مناورات عسكرية إيرانية… رسائل ردعية في ظلّ التهديد «الإسرائيلي»
} رنا العفيف
رسائل سياسية وعسكرية متبادلة في المنطقة، بالتوازي مع محادثات فيينا التي تترواح مكانها، و»إسرائيل» تلوّح بضرب المنشأت النووية الإيرانية، فأيّ رسائل متبادلة تحمل هذه المناورات الإيرانية ومن قبلها مناورة عسكرية «إسرائيلية».
الحرس الثوري الإيراني ينفذ مناورات بصواريخ كروز البحرية الدقيقة، بالقرب من محطة بوشهر النووية، تمثل هذه المناورات عمليات إنزال جوي ودفاع جوي، إضافة لمشاركة القطاعات العسكرية، لاختبار عدد من الصواريخ من بينها صواريخ كروز وطائرات مسيّرة هجومية، وكان قد أعلن الحرس الثوري الإيراني في السابق عن امتلاك صواريخ كروز يصل مداها إلى نحو ألفي كيلو متر، طبعاً يأتي هذا في أعقاب مناورات مماثلة قامت بها طهران خلال أشهر، ففي وقت سابق قالت طهران انّ دفاعها الجوي أطلق صاروخاً في إطار تدريب عسكري فوق بلدة نطنز وسط البلاد والتي تضمّ منشأة نووية، كما في الحادي والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر أجرت تدريبات عسكرية جوية، شاركت فيها قاذفات وطائرات ومقاتلات مخصصة للهجوم والمراقبة، وقبلها بأسبوع أجرت إيران تدريبات دفاعية جوي في الصحراء الوسطى، على الرغم من انّ إيران تؤكد كلّ هذه المناورات العسكرية هي روتينية، ولكن بعض المراقبين والخبراء، نظر الى هذه المناورات على أنها جاءت في وسط محادثات فيينا وقد تكون ليست صدفة،
ليس دفاعاً عن إيران ولكن المنطق السياسي يقول: حتى ولو فرضنا جدلاً ليست صدفة، فمن حق إيران أن تحمي بلادها من الغطرسة «الإسرائيلية»، خاصة في ظلّ التصعيد، و»إسرائيل» تحديداً قامت بمناورات عسكرية قبل طهران تحاكي بضرب مواقع عسكرية ومنشآت نووية لإيران في الفترة الأخيرة، ومن الطبيعي عندما ترى طهران هناك تهديد يحدق بها تقوم بإرسال رسائل ردعية على خلفية التصعيد الميداني والسياسي وما يحصل في فيينا، ويحق لإيران أن تظهر ما تملكه من قدرات عسكرية وأسلحة ترسل من خلالها رسائل ردعية دفاعية بشكل أساسي، فسلسلة المناورات الضخمة مشروعة بالقدرات العسكرية في منطقة الاشتباك، خصوصاً مع القدرات الأميركية التي تنتظر إشارة الضوء الأخضر «الإسرائيلي» لشنّ هجوم على إيران، بما انّ السعي «الإسرائيلي» وراء تخريب محادثات فيينا قائم، واذا حصل هذا، قالت إيران بأنها ستردّ رداً حازماً وسريعاً على أيّ اعتداء يستهدف منشآتها او مواقعها، وتعليقا على هذه المناورات والرسائل، طهران تتمع بالحرب الباردة، وهي جديرة ومتميّزة في فن الردّ الاستراتيجي في معادلة الحرب الهجينة والالكترونية، وكلّ ما يتعلق بالمناورات العسكرية الإيرانية، يثير قلق واشنطن و»إسرائيل»، إيذاء تطور برنامجها العسكري والالكتروني، فعوامل السياسة الإيرانية منتجة ولا تستوفي شروط من أحد، والدليل على ذلك لم تتوقف عن المناورات العسكرية حتى في وسط العقوبات الأميركية وهذا بمثابة تحدي قائم بين المحاكات الأميركية في فيينا وطهران، كلنا نعلم عندما تفشل السياسة الأميركية تسعى مباشرة للتهديد بالعقوبات، وتلجأ لها بعد كلّ إفلاس سياسي، غير قادرة على مواجهتها، لذا اليوم على واشنطن ان تتخذ خطوات إيجابية من المفترض هذا في حال إذا كانت لا تنوي التصعيد، وعلى «إسرائيل» أن تلجم سياستها المقرونة بالتهديد والوعيد وهذا ليس من مصلحتها، ولا اعتقد بأنّ إيران ستبدأ يوماً الحرب، فهي أذكى بكثير بأن تبدأ، والمناورات العسكرية التي تربك «إسرائيل»، هي معادلة ثابتة لا يمكن زعزعتها في البعد المسار الإقليمي الذي فرضته واشنطن و»إسرائيل» في طبيعة العلاقات التي صبّت في خانة التطبيع مع الكيان، وكوكبة الدول العربية وتحديدا الخليجية منها، شكلت استهداف مباشر لإيران، منذ أن اعلن سلف بايدن، ترامب بنقل قيادة المنطقة العسكرية للواحدات الأميركية في أوروبا الى المنطقة المركزية في الشرق الأوسط، وهذا هيكل سياسي خطر على طهران ودول الجوار، فسياسة الضغوط «الإسرائيلية» واضحة وهذا كفيل بالأدلة لتقوم طهران بحماية بلادها من أيّ استهداف خارجي، لتبقى لاستراتيجية المناورات أسباباً عدة تتعلق بانخفاض المستمر لأسعار النفط وهذا متعلق بسياسة الحصار الأميركي السعودي، قد يكون لها مناورات سياسية ميدانية ورسائل ردعية دبلوماسية في حال استمرو بسياسة التمادي والتماهي.