مدرّب المنتخب الوطني في الملاكمة إيهاب حمدان: التحفيز وبطولات الأوزان الشهرية سترفع المستوى
بالرغم من الأجواء الضبابية التي تعيق حركة تطوّر الرياضة اللبنانية بفعل الأزمات المتلاحقة على أكثر من صعيد، صممّ الاتحاد اللبناني للملاكمة بقيادة رئيسه المهندس محمود الحطّاب اختراق جدار المعوّقات وتذليل العقبات عبر اعتماد سياسة التحفيز وعلى قاعدة «لكلِ مجتهدٍ نصيب»، بالاضافة إلى تنظيم دورات الصقل والتطوير للحكّام والمدربين، وفي هذا السياق أفادنا المهندس حطّاب : «نستعد لتنظيم دورة صقل للحكّام الجدد أوخر شهر كانون الثاني 2022 بالتنسيق والتعاون مع رئيس الاتحاد العربي الدكتور يوسف الكاظم على أن يحاضر فيها الصديق رئيس الاتحاد السوري محمد شبيب، وكنّا قد نظّمنا دورة صقل لمدربين اتحاديين نجح فيها 22 مدرّباً ومدرّبة واحدة من أصل 30، وحصل الناجحون على الشهادات التي تخوّلهم العمل في الأندية والمساهمة في تطوير أداء الملاكمين الموهوبين والمجتهدين».
بعد هذه الاضاءة على العناوين الرئيسية لخطة النهوض بالملاكمة اللبنانية من منظار رئيس الاتحاد، ارتأينا الغوص في تفاصيل «الخطة» مع مدرّب المنتخب الوطني الحائز على شهادة مدرّب دولي إيهاب حمدان، والذي أصدر مؤخراً كتابه (الشامل في الملاكمة) ليكون في خدمة المندفعين إلى حلبات «الفن النبيل»، ولفتنا حمدان «قرر الاتحاد إقامة بطولات الفئات العمرية، ولهذا القرار انعكاسات ايجابية على اللعبة بشكل عام، وخصوصاً لجهة تشجيع الصغار على الاندفاع نحو اللعبة ما يؤسس لبناء جيل متميّز من الملاكمين بعد خمس أو ست سنوات، فالاتحاد الدولي فتح المجال في تعديلاته الأخيرة على استحداث فئة (13 ـ 14 سنة) بعدما كانت الفئة الأخيرة على جدوله (15 ـ 16 سنة)، علماً بأننا في الاتحاد اللبناني للملاكمة قد استبقنا قرار الاتحاد الدولي وقمنا بتوزيع اللاعبين على عدّة فئات من عمر 9 سنوات ولغاية 18 سنة، وهي: الأشبال، المدارس، الناشئين والشباب وسنشارك في بطولة آسيا للمدارس (13 ـ 14 سنة) التي ستقام في البحرين بعد عدّة أشهر».
خطّة النهوض بالملاكمة اللبنانية
سألنا حمدان عن خطة الاتحاد لرفع مستوى المنافسة واللعبة بشكل عام، وخصوصاً لجهة تنظيم البطولات وتحفيز الملاكمين المجتهدين» فأجاب:
«تستند الخطة إلى تكثيف النشاطات والبطولات الاتحادية والودية، وتشجيع الأندية على اللقاءات الدورية، وتواصل المدربين مع اللجان الفنية للاتحاد ووضعهم في كل ما يواجهونه من معوقات مع اطلاعهم على كل جديد ومناقشة الأفكار التطويرية، وأقام الاتحاد لقاءات ودية تنافسية أظهرت جدّية الأندية مع مثابرة المدرّبين، واستبشرنا خيراً بما نملك من مدربين يتمتعون بروح المسؤولية». ولفت حمدان إلى أن «دورة المدربين الذين نجحوا مؤخراً وعددهم 23 يمثّلون أندية مرخّصة وأخرى غير مرخّصة، وسيعمل الاتحاد على تنظيم دورات أخرى بهدف تصنيف المدربين وترقية من المجتهدين منهم بغية انتدابهم للمشاركة في الدورات الخارجية التي ينظّمها الاتحاد الدولي وبذلك تتسهّل أمامهم الطريق للارتقاء على سلّم الاحتراف». وأضاف في معرض سعي اللاعبين والمدربين والحكام لتطوير مستوياتهم وإكتساب المعرفة: «لقد أصبحت وسائل التثقّف متاحة بشكل كبير أمام المدربين واللاعبين والحكّام، فهناك المواقع الالكترونية والصفحات الرسمية لللاتحادات واليوتيوب والكتب المتخصصة، وبعد الاطلاع والتثقّف يأتي دور التنفيذ العملي الميداني، والمشاركة في المعسكرات والدورات الدولية والقارية، فالاحتكاك الخارجي للملاكم يأتي في طليعة السبل للارتقاء والتطوّر، وكذلك الأمر للحكام والمدربين، وهذا ما يشجّع عليه الاتحاد الساعي بجدٍ لبناء جيل واعد في المدى المنظور». وختم حمدان في هذا السياق: «لا شكّ أن بطولات الأوزان التي سيعتمدها الاتحاد بشكل شهري ستزيد في حماسة الملاكمين للاجتهاد والوقوف فوق المنصات مع السعي لتمثيل لبنان في البطولات الخارجية».
ـ وعن الملاكمين الذين يستبشر بهم مدرب المنتخب ايهاب حمدان خيراً؟
«هناك عدّة أسماء بارزة، يتمتع أصحابها بمواصفات جيّدة تؤهّلهم المشاركة في المسابقات الخارجية، كريان خوري وعلي هاشم وجوني كيروز وسليمان بلحص وغيرهم كثر».
ـ وماذا نقرأ في مقترحاتكم لتفعيل التعاون بين الاتحاد والأندية، وماذا عن تنظيم الأدوار الفنية والتنظيمية داخل الاتحاد من وجهة نظركم؟
“بداية لا بدّ من تسريع وتيرة اصدار الرخص للأندية من قبل المعنيين في وزارة الشباب والرياضة، وخصوصاً أندية المحافاظات، وتكليف لجنة التدريب القيام بزيارات دورية للأندية للمواكبة وتقديم النصائح والارشادات، وأعتقد ان عمل اللجان ضروري وفعّال على صعيد التطوير، فالتكاتف بين الجميع يختصر الطريق نحو النجاح، وأتمنى أن تعمل اللجنة الفنية على تكثيف البطولات المحلية تحضيراً للبطولات الدولية التي أشار اليها رئيس الاتحاد المهندس محمود الحطاب، وتحقيق الطموحات المتمثّلة بانجاز يعيد للملاكمة اللبنانية وهجها”.
ـ وماذا تخبرنا عن البطولات التي سينظّمها الاتحاد خلال شهر كانون الثاني المقبل؟
“البداية ستكون مع بطولة الفئات العمرية (الصغار والناشئين) في 8 كانون الثاني من العام 2022، ومدّة الجولة للصغار من 9 إلى 12 سنة، دقيقة واحدة، أما فئة المدارس (13 ـ 14 سنة) فمدّة الجولة دقيقة ونصف، وفئة الناشئين (15 ـ 16 سنة) مدّة الجولة دقيقتان، فيما فئة (17 ـ 18) ثلاث دقائق كحال الرجال، كما ستقام بطولة لبنان للدرجة الثانية للرجال (من 19 الى 40 سنة) في 15 كانون الثاني، وأتوقع مشاركة كبيرة من اللاعبين في كافة الأوزان فالأبطال سينتقلون مباشرة إلى مصاف الدرجة الأولى، وتمنّى الاتحاد على الأندية إشراك الجنس اللطيف في البطولة في حال توفّر ذلك، ومن ثم ستقام بطولة لبنان للدرجة الأولى (رجال وسيدات) في 29 كانون الثاني وكذلك أتوقّع مباريات حماسية وأسماء أبطال جدد .. مع التوضيح بأن بطولات الأوزان الشهرية واعتماد سياسة التحفيز للمجلين ستسهم في ارتقاء المستوى بشكل طبيعي … أما بالنسبة إلى الصغار، أجزم بأن اندفاعهم إلى اللعبة ومشاركتهم في البطولات مع اكتسابهم للمهارات سيساعدهم على تنفيس ما في صدورهم من حالات كبت وقهر وحرمان نتيجة قساوة الظروف التي تعصف بلبنان ويعاني منها غالبية اللبنانيين”.