أوكرانيا تشعل المواجهات الدولية فهل تجتاح موسكو أوروبا الشرقية؟
محمد صادق الحسيني
الأحداث تتسارع بقوة في موضوع المواجه الروسية الأميركية الأوروبية والأمور تتدحرج بسرعة فائقة على الجبهة الأوكرانية…!
ولكن ثمة اجتياحاً روسياً لأوكرانيا فعلاً كما يروّج الغرب؟
خبراء متابعون يؤكدون بانّ روسيا وقيادتها ليست بحاجة الى اجتياح هناك، في الوقت الذي تستطيع فيه اللجوء الى القيام بانقلاب عسكري وهي التي تملك نفوذاً واسعاً في الجيش الأوكراني، خاصة أنّ باستطاعتها ان تواكب ذلك مع خطوة تحريك الشرق الأوكراني الذي يميل بأكثريته للتعاطف مع موسكو…
الرئيس بوتين في هذه الأثناء أطلق تصريحات في غاية الخطورة قال فيها: ما يجري في شرق أوكرانيا هو إبادة جماعية.
فهل هذا الكلام تهيئة لظروف الانقضاض الروسي على الأطلسي، أم مجرد تعبئه للرأي العام الروسي؟
من جهة إخرى… وبعد فشل قمة بايدن ـ بوتين التلفزيونية
واستمرار الاستفزازات الأطلسية للروس في البحر الأسود، كانت قد خرجت تصريحات هامه جداً لرئيس الأركان الروسي يقول فيها انّ 95% من الصواريخ النووية الروسية في حالة جهوزية قتالية…
كلام رئيس الأركان الروسي، عن جاهزية الصواريخ النووية الاستراتيجية القتالية، جاء خلال لقاء عقده مع الملحقون العسكريون الأجانب في موسكو.
وهذا يعطي الكلام أبعاداً غاية في الأهمية.
فهذا كلام استراتيجي وهو بمثابة تحذير نهائي للغرب بأن يتوقفوا عن اللعب بالنار وإلا… خاصةً انه جاء بعد قمة بوتين ـ بايدن الفاشلة عملياً.
في هذه الأثناء فإنّ إطلاق إعلان جديد لوزارة الدفاع الروسية يقولون فيه: بأن اقتراب سفينه حربية أوكرانية من مضيق كيرتش (يربط البحر الأسود مع بحر آزوف الروسي) يعرّض الأمن للخطر.
واقتراب تشكيل جوي كامل لحلف الأطلسي من القوات الروسية المتوثبة على الحدود القومية للأمن الروسي، فقد يراه البعض بأنه مزيد من الاستفزاز الأميركي لجر الجبهة هناك الى صدام يفتر من عضد الجبهة الداخلية الروسية كما يخطط الأميركيون!
محللون استراتيجيون يعتقدون بانّ ما يجري على هامش القضية الأوكرانية بات أشبه بما حصل في ستينيات القرن الماضي في ما سمّي في حينه بأزمة الكاريبي التي كادت ان تشعل حرباً عالمية عندما اكتشف الأميركان في حينها قواعد نووية في كوبا، وأطلقوا العنان يومها لقواتهم في تركيا ووضعها في الوضعية القتالية في محاولة للانقضاض يومها على الاتحاد السوفياتي السابق.
هذه الأجواء المشتعلة بين واشنطن وموسكو يعتقد كثيرون انّ هدف اميركا من ورائها هو إشغال الروس بأزمة استراتيجية خانقة إما لتوجيه ضربة استباقية لهم لتفجير الوضع الداخلي الروسي او لإبعادهم عن الصين التي تعتبر العدو الأخطر الذي يعرقل واشنطن في كلّ استراتيجياتها.
الخبراء بالشأن الروسي يعتقدون بانّ بوتين وجنرالاته لديهم تخوّف من احتمال تمادي الأطلسي في التصعيد وصولاً الى توجيه ضربة عسكرية في العمق الروسي بحجة منعه من اجتياح روسي لأوكرانيا.
وبالتالي فانّ القيادة الروسية باتت تفكر جدياً بالقيام بضربة استباقية اكبر تتمثل باجتياح كلّ أوروبا الشرقية سابقاً للتخلص بشكل جذري مما بات يُعرف بالمسألة الأوكرانية، وتنهي بذلك أحلام الأطلسي وواشنطن بضربة واحدة بالتوسع شرقاً حتى تخوم الكرملين..!
اخيراً وليس آخراً فانّ هذه الأجواء المتشنّجة والمتوترة على جبهة أوكرانيا ربما كانت بنظر البعض فرصة تاريخية لتضع إيران في أحسن حالاتها لانتزاع تنازل أميركي في الاتفاق النووي، او جرّ الغرب الى مفاوضات استنزافية تخرجه من عنق الزجاجة الى حين اكتمال ترتيباتها الداخلية والخارجية الاقتصادية منها والأمنية والاستراتيجية لتجعلها في غنى كامل عن الاتفاق النووي.
ومثل هذا السيناريو قد يكون قد تمّ التفاهم عليه بين موسكو وبكين وطهران…
بانتظار المزيد من المفاجآت من الآن حتى دخول العام الميلادي الجديد…
بعدنا طيبين قولوا الله…