صباحات
} 24-12-2021
صباح القدس لعيسى بن مريم، بما قال وما أبرم، منذ يومه الأول، حتى ملاحقة لصوص الهيكل، وفي يوم ميلاده الجديد، صوت صارخ بالحق، نبي ثورة العبيد، ورمز هذا الشرق، له ولأمه العذراء، يرفع الحب والرجاء، للناصري يسوع، ولكل من يجوع، وللقدس وبيت لحم، والناصرة وأم الفحم، وإلى حيث عبرت به المسيرة، من فلسطين الأسيرة، إلى شام العرين، والأئمة والقديسين، منها كان العبور إلى العالم، من حارب ومن سالم، وبها اكتملت الدعوة، وتكرست النبوة، كما كانت بعده عاصمة دولة الإسلام، وامبراطورية السلام، ومن قانا المعجزة، إلى حلب، حقائق معززة، بالحب والغضب، حيث لا بطاركة، ولا صلبان من ذهب، بل معاركة، مع صنف أبي لهب، وحيث كلمة الحق تقال، ولو على الصليب، وتحسب الأقوال والأفعال، على الكاهن والخطيب، هل كانت الدعوة لنصرة الفقير والمظلوم، أم دعوة للحاكم الظالم، فالدين لا يقوم، إلا ثورة على حاكم، من يحكم بالمال أو بالسيف، ويلحق بالناس الفقر والحيف، والأرض السليبة، في فلسطين الحبيبة، صارت أرضاً مقدسة، تسأل الكنيسة المؤسسة، في بلادنا والعالم، أين دم المسيح؟ وقد حولتموه قوارير خمر لموائد الظالمين، وقد أراده بركة وخميرة لثورة الفقراء الحالمين، وقدم لهم نموذجاً فدا للمحاولة، وعلمهم معنى المناولة، أن هذا دمي فداكم، وأنا الفدائي الأول، فلا تبيعوا حماكم، للظالم إذا تغول، ولا تعطوا عطاء الذليل، كما قالها الحسين من كربلاء، قدم فيها الدليل، و قالها يسوع صرخة حتى السماء، وقال دقوا مساميركم، واتلوا مزاميركم، فالحق حق ولو كان الثمن فوق الصليب، فلا تقبلوا اليد الظالمة، وليعلم البعيد والقريب، والعروش الحاكمة، أن ساعة الحساب آتية، في الدنيا قبل الآخرة، بريح عاتية، كالولادة من الخاصرة، يكتب الشعب نهاية الظلم والعدوان، ويدب الرعب في قلوب من باع ومن خان، فمن كنزوا المال والناس جياع، بئس المآل مهما طال الزمن، ومهما تغيرت الأوضاع، الفقراء هم الوطن، ولو بعد حين، كما عاد يسوع، ستعود فلسطين، والوطن الموجوع، هو المغارة، أو طفل الحجارة.
} 28-12-2021
صباح القدس للجولان وفلسطين، معادلتان تقطعان الشك باليقين، واحدة في وجه الاستيطان وثانية لنصر المقاومين، وفيهما يختزن الحق وتظهر الحقيقة، حيث ينكشف زيف مسارات التطبيع، فالعدوان لا ترده الكلمات الرقيقة، ولا جعل الأمة تاجراً يشتري ويبيع، فها هو الاستيطان على قدم وساق، يتقن استغلال نظرية الأسواق، ويكشف زيف فذلكات النفاق، ويؤكد أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة المقاومة، وأنه المستفيد الوحيد من كل مساومة، وكما تقول مواجهات برقة، إن قطع يد السارق وحده يوقف السرقة، وأن الشعب ولو كان محدود الامكانات والموارد، في ساحات الاشتباك هو المارد، ووحده يفرض المعادلة، مهما كرر المحتل المحاولة، وها هي نابلس تنتفض فتثور معها الضفة، على رغم كل محاولات السلطة وأجهزتها المصطفة، وراء أكذوبة التنسيق، فالشعب يعرف العدو من الصديق، ويتقن الحساب، ويقرأ في ذات الكتاب، فيسطر ملحمة البطولة، ويقدم الأمثولة، بأن الاحتلال نمر من ورق، وأوهن من بيت العنكبوت، ولمن ينسى تذكروا أسطورة النفق، وتذكروا هروب الجنود بين البيوت، ولن يسعف الإحتلال لتثبيت المستوطنات، مهما أنفق من المال وضخ من المعنويات، فعلب الإسمنت لا تصنع الثبات، ما دام الشعب حياً مشبعاً بإرادة الحياة، وما دامت الدماء ترخص أمام الكرامة، وما دام الأطفال يرضعون في حليب أمهاتهم نبض المقاومة، فماذا عساهم يفعلون، مع أطفال بالثورة يحلمون، يتقنون اصطياد المستوطنين بدلاً من صيد العصافير، ويحفظون أنحاء البلاد على أصابع أيديهم، وحق تقرير المصير، من يوم الولادة يناديهم، وعندما يتعلمون قواعد الحساب، يتقنون معادلة الضرب، وعندما يقرأون في الكتاب، يحفظون تاريخ الحرب، وفي دروس الإملاء يتقنون كتابة أسماء الأعادي، وفي الإنشاء يكتبون فلسطين كانت ولا زالت بلادي، وينشدون موطني وبلاد العرب أوطاني، تصان الأرض بالأحمر القاني، وبينما أبناء المستوطنين ينتقلون من اليقين إلى الشك ببقائهم، يؤكد لهم أطفال فلسطين حتمية فنائهم، واثقين بأن الأرض ستعود يوماً، وأن سألتهم متى قالوا حتماً، فحتماً هو الموعد، وحتماً هو المولد، وحتماً هو النصر القادم، وحتما كل طفل مقاوم، ومقابل حتما تظهر عسى وربما، فيقول المحتل كلما، وقعت مواجهة، أو ظهرت المقاومة إلى الواجهة، ربما ينفع التقدم أو التراجع، وعسى أن تثبت المواقع، وربما يكون من المفيد الاعتماد على التنسيق، وعسى أن لا يكون قشة نتمسك بها كالغريق، وربما يجب تشديد القبضة الحديدية، وعسى أن لا تنتج ردة فعل عكسية، وربما يبقى الأميركي ولا يرحل، وعسى أن تترنح مفاوضات النووي وتفشل، وربما تضعف المقاومة في لبنان، وعسى أن تصح الأنباء عن ارباكها، وربما أن الأوان، للإقرار بالهزيمة وعلينا ادراكها، وهكذا تدور حرب الوعي على الأجيال المتقابلة، بين حتما من جهة وعسى وربما والمحاولة، والنصر مكتوب لليقين، والهزيمة حليف المترددين، هكذا يقول التاريخ، وهكذا تقول الصواريخ
} 29-12-2021
صباح القدس لحزب الله في اليمن، وحزب الله في فلسطين وحزب الله في العراق، فحزب الله الموجود في صنعاء وعدن، موجود في بغداد وغزة في قلب كل حر مشتاق، وكما تقول السعودية إن حزب الله هو مشكلتها، سبقت «إسرائيل» بالقول إنه سبب أزمتها، وقبلهما أميركا قالت إنها ضبطته في فنزويلا والأرجنتين، وضبطت أعلامه ترفع في مناسبات الاحتجاج على العولمة، كما شوهدت أعلام فلسطين، تزين الساحات المظلمة، فلا كان الفلسطينيون هناك، ولا دخل حزب الله من الشباك، فيوم انتصرت المقاومة في لبنان صارت روحاً تنتقل، حيث هناك ثورة وحيث هناك شعب مظلوم معتقل، ففيه الاثبات على قدرات الشعوب، وكيف تنتصر المقاومة في الحروب، وقبله كانت صور تشي غيفارا تزين الساحات، وتوحد مشهد المقاومات، ومن فييتنام صورة جياب، موضع التقدير والاعجاب، لكن أحداً لم يفعل ما فعلته قناة العربية، ويسجل كوبياً أو فيتناميا يوجهاً التعليمات، للثوار الذين يؤمنون بوحدة الثورات، ويفبرك فيلما باللهجة الأجنبية العرجاء، ليثبت أن الثورة ليست وطنية الأهداف والرجاء، فقد تفوقت قناة العربية والقيادة العسكرية السعودية على كل أشكال الغباء، ونالت السبق في الهبل، لكن قبلها حصل استثناء، ولنرو لكم ما حصل، فأثناء الاحتلال قامت انتفاضة النبطية في ذكرى عاشوراء، ولاحق المنتفضون سيارات الاحتلال والعملاء، وكان الشبان الخارجون من مشهد مصرع الإمام الحسين في اليوم العاشر، يهتفون حيدر حيدر ويلقون الحجارة والعبوات الحارقة، ولم يخطر على خاطر، أن يقوم مسؤول المخابرات بعلامة فارقة، فيصدر الأوامر، بأنه يريد حيدر حاضر، فهو المحرض وهو الآمر، وخرج الجنواد في سوق النبطية يبحثون، وتوجه لهم أحد الباعة عمن يسألون، فقالوا إن الأوامر، باعتقال حيدر، وستغلق المعابر، حتى يحضر، وبعد طول بحث ومجهود، عادت القوات خالية الوفاض، وانتظرت حيدر حتى يعود، إلى أن سمعوا الهتاف خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود، فعلم المحتل أن الهتاف لحيدر هو هتاف للإمام علي في موقعة خيبر وبوابتها المحاصرة، لاثبات أن المواجهة تضرب عميقا في التاريخ، وأن المقاومة تنتسب لثقافة متجذرة، وأن حيدر ليس إلا روحاً حاضرة، وأنهم سيسمعون اسمه لاحقاً مع اطلاق الصواريخ، كما تنقل كلماته في كل محاضرة، ولذلك لا عتب على تكرار الغباء، على طريقة الببغاء، فلا مسؤول لحزب الله في اليمن يقود الحرب في الحديدة وصنعاء، ولا حيدر في النبطية يحضر الأجواء، بل حزب الله كما حيدر كما كل وحي يبث روح المقاومة، موجود في كل ساحة تحكمها قوة غاشمة، ومثال يحتذى من الثوار، ويلهم الأحرار، فالحرب على الظلم واحدة، لمن فاتته القاعدة، وعبثاً يحاولون إيجاد مسؤول لحزب الله في فنزويلا يقود النزال، كما عبثا بحث قبلهم الإحتلال عن حيدر في شوارع النبطية، فتلك هي الروح التي تلهم القتال، ويستعصي فهمها على العقول الغبية
} 30-12-2021
صباح القدس للكلمة المسؤولة في وقت الضيق، تعادل حرباً عندما تحمي صديق، والفرق كبير بين تشجيع على التكامل والحمية، وبين استسهال للانفصال بلغة عصبية، والحرب سجال والهدف قضية، فعندما تسمع وتقرأ ما يقال، بحق حليف في لحظة خلاف، تشعر أن المطلوب هو القتال، تحت شعار خدمة الأهداف، والعاقل والمسؤول هو الذي يختار الكلمة بعناية، لا فشة الخلق، فالكلمة هي الموقف متى غادرت العنق، وأمامنا اليوم مثالين خطيرين في التداول، ففي لبنان اداء سيئ للتيار الوطني الحر، وكلام فوق الأساطيح بحق الحلف مع المقاومة، واللغة المتوترة تستفز وتجر، مثلها في مرات مقبلة، ومن يستسهل الكلام ويكبر الحجر، ويدعو لالغاء التحالف، اما انه يعيش على سطح القمر، أو أنه من جماعة كي تعرف فتخالف، وإلا فالسؤال هو أين هي المصلحة بترك الساحة للقوات، واين هي الحكمة بالرد على العصبية بمثلها، وهل هكذا تصان التحالفات، وهل العقل مجرد آلة تسير بردات فعلها، أم أن العقل يتخذ القرار ويعرف أن القرار كلمة، وأن الشجاعة ليست بالشجار ولا بمن يسدد اللكمة، فالشجاعة بتحمل صعوبة الموقف، عندما الحليف يختلف، وهذا الحال نفسه مع روسيا والغارات الإسرائيلية، ولنبدأ من أسوأ التحليلات وأن موسكو تعتبر أنها غير معنية، فهل يغير هذا من أن هناك مساحة للتحالف حققت انجازات كبيرة، وصدرت مؤامرات كثيرة، ولنقم نحن بالمسؤوليات التي نعتقد أنها واجبة، وعندما تشتبك معنا روسيا نتحمل التبعات والعاقبة، فهل العقل يقول إن نجعل روسيا عدواً ونرمي عليها كل الشتائم؟ وهل الحكمة أن نتنكر للأصول، ونلقي عليها كل المظال؟ ونردد وراء غبي أو مسطول، أن روسيا متآمرة، وهل منعتنا روسيا مرة من الرد على غارة، أم أن حساب الأولويات والمقدرات هو الحاكم يا سادة، وفقاً لما تراه القيادة، وقبل سنوات كان هناك من ينتقد، ويقول إنه سيبتعد، لأنه أعلم، ولأن المقاومة لم تصرف فائض قوتها للتغيير، وأنه أفهم وأحكم، ولهؤلاء قلنا ونقول أيها العبقري الخطير، إذا كانت المقاومة حررت وأزالت خطر تدخل «إسرائيل»، فلم لا تكمل أنت المسيرة، بأفكارك الخطيرة، وترينا كيف يكون البديل، ولمن ينتقدون القيادة السورية أو قيادة محور المقاومة، لأنهم وهم ينفخون سيجاراتهم وأراكيلهم، ويتجاذبون الكلمات النائمة، قد تفتقت عبقيرتهم عن حلول على حبل غسيلهم، وقد خاضوا الحرب من وراء نظارة، وبدأوا برمي الحجارة، لكل هؤلاء نقول لقد شهدنا خلال عشر سنوات أصعب أنواع الحروب، ونشهد أن من قادها أظهر شجاعة وفروسية وبطولة وكان أهلاً للقيادة، وإذا تعرجت الدروب نتمهل وننتظر لأن الثقة تمنح ومعها صبر زيادة، ونعم نختلف مع روسيا على النظر لكثير من القضايا، كما لا يناسب أهل المقاومة ما يقال من جماعة التيار في الزوايا، لكن ما هكذا تدار الحروب الصعبة و الجراحات المؤلمة، ولا هكذا تنتصر الشعوب في الليالي المعتمة، والسياسة ليست دربا مستقيمة، ولا مجرد مناكفات عقيمة، بل هي حسن الإدارة للمصاعب، وتقدير سليم للعواقب، وتجاوز لمخاطر الشكوك التي يتقن العدو اللعب عليها، فالسياسة أن تسوس لا أن تلوك كلمات تخرج أسوأ ما لديها، وليست السياسة أن يترجم التحالف الاستراتيجي بتحالفات تكتيكية دائمة، وكم شهد من خلافات تحالف سورية وإيران والمقاومة، لكنه انتصر لأن هناك قيادة حكيمة وشجاعة، عرفت أن النصر صبر ساعة، وأن دور القيادة إدارة الخلاف التكتيكي بين الحلفاء الاستراتيجيين، وحسن إدارة التفاهمات التكتيكية مع الخصوم، ومن لا يدرك الإيمان باليقين، لا جدوى أن يصلي أو يصوم ، والمعادلة ببساطة، أن السياسة مثل الخياطة، فيها قطب مخفية، وقبة مطوية، وفيها تطريز وبطانات وأزرار وعروة، وفيها كياسة وشك إبر وانقطاع خيط ورتوة، وأن الخياط يسأل عن الثوب في النهاية، كصاحب مهنة لا هواية، وبالنسبة إلى كل مؤمن بالمقاومة، حاكموا حلفها مع التيار أو تحالف سورية مع روسيا كخيار، وكحاصل حرب طويلة، وتساءلوا ماذا لو كنتم أصحاب القرار، بعصبية طويلة الفتيلة، أين كنا وأين كانت الانتصارات مع جاهلية القبيلة؟ فالنزوات ليست إلا ثقافة الغزوات، وعقلية القبائل، جاهل يصفق لجاهل، والنصر قادم لا محالة، وسيصفق المنتقدون، كما ينتقدون، لكن بجهالة.