احتفال في مخيم مار الياس بذكرى انطلاقة «الشعبية» بمشاركة «القومي» عبد العال: نحتفل بالانطلاقة لتأكيد الاستمرارية حتى يتحرّر الوطن
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان ذكرى انطلاقتها الرابعة والخمسين بحفل حاشد، في قاعة الشهيد أبي علي مصطفى، في مخيم مار الياس ـ بيروت، حضره ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي ووفد، إلى جانب قيادة الجبهة في لبنان، وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية.
استهلّ الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، وبكلمة ترحيبية بالحضور لنائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة في لبنان فتحي أبو علي.
كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان مروان عبد العال، استهلها بشكر الحضور على مشاركتهم الحفل السياسي، كما شكر منظمي حفل الاستقبال، وقال: «تحية العشق المقاوم، إلى من صنع الانطلاقة، وملحمة الوجود والتمرد والثورة، الذين كتبوا ملحمة المجد والكبرياء والعنفوان الوطني في لحظة فارقة من التاريخ، وعزفوا سيمفونية الخلود، وخطوا قصة عشق الوطن والشمس والأرض والكرامة والخبز والحرية».
وتابع: إذ نتذكّر أحبة اعتدنا وجودهم معنا، تذكرنا بهم حكايات بيوت شوارع وأزقة المخيم، وعيون الناس، وقد أسهموا في تحمّل المعاناة في جبهات عدة، فلم يتعبوا، لم يكلوا، لم يملوا، فقد اختاروا الطريق.
أضاف: نحتفل اليوم لا لنستذكر التاريخ فحسب، والمسؤولية التاريخية، وتخليداً للمسيرة التاريخية، بل لتأكيد الاستمرارية التاريخية.
وإذ أكد مكانة الجبهة في التاريخ، شدّد على أنها أسهمت في كتابة أبجدية المقاومة، والعنف الثوري، والكفاح المسلح والتناقض الرئيس، فكانت بصمتها في صياغة التجربة الوطنية الفلسطينية، من أوائل بناة الوحدة والجبهة الوطنية، منظمة التحرير الفلسطينية بمضونها التحرري الديمقراطي، ورؤيتها التاريخية من خلال استراتيجيتها السياسية المبنية على أهمية الفكر والرؤية الواضحة للأمور، وبمقدار ما هو شرف للجبهة هو عبء ومسؤولية عن الماضي ومسؤولية نحو المستقبل.
وأشار عبد العال إلى أنّ الجبهة قدّمت على هذا الدرب، عشراتِ الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين الأشدّاء؛ ونحن دائماً على موعدٍ مع تجديد القسم للشهداء الذين سقطوا على درب الآلام، للجرحى الذين سالت دماؤهم العطرة من أجل فلسطين، للأسرى الذين ما زالوا يمسكون على جمر النار في مواجهة الفاشيون الصهاينة، على موعدٍ مع تجديد المقولة التي سطرها القادة الأوائل جورج حبش، وديع حداد، غسان كنفاني، باسل كبيسي، جيفارا، محمود الأسود، مقولةُ تؤكدها جبهة الشعب لتحرير فلسطين، زغرودة فلسطين التي لا تموت.
وستظلّ الانطلاقة نار المقاومة، لن تنطفئ، ستظل مشتعلة وتزداد اشتعالاً عاماً بعد عام، وستظلّ هذا السيف الفلسطيني المشرع سيف الشعب الفلسطيني كيانيّتِهِ وهُويّتِهِ وذاكرتِهِ الوطنيّة الكفاحيّة، الشعب العملاق المتأهّب من أجل الدفاع عن الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين وعلى كلّ فلسطين.
وأوضح عبد العال «أنّ القبول بالواقع والرضوخ له هو من شرّع الأبواب لتشريع التطبيع والخيانة، التي أقدمت عليها العديدُ من الأنظمة العربيّة، بشكل وقح في محاولةٍ لتصفيّةِ القضيّةِ والحقوق الفلسطينيّة، لذلك ندعو قوى التحرّر العربيّة للمبادرةَ إلى بناءِ الجبهةِ العربيّة المقاوِمة للتطبيع، وإن الصراع مع العدو سيبقى وسيظلّ، وإن كلّ فرد من أبناء فلسطين يستطيع متى شاء وأينما أراد ان يحوّل موقفه العنيد الممسك بكلّ الحق الفلسطيني. يستطيع أن يحوّله إلى قرار بالاشتباك بالحجر والمولوتوف، بالسكين والدهس، بالبندقية اليدوية وبالصاروخ، وبالأمعاء الخاوية، بالثقافة والفن، بالعلم والسلاح حتى يتحرر الوطن، كلّ الوطن من أقصى رفح حتى أقصى الناقورة، ولن نزيد على ذلك حرفاً واحداً…