سباق الصواريخ والجيوش… الصراع الروسي الاطلسي
} رنا العفيف
عوامل التهديد عن هوية الصراع المفتوح حول العالم، يثير المشهد السياسي الإقليمي في مواجهة التصعيد حول أوكرانيا، في ظلّ مواجهة الاستفزازات الأميركية، والسجال المفتوح بين التفاوض والتصعيد.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتوعّد بردّ حازم على أيّ استفزاز ضدّ روسيا، بينما أوكرانيا تطلب الدعم من الحلفاء عسكرياً، وقد حصلت على صواريخ جافلين الأميركية المضادة للدروع، وطورت صواريخ «نيبتون» المضادة للسفن. وكذلك اشترت من تركيا طائرات «بيرقدار» المسيّرة، فيما اعتبرت روسيا هذه الأسلحة خطيرة إذا استخدمتها على نطاق واسع قد تشغل المنطقة بأزمات عسكرية وتشعل فتيل الحرب…! فيما روسيا تحاول تهدئة الوضع وتمدّ يد المساعدة كي لا تتدحرج السياسة نحو التصعيد.
ويدور الحديث حول تطورات أوكرانيا من ثلاث جهات، من جهة القرم والبحر الأسود جنوباً ومن جهة الدونباس شرقاً، وكذلك من جهة الشمال بيلاروسيا، وهذا لا يتناسب مع سياسة موسكو.
ومن الأزمات الراهنة تبرز ازمة الطاقة وارتفاع أسعار الغاز، هذا أحد أوجه الخلاف في مشروع نورديم ستريم، والاستغناء عن خطوط النقل الاوكرانية، الأمر الذي يتمّ او يتجه نحو المخاوف التي تتعاظم فيها الأزمة كنوع من حرب الغاز. ناهيك عن الرهان الأميركي في هذا الهجوم الشرس على موسكو، وتوسع حلف الاطلس (الناتو) في المنطقة، ماذا عن التقارب البريطاني والأميركي؟
تذمّر واشنطن من وضع موسكو جنودها، وطبعاً لحماية أمنها القومي، أثارت جدلاً واسع النطاق في ظلّ التهديدات الأوكرانية بتدخل أميركي، ما جعل الرئيس الروسي بوتين والإدارة الروسية، تقول رغم عدم وجود حلفاء لها وارسو، نحن الروس سنحمي حدودنا، تزامناً مع التجربة الصاروخية وعن القيادات العسكرية في سياق المضمون، هنالك إجراءات، ودعوة للاجتماع لتهدئة الوضع، بينما الغرب يسعى الى التنازل الروسي عن عرض القوة، وهناك تحركات للناتو في المحيط ومناورات ضغط تتحدث عن ضمانات امنية، وعن حرب غير تقليدية، تسعى روسيا للتفاوض، والبعض يعتبر هذا ضعف، فإذا أميركا تريد تصعيد، فمن خلال وجهة النظر تقرأ الأوساط الأميركية رسائل بوتين على أنها رسائل تهديد أمام الأزمة الدولية، وهذا طبعاً لا يتقارب مع أرض الواقع، إذا ما الطرفين، أيّ موسكو وأوكرانيا دون تدخل الولايات المتحدة، ليكون هناك حلّ سلمي يطفئ شرارة الحرب،
الواضح هنا تسعى واشنطن جاهدة من خلال مضيها بسياسة الاستفزاز، للتصعيد، ليتقدّم بايدن بنظرة شمولية بدعم أوكرانيا ليكسب جولة انتخابية أخرى، على حساب دول الاتحاد ومنها بريطانيا وهي أقوى حليف لها، بزجّ المعركة الحقيقية وهي حرب الغاز، حرب الاقتصاد، بتلويح العقوبات الاقتصادية على موسكو، وكان البيت الأبيض أبلغ بوتين أنّ واشنطن وحلفاءها سيردّون بعقوبات اقتصادية لا مثيل لها، في حال شنت موسكو الحرب على أوكرانيا…
ونقلت وكالة «روريترز» أنّ مسؤولين أميركيين أبلغوا الكونغرس تفاهمهم مع ألمانيا لإغلاق خط نورديم ستريم لنقل الغاز الروسي، اذاً الأهداف الأميركية واضحة هنا من دعمها المستمرّ في السرّ والعلن لأوكرانيا في مواجهة موسكو، وبالتالي تسعى أوكرانيا وواشنطن لطعن روسيا من خاصرتها، انتقاماً لتقاربها مع الصين، ولعرقلة مشروع الطاقة لإضعاف روسيا إقليمياً ودولياً واقتصادياً،
وبالتالي روسيا لا تريد الحرب إذا ما أقدم عليها جو بايدن في حال إذا استخدم السياسة الحمقاء، واذا لم يستخدم العقلانية، فسيكون الردّ قاسياً من موسكو، مستغلاً اتفاق بريطانيا لأنها لم تحصل على الغاز الروسي، وهذا عامل من العوامل الذي لا يمكن إزالته، لتقوم واشنطن في ما بعد بإطفاء مواسير الغاز عن روسيا، كنوع من الحصار، وهنا على البلدان أن تتوخى الحذر، خاصة في ما يتعلق بالنظرة الأوروبية التي تشوبها علامات استفهام.
سياسة الضغوط الأوروبية مستمرة، لأن المعادلة الصفرية التي وضعتها واشنطن أمام أوكرانيا، ستضطر موسكو إلى التقدّم ولن تسمح للولايات المتحدة الأميركية أن تعطل حواسيبها الجيوسياسية. والاستراتيجية، ومعداتها العسكرية، حتى ولو انضمّت إلى حلف الناتو، خاصة بعد ان حشدت أوكرانيا جيوشها وذلك الأمر مشبوه فيه. والأمر المعلق لروسيا بلد السلم، ولديها استراتيجية قادرة بنشر صواريخها وان تتقدّم الى الأراضي الأوكرانية ولو عندها نية بذلك لفعلتها، ولكن هناك حسابات أخرى غير متوقعة ربما ستفتحها موسكو قريباً، وستفاجئ بها واشنطن مالم تلتزم بأخلاقيات السياسة الدولية، خاصة بعد أن انسحبت من الأجواء المفتوحة.