القضية الفلسطينية تفوز بكأس العرب
} عمر عبد القادر غندور*
دأبت الإدارات الأميركية والمنظمات الصهيونية وفي مقدّمها منظمة «الايباك» على تحضير العالم العربي والإسلامي لقبول الكيان الصهيوني كحقيقة تاريخية في الشرق الأوسط وفي قلب العالم العربي وآخر اختراعاتها ما سُمي اتفاقية «ابراهام» ورصدت لذلك مليارات الدولارات وإعلام ضخم لتحقيق ما لم تحققه القوة العسكرية وفرض الأمر الواقع.
وتمكنت هذه القوى التي تمسك بأطراف القارات الخمس ان تزعزع قناعات بعض الأمة وتفرض واقعاً جديداً فعلاً عبر تنشيط التطبيع بين الكيان المحتلّ وأخطره اتفاقية كامب ديفيد وملحقاتها واستطاعت فعلاً ان تُقصي مصر أكبر دولة عربية عن محيطها بالتواطؤ مع النظام، ولكنها فشلت في ترويض الشعب المصري.
وبالأمس بالتحديد صرّحت السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون انّ عودة اليهود من الشتات من كافة بلدان العالم الى أرض الميعاد من النيل الى الفرات صار وشيكاً، وأعلنت بـ «كلّ فخر أنها لعبت دوراً محورياً وخطيراً حققت لشعب الله المختار ما يتمناه، وانّ المصريين لن يمانعوا في عودة اليهود، بل سيتوسّلون إليهم لكي يعودوا الى مصر وينتشلونهم من الفقر». وقالت ايضاً «في حال اضطرت إسرائيل الى المواجهة العسكرية فإنها لن تتردّد وانها ستكون الحرب الاخيرة «هرماجدون» والتي ستشارك فيها الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو».
وتابعت قائلة «انّ العرب والمسلمين طبيعتهم عنيفة ويميلون الى الهمجية والإرهاب، ولهذا سيكون البقاء للأقوى، وانّ اليهود هم الملّاك لمصر وليس الفراعنة وهم من بنى الاهرامات».
ومع الأسف تمكنت القوى الأميركية والصهيونية بمؤازرة العديد من الدول الأوروبية والأنظمة العميلة ان تجرّ أقدام أنظمة عدة الى توقيع اتفاقات التطبيع مع العدو، وهي أربع «دول» وبشكل علني وسافر، في الوقت الذي يمارس غيرها من الأعراب مفاعيل التطبيع من اتصالات وزيارات ومال واقتصاد وتشاور، حتى باتت قضية الأمة الأولى «قضية فلسطين» وجهة نظر .
كلّ هذا المكر والحقد والكراهية انهار في لحظة واحدة حين تسلّم مدرّب المنتخب الجزائري محمد بوقرة من راعي كأس العرب لكرة القدم أمير دولة قطر، فرفع الكأس وقال بكلّ شموخ واعتزاز «أهدي هذه الكأس ولقب بطل العرب الى الشعب الفلسطيني البطل وقضيته العادلة» وحمل لاعبو المنتخب الجزائري أعلام فلسطين الى جانب علم الجزائر.
أكثر من ذلك صفق آلاف المتفرّجين للمنتخب الفلسطيني عند مشاركته في الأدوار التمهيدية. ولم تخلُ المباريات في الأدوار النهائية من الأعلام الفلسطينية التي كانت حاضرة في أيدي المتفرّجين العرب من كلّ الاقطار العربية، وبعد المباراة النهائية العالية المستوى أداءً وخلقاً والتي فاز بها المنتخب الجزائري امام نظيره التونسي، انطلقت الاحتفالات في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة حاملة الأعلام الفلسطينية تحيي منتخبي الجزائر وتونس.
هذه الاحتفالية العفوية الكبرى في الدوحة والعواصم العربية والتي رفرف فيها العلم الفلسطيني وفي كلّ المباريات كان صفعة مدوية للمطبّعين وعرب أميركا.
وبالمناسبة، لا يسعني إلا أن أهنئ الدولة المنظمة لكأس العرب ٢٠٢١ تنظيماً واستضافة ورعاية وأداء ارتقى الى مستويات متقدّمة وخاصة الإنشاءات الحديثة المبهرة التي تضاهي أعظم الإنشاءات الرياضية في العالم، ما يهيّئ لمونديال باهر في العام ٢٠٢٢.