حج
كنيستنا وأقصانا محتلّة من قبل صهاينة الغرب… أما كعبتنا ومكّتنا فهي محتلّة من قبل صهاينة الأعراب. لا يخامرني أدنى شك في ذلك، ولست بخادعٍ لنفسي كما يحلو لشعوبنا أن تفعل. سأصدح بالحقيقة وأمضي… كما قالها محمد حسنين هيكل… فالحقيقة أوْلى لها ان تندفع عارية لا تلوي على شيء، وليترتب عليها بعد ذلك كلّ زلازل وأعاصير الكون… فليس مكان الحقيقة التواري والاختباء في ظلمات الباطل.
مردود الحج والعمرة في «مملكة الخير» يصل الى ٢٥ بليون دولار سنوياً… تُبدّد كما يُبدّد جانب كبير من دخل هذه المملكة «الخيّرة» على ملذّات العائلة الكريمة الحاكمة… كما يبدّد جانب آخر على شراء الذمم في جميع أنحاء العالم لتزييف الحقيقة ولقتل أية إطلالة للخير وللحب وللإخاء بين الناس… أما ما يُصرف من هذه الأموال على شراء السلاح لإشعال الحروب ولقتل شعوبنا وتدمير بنيتنا التحتية فحدّث ولا حرج… في اليمن… في سورية… في العراق… في فلسطين… في ليبيا… الوحش يكدّس المال في جيوبه ويقدم لـ «مملكة الخير» كلّ أنواع تكنولوجيا القتل التي تعود على شعوبنا رصاصاً وقنابل وقذائف وصواريخ بلا رحمة وبلا هوادة…
أموال الحج والعمرة أيها السادة الأفاضل… تعود على أمتنا على هيئة قنابل وقذائف وصواريخ تقتل أبناءنا وأطفالنا ونساءنا وشيوخنا ورجالنا… سؤالي الى أولئك الذين يمسكون ناصية الفتوى والتشريع، هل يجوز الحج إذا كانت أموال الحج التي تصرف على هذه الفريضة تعود علينا قتلاً وتدميراً وخراباً ودماراً…؟