الوجه الآخر لسليماني… الدبلوماسي البارع
كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّ القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني لم يكن «بطل» مكافحة الإرهاب فقط بل أيضاً «بطل» الجهود من أجل السلام.
وقال ظريف، في تصريح للتلفزيون الإيراني نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس: «بما أن مجال عملي هو السلام والمفاوضات فإنني اعتبره في الواقع ليس بطلاً في مكافحة الإرهابيين فقط بل كان أيضاً بطل الجهود من أجل السلام، وأعتقد أنه كان بارعاً على الصعيد الدبلوماسي أيضاً».
وأضاف ظريف: «حينما كنت في أميركا، سفيراً ومندوباً دائماً للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة، ويأمرني قائد الثورة بإجراء مفاوضات ما، كنت أعود إلى طهران وأستشير الحاج قاسم ومن ثم أذهب للتفاوض ثانية وكانت مشاوراته لي مفيدة على الدوام».
وأشار ظريف إلى العدوان السعودي على اليمن، وقال: «حينما أطلق السعوديون الحرب على اليمن قدمنا، بدعم من الحاج قاسم سليماني، مقترحاً لوقف إطلاق النار، واتصل بي جون كيري (وزير الخارجية الأميركي الأسبق)، إذ كنت أعتزم التوجه إلى إندونيسيا، وقال إنهم تمكنوا من إقناع السعوديين بالقبول بهذا المقترح».
أضاف: «قلت لوزير الخارجية الأميركي في حينه إنني في طريقي لركوب الطائرة حالياً وإنْ استلزم الأمر يمكنك الاتصال بمساعدي (حسين) أمير عبد اللهيان، الذي سيخبر الحاج قاسم سليماني للبدء بتفعيل الأمر».
وتابع ظريف: «حين وصلت إلى إندونيسيا، اتصلت بجون كيري، الذي لم يكن قد اتصل بأمير عبد اللهيان، فسألت عن السبب وقال إنّ السعوديين غيّروا رأيهم وقالوا إنهم سينهون الحرب في غضون 3 أسابيع».
وأشار ظريف إلى أنّ «تلك الأسابيع الثلاثة التي وعد السعوديون بها، أصبحت الآن 5 أعوام، إذ وقف الأميركيون داعمين للسعوديين، خاصة في عهد ترامب، وفي حينه قال أوباما بعد اتصال كيري معي إن إيران هي التي تمنع السلام في اليمن وكانوا يعلمون تماماً أنّ السعوديين هم السبب».
كما أشار ظريف إلى مشاركة سليماني في محادثات دبلوماسية مع روسيا وأطراف أخرى، لم يحدّدها، وقال ظريف إنّ سليماني «كان شخصية دبلوماسية بارعة وذي قدرة كبيرة على المحاورة والإقناع»، بحسب تعبيره.