الموقف «الإسرائيلي» المذعور…!
} عمر عبد القادر غندور*
ليست مصادفة ان تحذر جهات معينة ومتابعة لاجتماعات فيينا النووية بين إيران والولايات المتحدة ومجموعة الدول ٤+١ من تداعيات فشل هذه المفاوضات، وكيف يمكن ان تؤجّج الصراع الأميركي الإيراني وتتسبّب في نشوب حرب تشارك فيها «إسرائيل».
ومع استئناف المفاوضات بعد توقفها لأيام وسط مخاوف من الفشل، لا تبدو الولايات المتحدة على عجلة من أمرها، لا بل هي تسعى من تمديد «المماحكات» الى تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية ضدّ حلفائها تبتز من خلالها دول الخليج لتجعلهم قلقين من تنامي قدرة إيران النووية، وتعرض عليهم تسديد فاتورة حمايتهم مع تحصيل الفوائد المتراكمة !!
ولا تبدو إدارة الرئيس بايدن غير موافقة على السير في الاتفاق النووي الموقع عام ٢٠١٥ وفي نفس الوقت لا تريد العودة اليه، بل تحاول تمييع رغبتها لامتصاص ردّ فعل الأوروبيين الذين يريدون العودة الى الاتفاق الذي تحول عقبات كأداء دون العودة اليه، مقابل تصاعد العوامل باتجاه السيناريو البديل وهو اللجوء الى الخيارات الأخرى وخاصة العسكرية، وهو ما تنادي به «إسرائيل» كلّ يوم وهي صارمة في موقفها، لا بل هي جاهزة لإطلاق الرصاصة الأولى.
ولأنّ المفاوضات مستمرة في فيينا، ويتابعها مراقبون يوماً بيوم، ويؤكد الإيرانيون على ضرورة العودة الى الاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس ترامب، ورفع العقوبات كمدخل الزامي لإنجاح المفاوضات، ينبري الأميركيون، لإشاعة أجواء ضبابية توحي بعدم التوصل الى حلول تزامناً مع وصول أميركيين الى «إسرائيل» ودول الخليج للإيحاء باستعدادات ميدانية لمرحلة شديدة التأزم، ما يثير حماس العملاء كدول وأفراد، ويشيعون انّ إيران منهكة اقتصادياً ولن تستطيع الصمود في مواجهة أعدائها.
وفي المقابل تبدو إيران ثابتة على مواقفها وليست في عجلة من أمرها ما لم تتحقق تطلعاتها.
وفي سياق متصل وصل الى واشنطن وزير الدفاع «الإسرائيلي» بيني غانتس وقال انه يتطلع الى تعميق الحوار مع أميركا حول الاستعداد العسكري لوقف طموحات إيران النووية، وانّ «الإسرائيليين» قلقون للغاية من أنشطة إيران».
وعلى ذمة وكالة «رويترز» نقلاً عن مسؤول أميركي كبير انّ جدول الأعمال الذي حمله الزائر الأميركي الى «إسرائيل» يتضمّن مناقشات حول التدريبات العسكرية المحتملة التي من شأنها ان تهيّئ لتدمير المنشآت النووية الإيرانية في حال فشلت المساعي الدبلوماسية.
وذكر الرئيس «الإسرائيلي» اسحاق هرتسوغ انّ الأسرة الدولية ما لم تتخذ الخطوات اللازمة لإحباط المشروع النووي الإيراني فإنّ «إسرائيل» ستضطر للدفاع عن نفسها».
وتقول صحيفة «جيروزاليم» الإسرائيلية «انّ إسرائيل قد تتخذ إجراء أحادي الجانب ضدّ إيران إذا رفعت العقوبات الدولية عن إيران، وانّ إيران قد تصل الى العتبة النووية خلال ستة أشهر».
ومن شرح ما تقدّم نقول: انّ مفاوضات فيينا الى نجاح بدليل الموقف «الإسرائيلي» المذعور والاتصالات المباشرة والزيارات المتلاحقة الى واشنطن للتباحث مع حليفهم الأميركي بشأن المخاوف «الإسرائيلية»، وفي ضوء الانسحابات الأميركية من الإقليم والحرب في اليمن التي آذنت بالانتهاء مع الأمتار الاخيرة المتبقية في مأرب.
ولو كانت مفاوضات فيينا سائرة الى فشل، لما حرك «الاسرائيليون» ساكناً.
وكلما رفع «الإسرائيليون» وتيرتهم بالصراخ والتهديد والوعيد وحق الدفاع عن النفس، تأكدنا انّ الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة والدول ٤+١ في الطريق الصحيح والذي تنتظره القارة الاوروبية بفارغ الصبر.