هكذا تُباع الأوطان
تزامن استلام «دعبس» للسلطة والبدء في التنفيذ الصارم للاتفاقيات الأمنية لمصلحة الاحتلال، من تنسيقٍ أمني وإدارة مدنية للمناطق بما يخدم تقديم الأرض للمحتلّ، والتطنيش على الاستيطان… تزامن ذلك مع انطلاقة اقتصادية لولديه طارق وياسر وبالذات في الخليج، ومن خلال صفقات وامتيازات مشبوهة تثير كثيراً من التساؤلات حول السهولة التي بسطت الأرض لهما من تحت قدميهما، والأموال التي تدفقت بطريقة غير معلومة، سوى أنها ـ من وجهة نظري ـ الثمن الذي يجزل لرئيس سلطة أوسلو مقابل انبطاحته العظمى لتحقيق أهداف دولة الاحتلال في «يهودا والسامرة» كما يدعون الضفة الغربية في ادّعاءاتهم التلمودية…
كلّ ذلك كوم، ليس هنالك من داعٍ للخوض في تفاصيله، وكون أحد الخدمات التي ينفذونها ويتلقّون مقابل تنفيذها مبالغ من الحكومة الأميركية «كومٌ آخر»… المهمة هي تلميع صورة الأميركي في الشارع الفلسطيني… من خلال الدعاية الإيجابية، وتظهير المكرمات الأميركية… وسعيها الدؤوب لتحقيق السلام العادل لقضية الصراع «الفلسطيني ـ الإسرائيلي» … ولست أدري كيف يكون من الممكن لأيّ مخلوق على وجه هذه البسيطة ان يبيّض وجه دولة ما من رصاصة اخترقت صدر طفل من شعبنا… وما من قنبلة حوّلت جسد شاب أو شابةٍ من شعبنا الى أشلاء وما من قذيفةٍ أبادت عائلةٍ برمّتها إلّا وكانت صناعة أميركية… والمضحك المبكي انّ هذا حدث ويحدث منذ اكثر من سبعين عاماً دون ان نرفع إصبعاً واحداً يُستشفّ من خلاله أننا نكنّ أيّ عداءٍ للشعب الأميركي… فهّمونا يا طارق ويا ياسر بالله عليكم إن كنتم فاعلين…