قنبلة
كل المعطيات، خلال الحرب بين اليابان والولايات المتحدة كانت تؤشر الى نزوعٍ يابانى نحو إيقاف الحرب بأيّ ثمن… كان صراعاً غير متكافئ، دولة ناتجها القومي الإجمالي يعادل الناتج القومي الإجمالي لكلّ العالم، مقدّراتٍ مذهلة، مواد خام، الأرض ما زالت بكراً… الثورة الصناعية في ذروتها… نجحت باستقطاب كمٍّ هائلٍ من الكفاءات والعقول من جميع أنحاء العالم بسبب قدراتها المالية، تقابلها دولة متواضعة الإمكانيات في ما يتعلق بالمواد الخام والثروات الطبيعية، حتى ديموغرافياً كانت اليابان دولة متوسطة. ولذلك كان من الجنون بالنسبة لليابان الاستمرار في هذه الحرب… وكان لا بدّ من أن تتوقف.
التاريخ يقول انّ اليابان أرسلت رسائل بالمباشر وغير المباشر، تبدي فيها رغبتها في وقف الحرب مهما كان الثمن. لكن صانع القرار في أقصى الغرب… هناك في واشنطن، كان له رأي آخر، كان أوبنهايمر قد أطلق صرخته المعروفة… حينما شهد بأمّ عينه الدمار الذي من الممكن للقنبلة الذرية ان تحدثه خلال التجربة الأولى للقنبلة في “ترينيتي”. لم يتمالك من ان صرخ قائلاً: يا إلهي… فليرحم الله الإنسانية… لقد أطلقنا للتوّ هذا الوحش من القمقم… فمن يستطيع ان يعيده اليه.
لقد كان صانع القرار في واشنطن تحدوه الرغبة بأن يرسل رسالة عمليةً لا لبس فيها إلى كلّ الجنس البشري في العالم، مفادها… هذا ما لدينا أيها الناس… وعليكم ان تركعوا للسيد الجديد، كانت قيمة طابع بريد تلك الرسالة، نصف مليون إنسان، يا بلاش… لم يهتمّ الوحش كثيراً لذلك، فالرسالة يجب إيصالها… هذا ما لدينا، وعليكم الركوع… وعلى الأرض السلام!