عنصرية بلا حدود…
إسأل أيّ متخصص في الضرر الذي تحدثه المخدرات والمشروبات الروحية في عقل وجسد الإنسان وخاصة في حالة الإدمان… سيقول لك انّ أثر الكحول مقارنة بالماريجوانا هو أسوأ بمرّات… ورغم ذلك فإنّ القانون الأميركي يعاقبك في حالة حيازة كمية معينة من الماريجوانا تختلف من ولاية الى أخرى… حينما يشعر المحقق انّ الكمية المضبوطة لا يمكن ان تكون للاستهلاك الشخصي فقط… وتتراوح العقوبة في هذه الحالة بين الغرامة والسجن او الإثنين معاً، ومصادرة الكمية المضبوطة… ولكن المفارقة العجيبة أنك تستطيع شراء الكحول في أيّ مكان… محلات المشروبات الروحية “أكثر من الهمّ ع القلب”… وتستطيع ان تشتري طناً من كلّ أنواع المشروبات الروحية وتحملها في سيارتك وتخزّنها في بيتك ولا يوجد قانون يمنع ذلك…
تساءلت عن السبب في ذلك حينما أتيت الى أميركا… كيف يُصار الى معاقبة متعاطي الماريجوانا وناقلها بالقانون ولا يُصار الى معاقبة متعاطي المشروبات الروحية وحاملها بأيّ حالٍ من الأحوال… رغم أنّ المنطق يقول على أساس كفّ الضرر أنّ الأوْلى هو استحداث قانون يغلّظ العقوبة على متعاطي الكحول ومقتنيه حتى تنتهي هذه العادة المدمّرة…
لم أجد أيّ تفسير لذلك سوى انّ شرب وحيازة المشروبات الروحية هو إجمالاً عادة بيضاء… وحيازة وتعاطي الماريجوانا عادة تنتشر بين الأقليات الملوّنة… عنصرية بلا حدود!