«يوم ليس كباقي الأيام» صفحات من تاريخ الحرب تكتبها أم شهيد توثق للأجيال القادمة حجم التضحيات في وجه حرب ضروس
وقعت كفى كنعان أم الشهيد مجد رزوق أحد أبطال كلية المشاة في حلب كتاب «يوم ليس كباقي الأيام» وذلك خلال حفل أقيم في قاعة الأنشطة في دار الأسد في اللاذقية، وذلك في الذكرى التاسعة لاستشهاد ولدها، وسط حضور رسمي وأدبي.
ويوثق الكتاب رحلة عاطفية ووجدانية لأم الشهيد للمكان الذي ارتقى فيه ابنها خلال مشاركته ورفاق السلاح التصدي للتنظيمات الإرهابية بمدينة حلب ومحيطها. حيث تتحدث فيه بأسلوب سردي شفاف عن ألم الرحلة والشوق إلى لقيا الابن الذي لم تخفف سنوات الغياب وجع رحيله الممزوج بالفخر مع قصص عن بطولاته رواها رفاق السلاح.
وقد سبق هذا الكتاب إصدار أول لكنعان بعنوان «المجد وكفى» وتحدثت خلال الحفل الى وسائل الاعلام عن تفاصيل الزيارة التي بقيت تحلم بها على مدى سبع سنوات وكيف حملت بين طياتها الكثير من الألم والفخر والعز والذي توجته عندما فضلت أن يظل جثمان ابنها الشهيد بجوار زملائه الذين ارتقوا في كلية المشاة ليقينها بأن كل بقعة من أرض سورية هي أرض طاهرة ومباركة تعمدت بدماء الشهداء.
واعتبرت كنعان أنها وأمهات وذوي الشهداء الذين ربوا أبناءهم على قيم التضحية والفداء خسروا أبناء لكنهم ربحوا وطناً، فالوطن هو الوالد والولد وهو الروح والجسد، داعية كلّ أمّ شهيد إلى توثيق قصتها، فالأجدر برأيها أن يُكتب التاريخ بأيدي الأبطال والجرحى وأمهات وذوي الشهداء لتعرف الأجيال القادمة حجم تضحياتنا في وجه حرب ضروس.
وكانت كنعان قد انخرطت مع الشهيد مجد في العمل التطوعي منذ اليوم الأول للحرب على سورية وتابعت بعد استشهاده العمل بنشاط ومسؤولية أكبر ترى في ذلك استكمالاً للطريق الذي خطه ولدها وإرثاً وواجباً في الوقوف مع كل جريح ومهجر وذوي شهيد.
من جهته أكد العميد الركن وديع حلوم مدير كلية المشاة في حلب سابقاً أهمية إحياء ذكرى استشهاد مجد ورفاقه الذين خطوا بدمائهم طريق النصر وليبقى ذكرهم منارة للأجيال القادمة لافتاً إلى تزامن إطلاق الكتاب مع الذكرى الرابعة لانتصار حلب والذي شكل بداية انتصار سورية على الإرهاب وداعميه.
يقع الكتاب في 93 صفحة من القياس المتوسط وهو من إصدارات دار المرساة للطباعة والنشر ويتم العمل حالياً على تحويله إلى فيلم وثائقي.
يشار إلى أن مؤلفة الكتاب كفى كنعان من مواليد اللاذقية 1964 تحمل إجازة في التربية وعضو مشارك في اتحاد الصحفيين العرب وناشطة في المجال الاجتماعي والتطوعي.