لا ينـالُ المجـدَ الاّ العُـظَـمــاءْ

} يوسف المسمار*

 

يـا الأُلـى كُـنْـتُـمْ مـثـالاً للإبــــاءْ

ما بكُـمْ صُرتُـمْ دلـيـلاً للغـبـاءْ؟!

يا أحبـائي اشـرحـوا لي ما الـذي

حَـلَّ فيكُـمْ فانـقـلبـتُـمْ غُشـماءْ؟!

أينَ صُرْتُمْ؟ كيف أصْبَحْتُم؟ وهـلْ

لمْ يَـزَلْ فيكُـمْ شعـاعٌ من ضياءْ؟!

ما بكُـمْ؟ ما عُـذرُكُـمْ؟ ما سرّكـُمْ؟

تَسْبَحونَ اليـومَ في بحـرِ العَـمَاءْ؟!

تَـشْـتَـرونَ الـعــارَ بـالـذُلِّ الـذي

شَـــوَّهَ الآمـالَ واغـتـالَ الـوفـاءْ

خابَ في اسْـتِجْهـالكُـمْ إنـقـاذُكـمْ

يَـومَ آثَـرتُـم خُـمـولَ التُـعَـساءْ

قدْ فشلـتُـمْ وانْـخَـذلـتُـمْ عـندما

سـادَ فيـكُـمْ واسـتـبـدَّ الانْـزواءْ

لـمْ تـظـلّـوا مـثـلمـا كُـنـتُـمْ ولـمْ

تَسْـتَـمِـرّوا أصـفـيـاءً أنـقـيـاءْ

قَـدْ عَـهِـدنـاكُـــمْ أبـــاةً دائـمـاً

ما الذي أحْنى رُؤوسَ الشُرَفاءْ؟!

هـلْ سمعـتُمْ أن شـعـباً ناهـضاً

يَرْتضي عَيْش السكارى البلهاءْ؟!

هَـلْ سـمعـتمْ أنّ بالجهـلِ ارتقتْ

أمّةٌ سـارتْ على دربِ الفـنـاءْ؟!

هَـلْ ظَـنَـنـتُـم أنَّ في تَـبْـويـقـكـمْ

يُصبحُ التضليلُ نَهْجاً للشفـاءْ؟!

كُـنْـتُـمُ الأبطالَ في قهـرِ الـردى

صُـرْتُـمُ الأزلام عـندَ اللُقَطـاءْ

كُـنْـتُـمُ التَجْديدَ في استعـزازكُمْ

فـلمـاذا كـلُّ هـذا الانحـنـاءْ؟!

قد نقضتُـمْ وانتهكـتُـمْ شـرعـةً

لوْ صَدَقتُمْ كانَ في الصدقِ الرجاءْ

لمْ يَـعـدْ ما يُـرْتَجى من فعلكُـمْ

إنْ بَقيتُـمْ في ارتخـاءٍ وانكفـاءْ

قيمةُ العُـقَّـالِ في نَشْـرِ الهُـدى

إنْ تغـابـوا لنْ يكونوا عُـقّـلاءْ

شـيمـةُ الأبطـالِ في إقـدامهـمْ

إنْ تراخوا ليسَ فيهمْ كبـرياءْ

يا الأُلى كنتُـمْ مناراً يُسْتَـضـاءْ

كيـفَ أصْبَحْتُـمْ دليلاً للغباءْ؟!

يا أعـزائي: الهُـدى في يقـظةٍ

إنْ تلاشتْ يَـصرعُ الوهمُ الجلاءْ

لـيـسَ للأحـــرارِ إلاَّ وقــفــة

تُوصِـلُ الأرضَ بآفـاقِ السمـاءْ

يـا أحبائي اسـتـفـيـقـوا فلـمـا

كلُّ هذا الوهمُ والوهمُ انطفاءْ؟!

قـيـمـةُ الانسـانِ في إبـداعـه

ودوامُ العــزّْ في فـعـلِ العـطـاءْ

فـتعـالـوا يا رفـاقي، وارتـقـوا

فـوقَ أفـكـارٍ وأوهـامٍ هَـــراءْ

وافهمـوا أن العُـلى في نهـضةٍ

هـيَ للإنـسـان نـهـجُ الارتـقـاءْ

هي فِـعـلٌ نـاهِـضٌ مهما جـرى

منتجٌ ابـداعُـهُ اجـتـازَ الفضـاءْ

ليسَ بالتَـبـويـق تُـبْـنى نهـضـةٌ

بلْ بترسيخ الهُـدى يعلـو البنـاءْ

لنْ يكونَ النصرُ من صُنعِ الألى

نكـروا العهـدَ وخانـوا الشهـداءْ

وتـبـاروا في السّـخـافـات الـتي

كُــلّـهــا حـقـدٌ وفـحـشٌ وبــلاءْ

قد فشلتمْ في اتخاذِ العقلِ شرعاً

ونَجَـحـتُـمْ في انحـدار التُـفَهـاءْ

أيـهــا الغـاوون مـاتـتْ فـيـكُــمُ

عـزةُ الأبطــالِ وانهــارَ الإبــاءْ

سـخـر التـاريـخُ مـن تـنظيـركـم

وغـدوتـمْ كـغــبــارٍ في الهــواء ْ

لـن يكـون العـزُّ مـن حـظّ الألـى

آثروا التخريف واختاروا الهَراءْ

إنـمـا الإنســانُ وعيٌّ فـاعــلٌ

إنْ تلاشى الوعيُّ قد سادَ الفناءْ

لـيـسَ بـالأقـوالِ يُـرقى للـعـلى

بـل بأفـعـالِ البـطـولاتِ العـلاءْ

حكـمـةُ الـدنـيـا نـداءٌ خـالــدٌ:

لا ينـالُ المجـدَ الاّ العُـظَـمــاءْ

*شاعر قومي مقيم في البرازيل