ثقافة الدعاء!
لا شكّ أنّنا جميعنا لدينا أساليبنا الخاصة في التواصل مع الله، وأنّ الصلاة في جميع أديانها تفتح الطريق صوبه، لتحمل مناجاة المؤمنين والعباد والتائبين والباحثين عن ملاذ إلهي يؤوي نبضة الإيمان ويطفئ ومضة الشكّ التي تلمع في مخيّلة السؤال، وتفرش إلى اليقين هداية سرمديّة، لذلك نبحث جميعنا عن الكنائس والمعابد والجوامع والمقامات والضرائح وكل موطئ صلاة وعبادة، حتى نختصر طريق الدعاء ونطلق الأمنيات والرغبات والأحلام الدنيا نحو خالقها.
نجد أحياناً بعض المسلمين حين تعجز رسلهم عن إيصال أدعيتهم المذبوحة إلى الله، يلجأون إلى الكنائس والأديرة والقديسين، علّهم يوصلون شكواهم بعد أن سمعوا عن الكثير من المعجزات التي تحققت من خلالهم، وكذلك سمعت من بعض المسيحيين قصصاً من المعجزات التي حقّقها لهم أولياء الله المسلمين، وغيرها من الحكايا التي تمّ تناقلها عبر الأحاديث والروايات.
من الجميل جدّاً أن نؤمن بكل ذلك، وأن نقتفي نبضة الإيمان أينما شعّت واشتعلت، ونتبنى من الحكايا ما يمدّنا بالسّكينة والطمأنينة ويحقق ما تهواه قلوبنا، ولكن الأهم أن لا ننشغل عن إيماننا بالله بعبادة القديسين والأولياء والرسل وأن نتذكر أنّهم جميعهم قد جاءوا ليدلّونا على الطريق إلى الله، بغض النظر عن اللون والطائفة والدين والرسالة.
لذلك ما أريد قوله الآن إنّ الدعاء لا يتأثر بالمكان والصّيغة واللغة التي تغلّفه فيها… وحدها نبضة الخشوع والإيمان توقد أسراره ومعانيه لينطلق كالشهب نحو السماء.
أينما كنت الآن في هذه اللحظة، يكفي أن تغمضَ عينيك وتشعر بتربيتة عشق الله بين ضلوعك وتطلق نجواك الخاشعة، وتبتسم.
يا رب حقّق في هذا الصباح دعوة كل مؤمن عاشق.