أيها الإنسان ع ِ
} يوسف المسمار
باللهِ كـان الـبـدءُ والإنـسـانُ
والمُنْـتَهى والغَـيْبُ والتـبْـيانُ
ما كانَ شَيءٌ أو وجودٌ مطلقـاً
لوْ لـمْ يَشَأ في ذلك الرحمنُ
لا حُسْنَ إلا من محاسنِ خلقـه
بالحُسْنِ جَـمَّـلَ خَلْقَه الحَسَّانُ
والحكْمةُ الكبرى بحكمتهِ التي
من دونها لنْ يَهْـتـدي الإنسانُ
ما كانَ في غيرِ الهدايةِ حكمةٌ
أو صَحَّ في غـيـرِ الهُـدى إيمانُ
ديـنُ الحقـيـقـةِ بالهـدايـةِ قائـمٌ
وبـلا الهـدايـةِ تَـبْـطـلُ الأديـانُ
يا أيهـا الإنسـانُ ما هـذا الـذي
ترجوهُ إن سادَ الورى البُهْتانُ؟
إنَّ الحقيقـةَ في عبـادةِ مبـدعٍ
إلاَّهُ لا ربٌ ولا دَيـَّــــانُ
كلُّ الضلالةِ في السُدى أفلا ترى
كيفَ انتهى بضلالـهِ الهيمانُ؟!
أينَ الذينَ تغطـرسوا بقصورهمْ
كيفَ انـتهـوا وطواهمُ النسيانُ؟!
أين الملوكُ وقدْ عتوا بجيوشهم
هل دامَ من كلِّ الملـوكِ بنانُ؟!
فقط الحقيقةُ وحدّها لمـَّا تزلْ
رغمَ الكـوارثِ بالضياءِ تُصَـانُ
إنَّ الحقيقةَ أن نعي، وبـوعـينـا
يصفوالضميرُ ويَخلصُ الوجدانُ
فنسير من لُجُجِ الظلامِ إلى الهُدى
إنَّ الخـروجَ من الظَـلامِ أمَـانُ
لنْ يكشفَ الإنسانُ كنهَ وجودهِ
إن ظـلَّ بالجَهْـلِ المُضـِلّ يُدانُ
لا شيء ينفعُ في الحياةِ سوى الهُدى
وبلا الهُـدى لنْ يُفْـلحَ الإنسانُ
يا أيـهـا الإنســانُ وَعْـيُـكَ أولٌ
إنْ زاغَ وَعْـيُـكَ فالحياةُ دُخانُ
نحنُ الهدايـةُ دينـنا وبها الفـدى
من دان في غير الهـدى خسرانُ
وعـقـيـدةُ الأحـرار وقـفـةُ عـزةٍ
بـبـطـولــةٍ تـبـقى هي البـرهـانُ
فـوجـودنا وحيـاتـنا ومصيـرنـا
مـن غـيـرِ عِـزٍ كُـلّهـا بـهـتـانُ
لا تبلغُ الأمـمُ العظيمةُ مجـدهـا
إلا إذا اعـتـزت بهـا الأزمـانُ
هـذي عـقـيـدتـنـا صراع دائـم
وبهـا يـدومُ العـزمُ والإيـمـانُ