الولايات المتحدة و«مخاوف» حقوق الإنسان!
} عمر عبد القادر غندور*
قرّرت الولايات المتحدة ان تقاطع دورة الألعاب الاولمبية الشتوية المقرّرة في بكين، بسبب «مخاوف» بشأن سجل حقوق الإنسان، وكالعادة… سرعان ما انضمّت إليها كندا واستراليا وانكلترا وفرنسا والحبل على الجرار… دون ان تطلب الولايات المتحدة مجاراتها بهذا الشأن لعلمها انّ الجميع سيلحق بها.
بدورها أعلنت رابطة لاعبات التنس المحترفات التعليق الفوري لجميع البطولات المقررة في الصين!
وقد ندّدت الصين بهذا التمييز الايديولوجي والنوايا الخبيثة، وقالت انّ الولايات المتحدة ستدفع ثمن خطوتها السيئة ولترقب ما سيحصل؟
ونحن من خلال مسؤولياتنا الرياضية على مدى نصف قرن، كان التشديد دائماً على عدم إدخال الرياضة بالشأن السياسي تحت طائلة عقوبات توقعها اللجان الأولمبية الوطنية ومن ورائها اللجنة الأولمبية الدولية، بينما اليوم تصمت اللجان الأولمبية على اعتداء الولايات المتحدة على دورة أولمبية عالمية لأسباب سياسية محضة وإنّ ارتدت ثوب «حقوق الإنسان»»!
أين حقوق الإنسان في الحرب المتواصلة على شعب اليمن منذ سبع سنوات وبأسلحة أميركية وحماية أميركية؟
وماذا عن حقوق الإنسان المهدورة في فلسطين بأسلحة وتمويل وغطاء أميركي؟
وماذا عن جرائم ارتكبت وتُرتكب في دول عديدة حليفة للولايات المتحدة؟
الجميع يعرف انّ الصين هي العدو الذي يقلق الولايات المتحدة أكثر من غيرها، ولكن ان يصل الأمر الى تخريب التنظيم والاستحقاقات الأولمبية على خلفية سياسية وقحة، فهذا لم يحصل من قبل، وانْ حصل فكان يحصل بشكل محدود كحرمان روسيا من المشاركة في الدورات الأولمبية تحت علمها الوطني!
وفي هذا السياق نقفز فوق الدول التي أعلنت انسحابها من دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في الصين لأنها تفصيل صغير خارج مفهوم السيادة، وملزم بنهج الولايات المتحدة الشيطاني.