أخيرة

استهداف ميناء اللاذقية اليوم ومرفأ بيروت بالأمس… العدو واحد

د. جمال شهاب المحسن*

نفّذ كيان الاحتلال «الإسرائيلي» الإرهابي المجرم المدعوم من الولايات المتحدة الأميركية فجر أمس عدواناً صاروخياً مستهدِفاً ساحة الحاويات في الميناء التجاري باللاذقية ما أدّى إلى اشتعال الحرائق في المكان وحدوث أضرار مادية كبيرة ، وهذا يؤكد من جديد ضلوع هذا الكيان العدواني في الحرب العدوانية الإرهابية العالمية التي تُشَنُّ على سورية منذ حوالى أحد عشر عاماً وهو الآن في طور تأزيم الحرب الاقتصادية التي تستهدف صمود سورية وانتصاراتها المتلاحقة .

إنّ الأعداء الأميركيين والصهاينة مسؤولون عن الحرائق السورية كالتي اشتعلت في ميناء اللاذقية، والتي سبقتها الحرائق التي اشتعلت في مرفأ بيروت في الرابع من آب عام 2020 وكتلك الحرائق المشتعلة في المنطقة كلها…

ولمَن لا يعرف فإنّ مرفأي بيروت واللاذقية من أهمّ المرافق الحيوية على امتداد الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ولسورية ولبنان والمنطقة… وأنْ تشملهما الحرائق العدوانية فهذا يعني الكثير الكثير في الاقتصاد والترانزيت والجغرافيا والتاريخ والجيوبوليتك والاستراتيجيات والصراع في المنطقة .

وانطلاقاً من ذلك فإنّ العدو الصهيوني وحليفه الأميركي لهما المصلحة الأكيدة في تضييق الخناق على سورية ولبنان في ظلّ سياسة الحصار الاقتصادي وما يُسمّى «قانون قيصر» الأميركي الذي يستهدف سورية ويطال باستهدافاته لبنان ومقاومته البطلة.

ولتوضيح الصورة أكثر فأكثر لا بدَّ من الإشارة الى القِّناع الذي يلبسه أعداؤنا والمرتبطون بهم في أحداث وحرائق كهذه، حيث أذكّر بما جرى في حريق القاهرة في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي وحريق أسواق بيروت الذي انطلق بفعل قذيفة صاروخية أطلقتها إحدى الميليشيات المسلحة اليمينية اللبنانية في 18 أيلول/ سبتمبر عام 1975 على بناية «سينما أوبرا» في ساحة الشهداء مما أشعل حريقاً هائلاً في منطقة وسط بيروت… ويا للمصادفة العجيبة فإنَّ حريق القاهرة بدأ من سينما أوبرا وكذلك جرى حريق بيروت بتدبير من «مركز اللعب» في المخابرات المركزية الأميركية ..

أصِلُ الى بيت القصيد لأقول: إنه وعلى طريقة الحرائق القديمة ووفق الوثائق الأميركية فإنّ «مركز اللعب» المخابراتي الأميركي يعمل بجدية من خلال «الحرائق المشتعلة» وأسلوب «الصدمة والرعب» والتجييش الإعلامي الدعائي لحلفائه وأتباعه للوصول الى هدفه السرّي والعلني ألا وهو استهداف سورية قلب محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللبناني المقاوم …

ويا للمصادفة التاريخية العجيبة فإنه في مثل هذا اليوم في الثامن والعشرين من شهر كانون الأول عام 1968 ودون أيّة ذريعة وأيّ مبرّر سوى ضرب الحركة الاقتصادية والتجارية التي كانت مزدهرة في لبنان آنذاك قام الكوماندوس الإسرائيلي الإرهابي برئاسة مجرم الحرب رافائيل إيتان بتدمير كلّ الطائرات المدنية اللبنانية وعددها 13 طائرة على أرض مطار بيروت. وهذه محطة ودرس وعبرة لِمَن يطالبون اليوم بـ «حياد لبنان» على طريقة «قوة لبنان في ضعفه» ويُغمضون أعينهم على إنجازات وانتصارات قوة الحق التي تجسّدت في مقاومته البطلة وفي معادلة الجيش والشعب والمقاومة .

إنّ استهداف ميناء اللاذقية اليوم ومرفأ بيروت بالأمس يشهد بوضوح على أنّ العدو واحد… ولكن خَسِئَ الصهاينة والأميركيون الإرهابيون وحلفاؤهم وعملاؤهم في الإقليم والعالم، فإنّ سورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد ومحور المقاومة وأحرار الأمة والعالم متقدّمون نحو الانتصار النهائي المؤزّر شاء مَن شاء وأبى مَن أبى…

*إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي وسوسيولوجيا الصراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى