عمي صاحب الظل الطويل
اقترفت الدنيا ذنبها الأكبر في غيابك، اشعلت الناس الشموع وأضاءت الأنوار الملونة، زين الناس شجرة العيد، و ها هم على قاب قوسين سيعلنون حلول السنة الجديدة.
عندي أنا لا جديد تحت الشمس، استيقظت صباحاً وذهبت إليك، في مشوارنا الأخير إلى مَعلم مليتا، قلت لي إنني شمسك، ها هي الشمس توارت بظلك اليوم، حدثتك ما فعل السفهاء في غيابك، شكوت لك، أحسست بك تسمعني، تومي برأسك مغمض العينين، و تقول لي: أعرف هؤلاء، أعرفهم حق المعرفة، يبحثون عن أدوار ليست لهم، أغبياء بمظهر لائق، أذكياء بقلب داكن، يتظاهرون بالعفة والصدق ويعتقدون أنهم أهل الفضائل، كلمتك التي رددتها مراراً أمامي (المهم أنت تضلي أنت)
أنا ما زلت أنا يا صديق روحي، لكنني اشتاقك وكثيراً، أفتش عن أنواع الزهور التي لطالما أحببتها، أقرأ الكتاب الذي أهديتني أياه عشرات المرات، صوري التي خبأتها في معطفك سأخلدها، صورنا معاً أصبحت كتاباً أتصفحه كلما هبت ريح الاشتياق، أتوسد أشياءك العزيزة لحافاً يقيني من غدر الرفاق، وأحمل خاتمك الذي أعطيتني إياه أيقونة حظ في أصابعي.
لم يعد هناك متسع من الوقت للبكاء، أنا أركض في هذه الدنيا كطفلة تجاهد للوصول إليك، لاكلمك عما فاتك من أحاديث، أجلس بجانبك من دون أن أصور، من دون أن أوثق هذه المرة، أريد الانفراد بالحديث معك، أريدك أن تصغي إليّ وأن… وأن تسمع بكاء قلبي
أحبك إلى الأبد