ميكانيكية الإيمان…
من الناحية الحركية… لم أجد دعوة واحدة في الدين الإسلامي للانكفاء نحو مركز الشيء (The Matter)، فالأرض والسماء كانتا رتقاً ففتقناهما، وإنّا لموسعون… الصيام بحدّ ذاته هو إتاحة الفرصة لهذا الوجود المادي لمقاتلة الأنا القابضة (Inner Gravity) مما يتيح للإنسان ممارسة عملية لفترة زمنية معقولة لعدم الامتثال المطلق لنداء الاكتناز والاستحواذ… وتدريب الذات عمليّاً على الاندفاع فيزيائيًاً بعيداً عن المركز، حتى التحفيز على التفكّر في هذا الكون، وفي هذا الخلق هو دعوة لممارسة تقوِّي ذلك القابع من جسد الإنسان في أبعد نقطة عن المركز، سواءً مركز الجسد، أو مركز الأرض، واختصاراً مركز الشيء (The Matter)، وأعني بذلك العقل. بل انّ أحد أكثر الظواهر رعباً في هذا الكون والتي تمثل نبضات طارئة استثنائية هنا وهناك، ما زالت تقاوم الرغبة الإلهية في الانبعاث بعيداً عن المركز، وأعني بذلك الثقوب السوداء، تطرأ حينما يحدث انهيار جذبي للمادة (Collapse of the Matter) فتتغلّب القوة الجاذبة المركزية على القوة الطاردة المركزية، فيحدث ذلك العنف الهائل، بما يترتب عليه من تكوّنٍ للمادة المطلقة، ولكن لا يصحّ إلا الصحيح… وتبقى كلمة الحق هي العليا، ويبقى ذلك في الإجمال الاندفاع الكلي بعيداً عن المركز.
الأبحاث والأرصاد العلمية التي تمكن الرصد الحديث من استشراقها تقول بأنّ الطاقة الداكنة ( The Dark Matter ) تشكل ثلاثة أضعاف ـ من ناحية القوة ـ مقارنة بالقوة الجاذبة المركزية للكون، ليس مصادفة انّ محيط الدائرة يشكل ثلاثة أضعاف قطر الدائرة «النسبة التقريبية ط»… وليس مصادفة انّ الجزء الطالع من الشجرة يشكل ثلاثة أضعاف الجذر القابع في باطن الأرض، وليس مصادفة انّ ثلاثة أضعاف زمن الطفولة والمراهقة للإنسان، والذي يقضيه قابضاً متطفلاً… ليس مصادفة بعد ذلك ان تتراكم الأنا المثالية المعطاءة حتى نهاية عمر الإنسان الإفتراضي . حتى تحريم الربا… بالرغم من بعض المنافع له… هو حضّ على نفس الاتجاه لنقض المراكمة… فالمراكمة حركيّاً هي اندفاعة نحو المركز/ والتسبيح هو اندفاعة بعيداً عن المركز.