إنسانية
مشكلة أميركا أنها ضعيفة وإنسانية إزاء معاناة الشعوب، حينما يقع أيّ ظلم ضدّ أيّ شعب في العالم تراها تنتفض وتذرف الدمع وتلطم الخدود، ولا يهدأ لها بال ولا تنام الليل حتى ترفع الظلم عمن وقع عليه الظلم، وحينما تفعل ذلك تشعر بالراحة، ويهدأ بالها وتركن الى السكينة والإطمئنان.
البارحة أقسم «أورتيغا» اليمين الدستورية لحكم نيكاراغوا لفترة رابعة، فانتفضت أميركا تأييداً لشعب نيكاراغوا وبدأت بإنزال العقوبات على «أورتيغا» ونظامه ردعاً له عن الاستمرار في ممارسة ظلمه للشعب النيكاراغوي. هكذا هي أميركا وهكذا هم سياسيوها، لا يطيقون الظلم، ولا يستطيعون تحمّل العنت… والدليل على ذلك ما فعلوه لكلّ شعوب الأرض، منذ مواطني القارة الأميركية الأصليّين الذين أبادوهم عن بكرة أبيهم، مروراً بالسود الذين أحضروهم عنوةً من أفريقيا لاستعبادهم… ومن شدة عاطفة الرجل الأبيض وحنانه المفرط وعشقه للإنسانية كان إذا مرض أحد هؤلاء السود الذين سيصبحون عبيداً حينما تطأ أقدامهم الأراضي الأميركية يتمّ إلقاؤه الى سمك القرش في المحيطات التي تمخرها سفن التوحّش والإجرام في طريقها الى أرض الميعاد… فترتب على ذلك وخلال فترة العبودية واستيراد العبيد مقتل 35 مليون أسود…
مشكلة الرجل الأبيض إفراطه في حب الشعوب. مثال آخر على ذلك ما فعلوه في ڤييتنام من قتل 5 ملايين إنسان، ومن تدمير العراق، وتدمير أفغانستان وسورية وتشتيت شعبها، ولا تنسوا حب أميركا لشعب اليمن الذي نراه يومياً على شاشات التلفزة من تدمير للبنى التحتية وقتل للأطفال والشيوخ والنساء… أما حبهم العظيم والمتدفق عاطفة وحناناً فقد اختصّت به الشعب الفلسطيني… هذه هي أميركا، وهذه هي إنسانيتها، تتدفق حباً وحناناً، ومن الحب ما قتل…