فالإسرائيلي الذي يحرض كل يوم على الفشل، يخشى أن يدفع الثمن إذا حصل، ويخشى من النجاح، تزويد المقاومة بمزيد من المال والسلاح، أما في السعودية فالذعر مضاعف، مأرب تقارب السقوط، وسبب المخاوف، أنه في الحالين سيفرض اليمنيون الشروط، ولذلك يبدو محور المقاومة مرتاحاً كيفما دارت الأمور، يستعد للإحتمالات مدركاً ما بين السطور، فزمن التسويات يعني عنده تراجع أميركا عن الحروب، لتنفتح أمامه كل الدروب، ففلسطين ليست موضوعاً على الطاولة، وقد كرروا المحاولة، ولا دعم المقاومة موضوع مساومة، والباقي من الصراعات تسوياته معلومة التفاصيل، انسحاب أميركي من سورية والعراق، ولا دخل لإسرائيل، في أي إتفاق، ووقف للحرب ورفع للحصار عن اليمن، وبدء الحوار نحو الإنتخابات، فالإنتصار آتٍ مهما طال الزمن، فهذا زمن الإنتصارات، فعندما تفرض إيران شروطها، لن تعجز المقاومة عن فرض خطوطها، وعندما تعود إيران إلى المواجهة ستفرح المقاومة بعودة السلاح إلى الواجهة، ومن يدهم على قلوبهم، ويد أخرى في جيوبهم، هم الخائفون من الأميركي المخادع، ان ينقلب من مشتر إلى بائع، فيعرض رؤوسهم للبيع، ويتخلى عنهم مقابل الريع، وتاريخ الأميركي عريق، في بيع الف حليف وصديق، فطالما قرر إنهاء الصراع، سيتأقلم مع الأوضاع، ولذلك يخشون تحسن العلاقات الأميركية مع إيران، على خلفية الإعتراف بتغير الأزمان، وبدأ الحديث في واشنطن عن زمن طهران، كالحديث قبل نصف قرن عن زمن بكين، ويقولون آن الأوان لسياسة التمكين، فتبادل المصالح يتقدم على السياسات، والأميركي سيد الصفقات، وإذا أراد إثبات حسن النوايا، سيبحث عن تدوير الزوايا، وسيجد رؤوس حلفائه ثمناً للإسترضاء، يبيعها علنا وفي الخفاء، فماذا لو خاطب الإيراني طلباً لرضاه، وقال نسلم بسقوطهم كما سقط الشاه، فكم من شاه سيسقط، وكم من سهم سيهبط، وكيف ستكون وجوه الكتبة وكهنة الهيكل، الذين ينامون ويفيقون على التحريض، ربطوا مصيرهم بالمشكل، وتخيلات عقلهم المريض، فماذا عندما يقفل امامهم الباب، ويفقدون الخطاب، لذلك يجب أن نفهم خوفهم ونستغرب أن لم يخافوا، فلندعهم يخافون أكثر، فما سمعوا ليس كما إذا شافوا، إن شانئك هو الأبتر