د. محمد حمية لـ«البناء»: المناعة المكتسبة عن طريق العدوى بمتغيّرات بيتا أو دلتا قد لا تحمي من أوميكرون
متحوّر اوميكرون يحتوي على العديد من الطفرات والإجراءات الوقائية ضرورية
أكد الدكتور محمد حمية الباحث في علوم الجزيئيات والنانوتكنولوجيا أنّ متحوّر أوميكرون قد يكون أكثر قابلية للانتقال من دلتا، بينما يسبّب عدوى أقلّ حدة. وقال في اتصال مع «البناء» حول تطور هيكلية العدوى: «تظهر المتحورات نتيجة للتغييرات أو الأخطاء، تسمّى الطفرات، في تسلسل جينوم الفيروس (مجموعة التعليمات الجينية للفيروس). ويختلف متحور اوميكرون عن غيره بأنه يحتوي على العديد من الطفرات أكثر من أيّ متحور آخر وخصوصاً عند نقطة الاتصالS، وهو المفتاح الذي يسمح للفيروس بالوصول إلى خلايانا.
تراكمت لدى Omicronخمسين طفرة، 32 منها في الجين S في حين أنّ متحور ألفا يحتوي على 9 طفرات في جين S الخاص به، والدلتا من 9 إلى 13 طفرة.
النوعان الأخيران أكثر قابلية للانتقال من الإصدار الأصلي، 50٪ و 100٪ على التوالي، وإلى حد ما يضعفان الحماية التي يوفرها اللقاح.
ويعرض بروتين Omicron spike ستة تعديلات للأحماض الأمينية لم تتمّ رؤيتها في المتحوّرات الأخرى، الى عشرة مشتركه مع المتحوّرات الحالية، ترتبط هذه التعديلات بعامل مشترك وهو الهروب المناعي وزيادة قابلية الانتقال والقدرة على العدوى.
ويشير هذا إلى أنّ أوميكرون قد يكون أكثر قابلية للانتقال (كما تظهر البيانات الحالية) من دلتا، بينما يسبّب عدوى أقلّ حدة. تشير البيانات الواردة من جنوب أفريقيا والحالات التي تمّ تحديدها حول العالم لم ينتج اي مرض خطير او وفاة مباشرة”.
وحول مقدرة اللقاحات والمناعة بعد الإصابة لجهة الحماية من متحور أوميكرون، قال د.حمية: «من غير المعروف ما إذا كان البديل Omicron يمكنه التهرّب من المناعة، سواء كانت ناتجة عن عدوى طبيعية أو لقاح. ومع ذلك، تظهر دراسة لم تتمّ مراجعتها بعد من قبل الأقران أنّ معدل الإصابة مرة أخرى بأوميكرون أعلى بكثير من المعدل المسجل خلال موجات بيتا ودلتا في جنوب أفريقيا.
يشير هذا التقرير إلى أنّ المناعة المكتسبة عن طريق العدوى بمتغيّرات بيتا أو دلتا قد لا تحمي من أوميكرون. ويمكن أن تفسّر هذه النتيجة الزيادة السريعة في حالات Omicron في جنوب أفريقيا، حيث أصيب جزء كبير من السكان خلال موجات متغيرات Alpha و Beta و Delta .
وبالتالي لا توجد بيانات كافية لاستخلاص استنتاج بشأن حماية مناعة اللقاح ضدّ أوميكرون. ويبلغ معدل التطعيم في جنوب إفريقيا حوالي 25٪. تشير حالات عدوى ما بعد التطعيم مع متغير Omicron حول العالم إلى أنّ هذا البديل يمكن أن يتجاوز اللقاحات فيما يتعلق بالعدوى”.
وختم د. حمية بالتشديد على التباعد وإجراءات الوقاية، فقال: «تقوم العديد من المختبرات في جميع أنحاء العالم حالياً بتقييم أوميكرون من حيث قابليته للانتقال، والفوعة، وشدة المرض الذي يسبّبه، وقدرته على التهرّب من حماية اللقاح.
وقد يطلب لاحقاً تطعيم الأطفال ما دون 12 سنه وفوق 5 سنوات، من المؤكد أننا سنصل لهذه المرحلة.
في الوقت نفسه يجب أن نحافظ على الإجراءات الصحية: أغطية الوجه (تُظهر البيانات الفعلية أنها تقلل من انتشار الفيروس بنسبة 53 %)، والتباعد (كوفيد – 19 مرض ينتقل عن طريق الهواء)، ونظافة اليدين وتقليل التجمعات الكبيرة، خاصة في الاماكن المغلقة”.