التويني: المعيب في بداية سقوط الحلم الصهيوني قرار بعض العرب التطبيع مع «إسرائيل»!
رأى الوزير السابق نقولا التويني في بيان بعنوان «نظرية الملاذ الآمن»، أنه «قبيل وعد بلفور وبعده وبعد انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، فرضت الدول المنتصرة بريطانيا وأميركا نظرية أن لا مجال لحل ما سُمّي بالمعضلة او المشكلة اليهودية، خلافاً لحلّ الهتلريين المجرم إلاّ اغتصاب واستيطان في أرض فلسطين وخلق دولة العرق اليهودي العنصرية انسياباً مع نظريات العرق الرائجة منذ ثلاثينات القرن العشرين. ومن المبالغ في القول إن منشأها ورواجها كان ألمانيا، بل كانت القارّة الأوروبية تعيش هذه الظاهرة العرقية العدائية ضد اليهود منذ الانهيار الاقتصادي في سنة 1929 وما قبله في روسيا وبولونيا وأوكرانيا والنمسا وألمانيا وفرنسا اتفقت الحكومات على تصدير ما سُمّي بالمعضلة أو المشكلة اليهودية من أوروبا إلى بلاد العرب».
وقال «اعتمدت نظرية الخلاص الوحيد الآمن للشعب اليهودي هو في إنشاء منصّة عرقية دينية منشأها استيطاني أوروبي يهودي مكثّف دفع بمجموعات يهودية أوروبية إلى الهجرة تحت راية منظمات صهيونية مختلفة، تحمل شعار تحقيق الملاذ الآمن الأخير لليهودية الأوروبية. تأسست هذه الدولة الاستيطانية، ومنذ سنة 1948 وحتى اليوم لم يمرّ يوم واحد من حياة مواطنيها إلّا في ممارسة الحرب والقتل أو التحضير له، أو التنظير والكلام عنه في كل ساعة ويوم من حياة مواطنيه».
أضاف «يتساءل يهود العالم اليوم عن وظيفة الدولة الصهيونية هل هي فعلاً لحماية الشعب اليهودي أم أنها منصّة عسكرية متقدّمة للحفاظ على المصالح الغربية في الشرق العربي؟ يأتي هذا التساؤل أولاً من إسرائيل من خلال ما سُمّي بالمؤرخين الجدّد، وكذلك من التنظيمات اليهودية المنتشرة حول العالم وبخاصة من اليهود الأميركيين الذين يمثّلون أكبر نسبة يهودية في العالم. ويلاقي هذا التساؤل اليهودي العالمي تساؤلات من أوساط القرار السياسي الأوروبي وكذلك الأميركي عن الجدوى السياسية الغربية من الوظيفية الصهيونية في فلسطين، فما يدور من قتل ودمار واحتلال لأرض والشعب الفلسطيني تنافي كل الأخلاقيات والمثل الإنسانية على يد الجيش وأهالي الدولة الصهيونية، لم يعد الغرب قادر على تبريره مهما حاول جاهداً كذباً ونفاقاً».
وتابع «أقول إن السنين المقبلة سوف تحمل تغييرات سلبية جوهرية في الدعم الغربي غير المشروط لدولة إسرائيل، وكذلك فقدان المصداقية التاريخية الداخلية التي كانت تدعو للانصهار ووحدة الشتات من القادمين اليهود من حول العالم إلى فلسطين المحتلة حيث بدأوا يشعرون ويراقبون كل يوم الانسحاب المتدرّج للغرب وكذبة أسطورة الملاذ الآمن في فلسطين التي بُنيت عليها بالأساس الخرافات المؤسسة للدولة الصهيونية، ما يفسر الهجرة اليهودية المعاكسة من فلسطين إلى أميركا وأوروبا».
وختم «المؤسف والمعيب في هذا التحوّل التاريخي التدريجي الذي نشهده ونحن في بداية سقوط الحلم الصهيوني، قرّر بعض العرب الاعتراف والتطبيع والخنوع للكيان الصهيوني في خطوات تطبيعية متتالية تؤكد عمى وجهل القيادات العربية لذكاء مسيرة جدلية التاريخ إن لم يكن دافعه بيع الأوطان وهذا هو الأرجح».