ميلادُنا
} يوسف المسمار
النـاسُ في ســـنـنِ الـتـوالـدِ كـلـهـمْ
مـتـشابـهـونَ وليـسَ فـيـهـمْ أعـلـمُ
مـنْ قَـطْـرةٍ كلُّ الجُـسـومِ تـنـاسـلتْ
وبـجـيـفـةٍ أجَـلُ الجُـسـومِ سَـيُـخْـتَـمُ
كـلُّ النـهـايـةِ للجُـســومِ هيَ البـلى
مـا اسـتـأخـرتْ أحـداً ولا تَـستَـقْـدمُ
لـكـنَّ مَـنْ عـاشَ الحـيـاةَ تـســامـيـاً
لا يـنـتـهـي أبــداً ولا يـتـحــطَّــمُ
في يـقـظـةِ الإنـسـانِ نــورُ إلَــهِــهِ
والنــورُ بـاقٍ لا يَـمـوتُ ويُـعْــدَمُ
فـمَـن اهـتـدى بالنـورِ ضـاءَ وُجودُهُ
ومـن اشْتَهى عَـتْـمَ السُدى مُتَـفَـحِّـمُ
لـمْ يَـخْـدمِ الإنـسـانَ شـيءٌ مـثـلـمـا
نَـهْـجُ التَـمَـرُّسِ بـالتَـجَـلّي يَـخْـدمُ
فـلـيـفـهـَم الإنـســـانُ أنَّ وُجُــودَهُ
مـا كـانَ لـهْـواً، وليَـعِ المُـتَـوهِّــمُ
إنَّ الوجـودَ إلى السـعادةِ خـطـوةٌ
إنْ سـارهـا الإنسانُ حَـتْـمـاً يَـغـنـمُ
ميـلادُنـا الأبـهى بـدايـةُ وعـيـّـنـا
إنَّ الحـيـاةَ بـغـيـرِ وعيٍّ طَـلْسَـمُ
إنَّ الـولادة َ في الـحـقـيـقـةِ مَعْـبَـرٌ
للـنـورِ يخـتـصـرُ البـقـاءَ ويـرسـمُ
ميـلادُنـا مِـنْ مَـولـدِ الفـكـرِ الـذي
امْتَـشَـقَ الشعـاعَ قـضـيةً لا تُهْـزَمُ
وشعـاعُـنا شـعـبٌ تَـمَـرَّسَ بـالـفِـدى
ومضى بـأسـرارِ العُـلى يَـتَـحَـكَّـمُ
ميـلادُنـا الحـقُّ انـبـعـاثٌ بـاهـِـرٌ
مُخْـضَـوضِـرٌ مُـتَـفَـتّـِحٌ مُتَـبَـرعِـمُ
مـيـلادُنـــا فـَــوَّارُ كــلِّ تَــفَــوّقٍ
بـالـعـبـقـريــةِ يَـبْـتَـدي ويُـتَــمَّــمُ
مـيـلادُنـا يــومَ ابـتـدتْ أرواحُـنا
بالـعـزِّ آيـاتِ الـنـبـوغِ تُـتَـرْجـِمُ
ميـلادُنـا الـفَـجْـرُ الـذي لا يـنـتـهي
فَـجْـرٌ عـلى فَـجْـرٍ وفَـجْـرٌ يَـبْـسُــم ُ
هـذا هـُوَ المـيـلادُ في عـُرف الأُلى
عـشقـوا الضياءَ وبـالضياء تيـمموا
أبـنـاءُ نـورٍ حـيـثمـا حَـلَّــوا، ووجـهُ
الـنــورِ لا يَـخـفى ولا يَـتَـجَـهَّـــمُ
بدمـائهمْ رسـموا الطريـقَ ومهَّــدوا
وبـكـلِّ مـا طـلَـبَ الإبـاءُ تَـكَـرَّمـوا
فـتـوحـدتْ بـالـعـزِّ كـلُّ نُـفـوسِـهـمْ
بـالـعـزِّ تـنـتـصـرُ الـنـفوسُ وتـسلَـمُ
هـذا هـُـوَ المـيـلادُ فـجـرُ حـقـيـقـةٍ
سَـطَـعَـتْ، نـفوسَ الثـائـرينَ تُـبَلسِـمُ
هــذا هـُـوَ المـيـلادُ يـقـظـةُ أمــةٍ
لا صَـعْـبَ يَـحْبِـسُ عَـزْمَها ويُـقَـزِّمُ
هــذا هـُـوَ المـيـــلادُ نَـهْـرٌ خَـيِّــرٌ
يَـنْـسابُ يـروي الظـامئينَ ويُـطْـعـِمُ
هـذا هـُوَ المـيـلادُ بـعـضُ شُـموخـهِ
في أرضِ غـزة مـاردٌ مُـتـعـاظـِـمُ
هــذا هـُـوَ المـيـلادُ روحُ بـطـولـةٍ
أبـنـاءُ بغـداد الأشاوسُ أضرمـوا
مـيـلادُنـا أحــرارُ لبـنـان الألى
درسَ الكـرامةِ للخـليـقـةِ عَـلَّمـوا
مـيـلادُنـا شـامٌ إذا افـتُـقـِـدَ الإبــا
أبـنـاؤها ابـتـكروا الإبـاءَ وعـَمَّموا
مـيلادُنـا الإبـداعُ بَـعـضُ جـُذورهِ
وغـصـونُـهُ ارتـفـعـتْ لما لا يُعـلَـمُ
مـيـلادُنـا مـيلادُ نـهـضــتـنا بـفـكرٍ
رائـــدٍ مُـتَـجَـــددٍ لا يَـهْـــرُم ُ
لا يُـفْـهَــمُ المـيــلادُ إلا َّ عـنـدمـا
نَطَـأُ النجـومَ ونَـرْتـقي ونـُخَـيِّــمُ
ونَطـلُّ منْ فوقِ النُجومِ على السنا
بمـطـامـحٍ أبـداً مــداهـا الأحْـكَـمُ
لـم يَـخْـلُـقِ اللهُ الـخـليـقـةَ للـفـنـا
فـقـط الفـنـاءُ نَـصـيبُ من يَسْتَسْلـِمُ
من ظـَـنّ أنّ حـيـاتـنا قـدْ تـنـتـهي
بِئـسَ الظـنونِ ظـنونُ من يَـتوهَّـمُ
إنَّ الـحـيـاة َ حـقـيـقـةٌ محـسـومـةٌ
بالـعـزِّ يَـحْـفَـظُـهـا الإلـهُ الأعْـظَـمُ
هـذا هـُـوَ المـيـلادُ بـسـمـةُ خالـِقٍ
مـنْ قـالَ أنّ اللهَ لا يَـتـبـســـمُ؟!
ولإنـنـا نَـحـنُ ابـتـســامـةُ خـالـِقٍ
فـحـيـاتـنـا نَـغَـم ُ الإلــهِ ألأرخَــمُ
مـيـلادُنـا عـزٌ بـه إخْـتُـصـِرَ العُـلى
وبـه العُـلى نـارَ الكـرامـةِ يُـضْـرِمُ
سـيـظـلُ مـيـلادُ الكـرامـةِ مـشـعـلاً
مُـتَـوهّـجـاً، مـتـعـاظـمـاً لا أقْـيَــمُ
حـتى يـعـي الإنـسـانُ أنّ حـيـاتَـه
بـالـعـزِّ والـوعيِّ السـليـمِ تُـقَـيَّـم