شهداؤنا طلائع الانتصار
} يوسف المسمار*
يـا أيـهــا الأحـرار، يـا شُــهـداءنـا
بكُــمُ التَمَرّسُ بالفـداء ِ قـد اكتمـلْ
القـدسُ تـشـهـدُ أنكـم بصمـودكـمْ
عَـلّمتُـمُ الأجـيـالَ حـتى لا تَـضـلْ
بيروتُ لن تـنسى هتـافَ جـراحِكـُمْ
فـلقـد جعـلتمْ في الخلودِ لها مـحـلْ
بغــدادُ دمّـرت الغـــزاةَ ولـمْ تـزلْ
بعـطائكمْ لنْ تـنحني مهـما حصـلْ
والشامُ أدهشت الوجـودَ بصبـرها
وصراعها فتبخـرت حُقُـبُ الخَبَـلْ
أشـعـلـتُـمُ الـدنيا بنـورِ ضيائـكـمْ
فـملأتُـمُ الأحـداق َمـنّـا والمُـقَـلْ
عَـطّرتُمُ الـدنيا بفـوحِ دمائـكـمْ
فتعـطـّرتْ منها المشاعـرُ والقُبَـلْ
صَححتُمُ التاريخَ حتى أصبحـتْ
بكُـمُ المحبـةُ بالعـدالـةِ تُخـتَـزلْ
روّاد كُـنـتمْ في العطاءِ فأعـلنـتْ
لكـمُ الحيـاةُ بأنـكـمْ، أبـداً، أُوَلْ
قـد صانت الشرفَ العـظيمَ دماؤكُمْ
وبها منارُ الحـقِّ والعـدل ِاشتعـلْ
وجهادكـُمْ قـد صارَ نهـجَ حيـاتـنا
ويظـلُّ ما بقيَ الـوجـودُ هـوَ المَثَـلْ
وبـكـمْ حـدودَ المستحـيـلِ نطـالُهـا
ونطـالُ ما اكتـنـزَ الإبـاءُ وما شمَلْ
لو لمْ يكنْ نهجُ المسيحِ هو الصراعُ
لكـانَ منســيـاً وأفـلسَ وانـهَـمَــلْ
لو لمْ يكـنْ إســلامُ أحـمـدَ نهضةً
لتـدمـَّرَ الإسلامُ قـهـراً واضمحـلْ
لـو لـمْ تَكُنْ قِـيَمَ الصـراع ِ خَيـارُنا
لطـغـى الخمولُ ونجمُ نهضتـنا أفَـلْ
لـولا ضحـايـانـا ومـوجُ فـدائـنـا
لإجـتاحـنا هـولُ الفـنا، وبنا نَـزَلْ
فاستبشـروا يا أيهـا الشـهـداء إنَّ
دمـاءكـم بطهـارها انتصـرَ الأمـلْ
فـلـقـد شقـقـتـم للسُـمُـوِّ طـريـقَـه
وجعـلتـمُ الدنيا تمـوجُ بها الشُعَـلْ