عون يواصل التحضير للحوار… وقد يمدّد فترة المشاورات حردان: لدينا ملاحظات على الجدول والمهمّ أولويات المواطن كتل «التشاوري» و«الأرمن» و«لبنان القوي» ستلبّي
واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا أمس، لقاءاته التشاورية مع القيادات ورؤساء الكتل النيابية الهادفة إلى التحضير لانعقاد طاولة الحوار الوطني.
وفي هذا الإطار، التقى الرئيس عون رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيس الكتلة القومية الاجتماعية النائب أسعد حردان الذي قال بعد اللقاء:
«لبّينا دعوة فخامة الرئيس للتشاور في بعض المواضيع، ومنها ما يتعلق بموضوع المبادرة التي طرحها، أيّ الدعوة إلى طاولة الحوار وجدول أعمالها، ونحن نؤكد أننا دائماً من دعاة الحوار، وقد شدّدت على ذلك قبل شهر أمام القيادات الحزبية، حيث قلت إننا مع الحوار وطالبنا قيادات الدولة أن تدعو إليه وهذا أمر جيد. ونعتبر أنه حتى لو اجتمع فريق واحد، فالحوار يُضيف نضجاً وفاعلية، والحوار مطلوب وهو سيد المواقف في ظلّ مجتمع ممزّق».
أضاف «نحن نشكر فخامة الرئيس على الدعوة إلى الحوار، لكن نحن لدينا بعض الملاحظات تتعلق بجدول أعمال طاولة الحوار، وقد ناقشناها اليوم مع الرئيس عون. ونحن كطرف سياسي في البلد نرى أن أولويات الحوار هي ما يهمّ المواطن ويشعر به. فصرخة المواطن اليوم هي صرخة وجع نتيجة فقدان قدرته على توفير السلع الأساسية. وعلى الدولة بمختلف أركانها بدءاً من فخامة الرئيس، الدعوة إلى لقاءات حوارية أو حكومية أو مجلسية أو أياً تكن لمناقشة ما يهمّ المواطن».
وعدّد النائب حردان «المواضيع التي تهمّ المواطن اليوم، بدءاً من تأمين الدواء والمحروقات والغاز التي تشهد ارتفاعاً بالأسعار، إضافةً إلى جميع حاجاته التي أصبحت معروفة. فمع غلاء المحروقات ارتفعت أسعار كلّ السلع، من شفرة الحلاقة إلى السرفيس وغيرها… فكيف للبلد أن ينهض في في ظل انعدام تحقيق أولويات المواطن وحاجاته؟ لقد ناقشنا هذه المواضيع مع فخامة الرئيس وهو موافق على ما طرحناه وبأنها أولويات يجب أن يتناولها الحوار».
وتابع «لن نناقش الآن مسألة اللامركزية الإدارية واللامركزية الموسّعة والمالية، فنحن لا نعتبرها من الأولويات. المركزية الإدارية هي ضمن رزمة كاملة، منها تحقيق الإنماء المتوازن على مستوى كل البلد، كما نصّ الطائف. أفليس من الأجدى طرح فكرة المساواة بين المواطنين قبل طرح عنوان اللامركزية؟ وإننا نسأل أين اللجنة التي عليها درس إلغاء الطائفية؟ وأين هو قانون الانتخابات الذي يوحّد بين اللبنانيين؟ نحن كحزب قومي نريد لبنان دائرة واحدة، لكننا اليوم نقبل بدوائر خمس، ولكن الأساس هو قانون يوحّد اللبنانيين. هذا بالنسبة إلى اللامركزية الإدارية، أما إذا طبقنا اللامركزية المالية فحدّث ولا حرج، لأنه سيصبح عندئذ لدينا ليرة شيعية وليرة سنية وليرة درزية وواحدة مسيحية وأخرى علوية وأرمنية».
وعن الاختلاف في الرأي حول بنود طاولة الحوار، أشار النائب حردان إلى أنه «اتفقنا مع فخامة الرئيس أن يشمل جدول أعمال طاولة الحوار هذه المواضيع. وهذا حقّ من حقوقنا. لأننا كطرف سياسي في البلد لن نسير الآن بـ اللامركزية الإدارية قبل مناقشة الرزمة الكاملة التي أشرنا إليها».
وعن موضوع الاستراتيجية الدفاعية، لفت إلى أنّ «هذا البند كان مطروحاً منذ 10 و15 عاماً ولا يزال وأعتقد أنه من حق فخامة الرئيس طرح هذا الأمر. ومن الممكن ألاّ نرى نتيجة بشأنه الآن، إذ أنّ هناك بعض المواضيع من الممكن أن نناقشها اليوم وتشهد تعثّراً، إلاّ أننا قد نصل إلى نتيجة بشأنها لاحقاً. فهناك مواضيع إذا لم تنضج بشكل كاف تكون مناقشتها في بعض الأحيان من دون جدوى»، وقال «إنّ ما يهمّنا هو المواطن ومن ثم المواطن والمواطن».
وختم النائب حردان كاشفاً عن احتمال أنّ يُمدّد الرئيس عون فترة التشاور والتداول مع الأفرقاء بهدف إنضاج الأمور بشكل أكثر».
والتقى عون وفد «اللقاء التشاوري» الذي ضمّ النواب: عبد الرحيم مراد، فيصل كرامي، الوليد سكرية وعدنان طرابلسي.
وعقب اللقاء، قال كرامي «حين يدعو الرئيس عون إلى الحوار سنتّخذ الموقف المناسب بشأن المشاركة فيه من عدمها»، مضيفاً «كلقاء تشاوري لا يمكن إلاّ أن نكون مع الحوار خصوصاً في الظروف التي تمرّ بها البلاد». ورأى أن «لبنان هو بلد التسويات ومبني على الحوار ونحن نشجّع هذه الفكرة».
وعلّق كرامي على قرار بعض الجهات بمقاطعة الحوار، قائلاً «الحوار سيكون ناقصاً عندما لا يحضره أي من الفرقاء»، معتبراً أن «الرئيس نجيب ميقاتي قرّر الحضور في الحوار ولذلك الميثاقية مؤمّنة فيه».
بدوره، قال رئيس كتلة «نواب الأرمن» النائب آغوب بقرادونيان عقب لقائه رئيس الجمهورية «في حال تلقينا الدعوة للحوار سنلبّيها، فالحوار هو السبيل لإنقاذ ما تبقّى في البلد». وأضاف «في غياب مجلس الوزراء لا بدّ من الجلوس على طاولة الحوار لتفادي ما لا نريد حصوله»، معتبراً أن «الحوار سيُنقذ لبنان من الاقتتال».
من جهته، أكّد رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل من قصر بعبدا، أن التكتل «من مدرسة الحوار طريق الخلاص». ورأى أن «من يرفضون الحوار يرفضون الحلول للمواضيع الثلاثة المطروحة على جدول أعماله على رغم أهميتها وذلك لأسباب سياسية وانتخابية صغيرة».
وقال «نحن واقعون تحت نظام مالي واقتصادي يسرق من اللبنانيين أموالهم، وقد حان الوقت لوقف هذه السرقة بخطة معاكسة تُغيّر النظام القائم»، مضيفاً «لا يمكننا أن نعيد الأموال للناس باعتمادنا السياسة الاقتصادية نفسها».
وتابع «الحوار يجب أن يحصل ومن يغيب عنه يجب أن يتحمّل المسؤولية والحديث عن فريقين فقط في البلد غير دقيق»، لافتاً إلى أنه «بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فالمواضيع الثلاثة المطروحة لن تُحلّ إلاّ بالحوار مع فارق واحد هو خسارة الوقت».
وأردف باسيل «لا نمون على حزب الله ولو كنّا نمون عليه لكان عاد إلى مجلس الوزراء والجميع يتحمّل المسؤولية بمن فيهم رئيس الحكومة بعدم الدعوة للحوار»، مكرّرا «أننا لسنا طرفين فقط في البلد وهناك أكثر من أكثرية وأكثر من أقلية».
وقال «الكذب هو عندما يقول أحد إنه عندما يربح الانتخابات سيخفّض الدولار وهذا غشّ للناس و»ما حدا رح ياخد الأكترية»، مضيفاً «هل يقول لنا إنه يتحكم بسعر الصرف؟! في لبنان لا أحد يستطيع أن يقوم بأي أمر وحده».
واعتبر أن «الحوار يجب أن يبدأ لتنفيس الاحتقان، ومن قال إنه لا يجب أن يستمر بعد الانتخابات؟».