صباحات
} 31-12-2021
صباح القدس لعام سيف القدس ونفق الحرية، هناك حيث تصنع الموازين الحقيقية، ففلسطين تبقى محور الصراع وتبقى القضية، ولمن تاهت عليه البوصلة، ويريد للسنة محصلة، لا بد من لفت الانتباه، أننا نضغط عليهم وفق جدول أعمالنا، ويضغطون علينا حيث يزيدون أثقالنا، فالصراع بين الشرق والغرب، أكثر من ساحة حرب، قضيتهم أمن «إسرائيل» ونحن تهديده الأول، ونحقق التقدم الذي يجعل زوال الكيان أقرب، فيضغطون على معيشة الناس ليشهروا بوجهنا المخلب، ومعادلتنا لا استقرار ما دام هناك احتلال، ومعادلتهم لن ندعكم تهنأوا بالعيش ما دمتم مقاومة، وما دمنا نزيد قدرة الردع ونستعدّ للقتال، سيزيدون الحصار لوضع السلاح على طاولة المساومة، ولهذا لا مبرّر للسؤال، عن سر الأزمات المعيشية في ساحات المقاومين، لأن الجواب كما يُقال، القضية كلها فلسطين، فليس معيباً ان تكون ساحات الانشغال بها عرضة للحصار، وساحات بيعها تغرق بالدولار، فذلك لا يعني نجاحاً اقتصادياً للمطبعين، ولا فشلاً لمن بالمقاومة يستعين، والمعادلة باختصار، عام جديد من أعوام الضغوط، يعني أننا لعام جديد صمدنا بوجه دفتر الشروط، ويعني أن عاما جديدا مضى و»إسرائيل» اوهن من بيت العنكبوت، وعام لم تنفع فيه موجة التطبيع، فأمن «إسرائيل» لا يزال بأيدينا، والضغط بقوة يشتدّ على الحنجرة، وأنهم يبحثون عن داء للهزيمة يعدينا، فيكتشفون ان ما أعدوه ليس الا مسخرة، وعندما يريدون الرد على الطعن والدهس، بجعل يومنا أسوأ من الأمس، يظنون أن للكرامة ثمناً وسعرها عندهم بخس، وعندنا تعادل أرواحنا وعنوانها القدس، فتلك هي معادلة العام الذي يشتمه الكثيرون، عام تكرّست فيه معادلة أننا نتألم لكنهم يتألمون، ومعادلة ان الفرز يتسع ويحسم الوضوح، كخروج القيح من الجروح، فليخرج من بيننا المساومون، فتلك تعني ان الزمن الرمادي انتهى، وان لا مبرر لدعوات الوحدة ولا من يحزنون، بل ليبلغ الفرز المنتهى، فمن يريد الانضمام الى صف الكيان تحت شعار لا نستطيع، أو تحت شعار السعر مناسب كي نبيع، أو تحت مسمّى الإبراهيمية والتطبيع، يريح صدورنا ويسهل أمورنا، فمن يتوهم بفرص حلول اقتصادية كاملة، في زمن المواجهة، يتجاهل ان الحرب الشاملة، ستضع الاقتصاد في الواجهة، ومثال فنزويلا خير دليل، عندما ترفض الشعوب عيش الرفاه الذليل، فيكون الحل باقتصاد الصمود، وتحمل حرب الوجود، والإيمان بالصبر، وصفة للنصر، حيث لا حلول وسط، مع كيان قائم على الغلط، فهو غلطة في التاريخ والجغرافيا، وغلطة في القانون، وهل أفضل من زمن حرب آسيا، ليستعدّ المقاومون، ويجعلون حربهم في الطليعة، ولا يبحثون عن الحلول السريعة، وهذا يعني تحمل الأوجاع، حتى تتغيّر الأوضاع، وكلما تراجع الأميركيّ في المنطقة، خفت سطوته المطلقة، وتراجعت الحماية عن الاحتلال، وتصاعدت فرص المقاومة في الداخل، تساندها كل المقاومات، ويتقاسم الجميع فواتير المشاكل، ويتقاسمون التضحيات، فالوقت يعمل لصالح المعادلة الجديدة، التي تكرّست في اليمن، وللنصر معادلة وحيدة، من يملك القدرة على اللعب مع الزمن، فزمانهم راحل لكن يصعب عليه الخروج من الباب، وزماننا واصل وقد توافرت له الأسباب، وعام آخر من النضال النقي، يعمق المأزق الوجودي، سيجبرهم على الخروج الأفقي، كلما تردّدوا في الخروج العمودي، وكل عام وانتم صامدون، وشعارنا يا قدس إننا قادمون، وكما تقول المراسم، كلنا قاسم.
} 4-1-2022
صباح القدس لقاسم سليماني، ودمه القاني، وكفه المقطوع، يحفر نفقاً في جلبوع، والسلام على وداعه في عرس، يبشر بقرب تحرير القدس، وقد شق إليها النفق، وحفر أكثر من خندق، وأسس أكثر من فيلق، من دمشق تعمشق، والقدمان ثابتتان من إيران الى لبنان، وبريق العينين، ما بين النهرين، والقلب حيث العرس، دائماً في القدس، والروح تنشد العزة، مكانها غزة، والرأس مرفوع الى السماء، فخور بما أنجزت صنعاء، هو المحور بذاته، يقيس بنبض الناس خطواته، كتب صفحة مجيدة في التاريخ، ووحّد مسار الجغرافيا في الإقليم، صاحب مدرسة صناعة الصواريخ، وتحويل المقاومة اكاديميّة للتعليم، في مواجهة النفاق، أسس مدرسة الأخلاق، وجمع الحب مع الحرب، حب المقاومة والمقاومين، ومحاكاة الشهداء بلغة العاشقين، وأستاذ التواضع دون ضعة، وعدو التكبر مع رفعة، فهو صاحب المهابة، ولذا كان العدو يهابه، وهو أبو الفقراء والمساكين، بسيط العيش كالأئمة والقديسين، قدّم المثال والقدوة، فكيف تكون النخوة، تشهد جبال كردستان وسهل الموصل، وجدار بغداد، في الحرب على الأوغاد، وتعرفه دير الزور وحلب، برياح الغضب، ويشهد سيف القدس بعد الرحيل، على نهجه الأصيل، فهو باقٍ ما بقي الظلم والعدوان، روحاً عاصفة في أجساد المقاومين، ترسخ البنيان، بحزم لا يلين، مع اقتراب لحظة المنازلة، في اللحظة الفاصلة، قدّم دمه ليكون عذر الانتقام الكبير، في دق النفير، فتصرخ الأمة في وجه كل ظالم، كلنا قاسم، وينهض السيد بالقيادة، يردّ لبلادنا السيادة، ويقول لكل متلوّن يبحث عن مبرّر أو ذريعة، مرة بلغة المصالح والخوف من القطيعة، أن المقاومة ليست ضيفاً على بلادها، وبئس أمة تكرّم أوغادها، وأمة تعامل أبطالها بالسوء، لا بد لأحوالها أن تسوء، ولكل من يساوي المقاومة بأعدائها، ولا يخجل من بركة دماء شهدائها. فهي من حرر ومن حمى، ومن صان العرض والحمى، لا يقبل بوجهها النفاق، والتنازل عن الأخلاق، بداعي لغة المصالح، يبيع على ظهرها أو يصالح، ولا يعترف بالجميل، ويقبل اتهامها بالإرهاب، لا مبرر أن يطيل، ولا ان يسمع العتاب، فالمقاومة لا ينقصها الغطاء، ولا تبحث عن حماية، ولتسمع الحكومة ورئيسها، والأحزاب والتيارات، الأمة التي تبدل غاليها برخيصها، لا تعرف الانتصارات، فلا داعي للرياء، ولا للرواية، ولا للبكاء، والغواية. فالمقاومة من يغطي ويحمي الآخرين، ومن يحفظ الحقوق من الضياع، الأرض والنفط وعودة اللاجئين، حقوق لا تُشترى ولا تباع، ومعادلة السلاح يحمي السلاح، وحدها منعت الحقوق أن تستباح، أما لغة التسول على أبواب العواصم، فلم تحرر أرضا ولم ترفع يد الظالم، منذ احتلال الجنوب قبل أربعين من الأعوام، وقوة لبنان في ضعفه نشيد النظام، ولبنان من رواد السلام، فماذا جنينا غير الذل والهوان، وتغوّل العدوان، أما في زمن المقاومة الحاضر والمستقبل، وليس الماضي فقط، تحرير وأمن لا يتبدل، وكل ما عداها سقط، فاشهدوا مَن هو العدو ومَن هو الصديق، قبل بدء الحوار حول الاستراتيجية الوطنية، وتعالوا للغرف المغلقة، دون استعراضات علنيّة.
} 5-1-2022
صباح القدس لأبي هواش، ينتصر على الأوغاد والأوباش، بمعدته الفارغة، يكتب حقيقته الدامغة، كبطل من أبطال الحرية، ورمزا من رموز القضية، ويستنهض الشارع، ويستنفر المواقع، ويجيب على المسائل، ويحرك الفصائل، فتتأكد المعادلة، بأن “إسرائيل” زائلة، فليس أمامها سوى الخضوع، لمعادلة سجن جلبوع، فالقوة هي الإرادة، وما عليكم الا السكوت، ولا بد من الإعادة، انكم أوهن من بيت العنكبوت، وأن اللعب على حافة الهاوية، والمراهنة على موت الأسير، أبقاكم في الزاوية، رغم موت الضمير، فلعب معكم هشام، ومضى حتى الموت بالصيام، ووضعت المقاومة سلاحها على الطاولة، اذا مسّه سوء، فسقطت المحاولة، وكيانكم تحت ضعفه ينوء، وجاءت قيمة المواجهة مضاعفة، فأسقطت وهم العاصفة، التي هددت بها حكومة الكيان، بقدرتها على الحرب على ايران، وتغيير المعادلة في لبنان، وتظهير التصعيد في اللاذقية، وبعض المواقع العراقية، للإيحاء بأن شيئا كبيرا تغير، لتعطيل الصواريخ والطيران المسير، فجاءت الحصيلة التي فرضتها معركة هشام، لتقول إن ما يجري من صوت مرتفع، لا يخفي حقيقة الكيان المرتدع، وادراك حكومة الإحتلال، بأنها غير جاهزة للقتال، وبالاستطراد للموازين، أنّها في معادلات المنطقة، بالوقائع الموثقة، مجرد مالك حزين، يملك منقاراً حاداً محدّب، لكنه منعزل غير محبّب، وطول أقدامه، يعطل إقدامه، لا يحسب له حساب في الحروب، ولا يتقن إلا فن الهروب، وعاد بينيت خالي الوفاض، خائب الرهان، لا شفي الكيان من الأمراض، ولا حلم تحقق في مفاوضات ايران، فمعادلة سليماني لا تزال قائمة، مهما فعلتم لن تقوم لكم قائمة، وزمن التنمر قد تحول، وعدتم الى المربع الأول، ومأزق الوجود، كما تقول حكاية نمرود.
} 6-1-2022
صباح القدس للمقاومة في العراق، تضع النقاط على الحروف، فتفضح خطاب النفاق، القائم على نظرية مراعاة الظروف، يبرر باسم مزاعم الخصوصيّة، وظيفة الاحتلال اللصوصيّة، ويصوّر التفاهم مع الاحتلال، وإبقائه تحت الظلال، تحت عنوان المصلحة، والتحالفات المربحة، وقد سئم العراقيون اللفّ والدوران، الذي لم يجلب الا الخيبة والخذلان، وصار باسم الحياد، والأخوة العربية، يغيّر وجه البلاد، بشعار لا شرقية ولا غربية، والمقصود معلوم، نشر الأوهام، بزعم تبديد الهموم، يستخدم الإعلام، فينشر التبعية، ويشوه القضية، وقضية العراق منذ عقدين، مستحقة كالدين، عنوانها الاحتلال، ومن معه في الإقليم، لا تقبل الاحتيال، ولا يقبل فيها التسليم، حيث لا مكان للمناورة، ولا التزييف والمداورة، فالعراق الذي ينهي الاحتلال، والذي يصادق إيران، هو العراق الذي يردّ على الاغتيال، ويقاوم الكيان، فيحفظ الوحدة بوجه مشاريع التقسيم، ويواجه خطر التطبيع، فالتنازل سيتبعه التعميم، بالتنازل للمشاريع، واحد ينادي الآخر، تبدأ بمساومة الاحتلال وتنتهي بالتطبيع، وتعبر بالتقسيم، فلا مجال لمن يشتري ويبيع، أن يدّعي الخط السليم، فلا يحاضر بالعفة، صاحب الطرق الملتفة، ولا يتهم بالتسليم، صاحب الخط المستقيم، فمعادلة الاحتلال هي المقاومة، حتى الرحيل، قضية لا تقبل المساومة، ولا التأجيل، وما كان صحيحاً قبل سنوات، يبقى صحيحاً حتى الممات، وبعد رحيل الاحتلال، دون مواربة، تتصحّح المقاربة، وعندها يكون العراق مستقلاً، وينكشف من كان بالاحتلال مستظلاً، وتنهض القوى النظيفة، بمهمة بناء الدولة، بعيداً عن التبريرات السخيفة، لتعاقد متوازن من جولة الى جولة، فالتعاقد مشروط بحرية الإرادة، ولا توازن إرادات بين الجلاد والضحيّة، ولا حاجة للإعادة، عن القطبة المخفيّة، فالتعاقد يقوم بين الاحتلال ورجاله، لتبادل المصالح، كل مستفيد في مجاله، في التسامح والتمالح، واحد يعطي صك الشرعيّة للمحتل، ويبقى في السلطة، هي معادلة الدجل، في أصلها مختلة، حتى الانتخابات لا تستقيم لها نزاهة، في ظل قوات أجنبيّة، فالقضية ليست بالوجاهة، بل بالهويّة الوطنيّة، وهذه مهمة المقاومة بلا حاجة للشرح والتفسير، أن تجعل الأيام المقبلة لتقرير المصير، وأن تحسم الأمر في الميدان، دون الوقوع في السجالات العقيمة، فلا قيمة للبيان، وقوات الاحتلال مقيمة، وعندما يخرج المحتل، يكون للحوار مكان، وللانتخابات معنى، وتصير مكافحة الفساد في المقام الأول، وحفظ وحدة الكيان، ويحفظ المبنى، وكل كلام مخالف، يكشف الخفايا، ويفضح من يحالف، الاحتلال في الزوايا، ويتحدث عن توازن العلاقات، وتعدّد الصداقات، والمقصود واحد، تحويل صفة الاحتلال الى تواجد، وشرعنة الاحتلال باتفاق، يعرف اصحابه انه نفاق، وانه خروج المحتل من الباب، وادخاله من الشباك، وتحت عنوان مكافحة الارهاب، يعمم الإرباك، والكل يعلم من جلب داعش للعراق، ومن أرسل الانتحاريين الى بغداد، فلا بد من الافتراق، بين مَن يقاوم ومَن يساوم على استقلال البلاد، ولولا المقاومة لما تمّ طرد الدواعش، والحقيقة القائمة لا تحتاج مَن يناقش، فلولا الحشد وتضحياته، والمهندس وقواته، وسليماني والنخوة، وانهاء داعش بالقوة، لكان العراق تحت الاحتلالين، الاميركي ونظيره الارهاب، ومن يكيل بمكيالين، ويمارس الألعاب، يريد للعراق التقسيم والتطبيع، وللشعب أن يطيع، لتعميم سياسة القطيع، وهنا عظمة المقاومة، أنها تكسر الحصار، وتفتح النار، وتقول للمحتل، ليس أمامك الا ان ترحل، ومن يعترض، أو يفترض، فليرفع إصبعه، ليكشف من معه، وتصير اللعبة مكشوفة، بين ابناء البلد الأحرار، ومن يلعب بالبلاد القمار.
} 8-1-2022
صباح القدس للفكرة التي يختزنها السلاح، والفكرة هي ردع العدوان، فالتحرير هو بعض الكفاح، والأصل هو ان يكون للردع ميزان، وعندما نقول بأن السلاح يتحدى، فالذي يتحداكم هو الفكرة، فالسلاح بوجه العدو هو الأجدى، ولا يراكم في كومة القش إبرة، لكنه يجادلكم ما دمتم تقولون إنه المشكلة، وبعضكم يتبرّع للعدو بخطاب التحريض، وليس مهماً كم من شعار للتعريض، وكم من عذر ومسألة، فالذي يقول إنه احتلال جديد، والذي يقول انه يراه مشكلة لكنه يرفض الفتنة، كل منهما يرسل بالبريد، مواقف مستترة ومعلنة، وحتى من يدعو لحل الأمر بالحوار، في الضفة ذاتها ولو تلوّن واستدار، فكلهم يرون ما يراه اعداء السلاح، ولو تفاوتوا بين من تردد ومن استباح، ولهم جميعاً تطرح الأسئلة العميقة، ويتحداهم السلاح أن يعترضوا طريقه، ويقول لهم لا تخشوا علي فلا حاجة لي بغطاء، فثمة أغلبية كافية من الشرفاء، وعند العدوان، ثمة ما يكفي من الدم والعنفوان، لكن أيها السادة تعالوا نناقش أحوال البلاد، ألا تتوسلون لأصحاب المال بداعي الحاجة وترضون بالاستعباد، وتتسولون وتتوسلون وليس لديكم ضمانة، لكنكم مستعدّون للمساومة على السلاح حد الخيانة، فتعالوا نتكاشف إن كان النفط والغاز مصدراً للمال، وأين كان سيكون به المآل، لولا أن هناك خوفاً وذكراً في الكيان، من أن عدم الوصول لحل تفاوضي مع لبنان، سيعرّض منصاتهم وثرواتهم للتبديد، ولذلك يأتي الأميركي ليفاوض، فلم لم نسمع منكم من يعارض، كل دعوة لإضعاف القوة، ولم نرَ من يقول لا تردموا هذه الهوة، فالسلاح اليوم ضرورة لنستعيد أموالنا المنهوبة، في البحر غازنا ونفطنا في سلة مثقوبة، ولن يقيموا لنا حساباً، او يفتحوا لنا باباً، لولا هذه المقاومة، وسعيهم معها للمساومة، ثم يا سادة السيادة، ودعاة رفض التوطين، هل لديكم في العيادة، وصفة لعودة اللاجئين، وأنتم تعلمون، ما فعله المطبّعون، بأن سقطت كل مبادرات السلام، التي تضمن حق العودة، وصارت كلاماً بكلام، في أي مسودة، وأن العقبة الوحيدة، التي تمنع الصيغة الجديدة، وحوهرها التخلص من عودة اللاجئين، هي هذا السلاح الحاضر، في كل المحاضر، فمن يضعف هذا الحضور، لا يفعل سوى تسريع الأمور، بإتجاه التوطين، فكيف نفهم اقوالكم، أو نفسر افعالكم، سواء دعوتم لربط النزاع، او للمواجهة، او لقلب الأوضاع، ووضع السلاح في الواجهة، إلا أنكم فاقدون للوطنية، وخائنون للقضية، منافقون ومتلاعبون، بلا مبادئ، المتأخر فيكم كالبادئ.
} 10-1-2022
صباح القدس للممسكين بآلة الزمن، ويدركون ذكاء التوقيت، الذين يعرفون قيمة الوطن، وان الحرب لا تخاض بالتتويت، وان القضية بالإرادة والعزم، والقدرة على الحسم، فيتخذون القرار بملاعبة العدو على حافة الهاوية، ويرونه كيف ترى الأمور ومن أية زاوية، فتعالوا ننظر لمسار التفاوض الروسيّ مع الأميركي في جنيف وما سبقه، وكيف حاول الأميركي توظيف أوراق من كل طبقة، فحرّك ملف أوكرانيا ولما أحبط استحضر كازاخستان، فظهر له بوتين حاضراً بسرعة في الميدان، وكلمة سرعة هنا هي القضية، فهي التي تحدّد الهوية، فهوية لمن اليد العليا تقرّرت بضوء السؤال، من ظهر أنه الجاهز للقتال، فلم تكد واشنطن تصدر بيانها الأول حول كازاخستان، حتى كان آلاف الجنود الروس يسيطرون على المكان، ومثلها حكاية الأسير أبو هواش ورهان الاحتلال، على حشر المقاومة في الزاوية وخلط الأضواء بالظلال، فجاء دور الإرادة وقرر البطل إعلان موته، لتصبح المبادرة بيد صوته، وصار صوته على مدى الكون، يفصل الظل عن اللون، ووضع الكيان امام ساعة الحقيقة، التراجع او مواجهة الصواريخ الدقيقة، وهنا كان التمهل هو ذكاء لعبة الوقت، كما كان بديل التكلم هو الصمت، فجاءت النتائج الثابتة، لتكشف حال الكيان الباهتة، فاضطر للتراجع، والمقاومة تحقق نصرها بالتواضع، وفي حالة ثالثة مشهد المفاوضات حول النووي الإيراني، وكلام كثير عن الأبعاد والمعاني، لكن يبقى جوهر الموضوع، في أن الأميركي يمضغ أسبوعاً وراء اسبوع، وهو يتلوى على نار الجمر، لأنه يعرف حقيقة الأمر، فكلما مر الوقت ساءت حالته التفاوضية، وتزلزلت تحت وفده الأرضية، فإيران تمضي قدماً بالتخصيب المرتفع، وهذه مكتسبات ليس منها مرتجع، والتفاوض يسجل كلاماً بكلام، بينما التخصيب يمضي قدماً الى الأمام، فلعبة الوقت واضحة التأثير، وحدها تحدّد وجهة التغيير، فسيد التفاوض من يستطيع أن يمسك بالزمن لصالحه، ويكون مرتاحاً لتحقيق مصالحه، ويخسر المفاوضات مَن يتقلب على جمر الوقت الضائع، ويحرّك عليه المواجع، ولعبة الوقت هنا ليست بالخدعة، بل بإرادة بناء الرفعة، فشرط إيران للتفاوض هذه المرة، أنها لن توقف مسار المكتسبات، لأنها ردّ على العقوبات، فما لم ترفع العقوبات بالكامل، سيبقى مسار التخصيب في المعامل، ولكل مَن يريد، أن يعرف قواعد العالم الجديد، هذا عنصر الوقت يجيب، ليعلم البعيد والقريب، فالسياسة كما الحرب في ذكاء التوقيت، واكتشاف متى الوقت يصبح العامل المميت.
} 11-1-2022
صباح القدس لعالم جديد قيد الولادة، والسياسة تصنع كما تصنع السجادة، ففيها الدقة والإتقان، وتمايز وانسجام الألوان، وفيها القطب المخفيّة، لكن بما لا يضيع القضية، وفيها تعب المثابرة، وتباين الأشكال للمناورة، ومَن ينظر نحو آسيا الجديدة، سيكتشف معادلات فريدة، فقد تجاوز البناء مراحل التمكين، من روسيا الى إيران والصين، بينما اصيب الأميركي بالإحباط وصولاً للانسحاب، رغم التحالف مع الإرهاب، فهو يغادر أفغانستان، بينما يدخل الروس الى كازاخستان، وهو يعترف بالهزيمة في سورية، وبالفشل أمام كوريا، ويبحث عن مخرج في العراق، رغم المناورة والنفاق، ويعجز في لبنان وفلسطين عن إحداث اختراق، حيث المقاومة تمسك بقوة الردع، وتعرف كيف تتعامل مع كل وضع، ولا يكاد الأميركي يستشعر تقدماً في ساحة، حتى تضيق عليه المساحة، كحال أوكرانيا وتايوان، حيث الردع هو العنوان، وفي الخليج مأزق اليمن يكفي، و”إسرائيل” مأزومة ولا تخفي، وعلى مساحة آسيا تتمدد شبكات جديدة، شبكة الصواريخ الروسيّة وراداراتها، وشبكة الحزام الصينية وطرقاتها، وشبكة حلفاء إيران ومقاوماتها، وشبكات جديدة للأنابيب، بحيث تكاد لا تغيب، ففي كل بلد شبكة على الأقل، أو تقدم في العمل والأمل، ويكفي مثال اليمن وغزة، لنكتشف كيف يصنع النصر بالعزة، وكيف تقارن المقدرات بحاصل الإرادات، حيث تتهاوى قوة أكبر حليفين للأميركي وهي تقاتل، أمام قوتين محاصرتين بشكل كامل، وعلى أطراف آسيا يجد الأميركي انه مجبر على المفاوضات، مسار مع روسيا متعدد الملفات والألوان، ومسار مع الصين للتجارة وتايوان، ومسار معقد مع إيران، ويرتضي ان لا يكون حلفاؤه شركاء في التفاوض، رغم الصراخ والصوت المعارض، فلا تايوان ولا اوكرانيا ولا السعودية ولا “إسرائيل”، لها في التفاوض غير القال والقيل، بينما لا يقبل الإيرانيون تفاوضاً حول اليمن، ويصرون على انهم مجرد وسيط، ومن أراد ملاقاة الزمن، فالحل بسيط، أنصار الله هم الحل والربط، ومعهم التفاوض لا يتم تحت الضغط،، ويرتضي تحييد الملفات الحساسة، تحت شعار مقتضيات السياسة، وها هو يقبل بتحييد ملف الصواريخ، بعدما كان يعتبره محور الجغرافيا والتاريخ. وهذه معادلات آسيا الحاكمة، التي ترسم صورتها الحاسمة، حيث تستعد القارة الأعظم، والأضخم، لترسم طريق الحرية، والتعددية، ومنها يولد العالم الجديد، ويولد للشعوب نصر أكيد.
} 12-1-2022
صباح القدس عندما يكشف البصل سر القضية، ويعلن برائحته عن وجود القطبة المخفية، فإذا اراد جعجع أن يكحلها فعماها، فقد كشف الخطة التي حاولوا بالقبة إخفاء سماها، وكما قالوا له اربح الانتخابات وندعمك بتخفيض سعر الدولار، قال للناس انتخبونا ولدينا التزام بفك الحصار، وبما أن الأمر لا يحتاج الى تحليل، ولا الى البحث عن دليل، فيكفي أخذ الفكرة كما قالها دون تأويل، ان انتخاب القوات سيجلب الثقة، ويعيد الدولارات متدفقة، فليقل لنا مصدر الدولارات المتوقفة، وقد قال إن التوقف بسبب وجود المقاومة، وأصحاب القرار خلفه يريدون المساومة، وقد قالوا الكلام علناً للجميع، نشتري منكم الكرامة فمن يبيع، وكما قالت شيا باستثناء استجرار الكهرباء والغاز من قانون قيصر، رداً على سفن كسر الحصار، أن أميركا مَن يغلق المعبر، ومَن يفتح هو من يغلق ومعلوم سبب الإغلاق ولأي اعتبار، لكن ما لم يقله جعجع وهو الحقيقة، إن الأغلبية كانت مع حلفه قبل سنوات قليلة، وإن التتمة تقوله ألسنة الدول التي يسميها صديقة، وهي ان المطلوب بعدها حكومة ذليلة، تقرر خوض المواجهة مع السلاح على طريقة قرارات حكومة السنيورة، يوم قررت تفكيك شبكات الاتصال، فتأخذ البلد نحو المواجهة بالضرورة، وتستدرج اللبنانيين الى ساحات القتال، ويتفرج الإسرائيلي علينا أو يشارك، وقد يجدها فرصته لخوض الممنوع من المعارك، وما لم يقله جعجع لأنه التتمة المستورة، هو أن المطلوب لبنان الضعيف منزوع السلاح، كي يُسرق النفط والغاز ويستباح، فهل من عاقل يُخفى عليه، أن ما يجبر “إسرائيل” على التفاوض، ويلزم الأميركي بالسعي للوساطة، هو وجود الصواريخ الدقيقة، فلمَ يغمض المرء عينيه، ويخترع الف عنوان ليعارض، والأمر ببساطة، اخفاء للحقيقة، أن المشروع، هو أصل الموضوع، صفقة القرن وما فيها، من تطبيع وتوطين، ونهاية السياق تأتيها، تضييع لبنان بعد تضييع فلسطين، ولمن يريد أن يبيع، هذه هي الصفقة، بلا حجج ملفقة، فلا تناوروا، ولا تداوروا، عندما تكون يد “إسرائيل” هي العليا، لا نفط ولا غاز، ولو اقمتم الدنيا، ليس في الأمر ألغاز، وعندها لا عودة للاجئين، ولا مصارف ولا مرافئ للبنان، فلو نسيتم فلسطين، وصالحتم الكيان، القضية تبدأ بالتصويت ضد السلاح، وتنتهي بالاجتياح، والأمر لا يحتاج الى عبقرية، لمعرفة مسار البقية، فمن باع نفسه للشيطان، فليصوّت علناً للكيان، بلا لف ولا دوران، فليس في لبنان، من مكان، إلا لخيار، المقاومة أو الاستعمار، القوة أو الذل، التبعية أو وطن مستقل، واعلموا يا سادة، أن السلاح شرط السيادة.
} 13-1-2022
صباح القدس لسورية وشآمها، على الحرائق كانت بردها وسلامها، وللحروب سنينها وأيامها، وصباح القدس فيها للوجع، وللصوت والصدى إذا ارتجع، وقد ألقت الدنيا بكل ثقلها على اكتافها، لكنها وزعت الكرامة من أكنافها، فقد دارت ها هنا حرب صياغة العالم، وتوهم صناع الحروب ان تكون لها النهاية، بعدما حشدوا لها من حارب ومن سالم، وحددوا للحرب ساعة الصفر والبداية، واجتمعوا غربا وشرقا، ومن لبس ثوب الشقيق، ليحدثوا فرقا، بانقلاب الصديق، وهيأوا آلات العصر الحديث، ورواة السنة والحديث، فاجتمع الإعلام بلعبته العصرية المتقنة، مع الشعوذة وآلات القتل المتفننة، ومخابرات الدول وعمالقة الإعلام، والجيوش والأموال وعيون لا تنام، وصبّوا عليها ما قدر لحرب لمئة دولة ودولة، وخاضوا على أرضها ألف جولة وجولة، وصمد شعبها، وفاز بحربها، فكان الصمود، وحفظ للوطن الوجود، ورد الاعتبار لمفهوم الدولة الوطنية بوجه مشاريع الصهر والتذويب، وقال إن العالم قرية كونية لكن فليفهم البعيد والقريب، ان بلادنا لها هوية، وأن شعوبنا لها قضية، وانه لا يختلط عندنا الحقد بالحليب، ولا يصير زؤان الغريب من الزبيب، وأن اجتماع قائد وجيش وشعب، كفيل بالفوز بالحرب، ولو اجتمع الشرق والغرب، فجاءت النخوة من اخ لم تلده أمك، ومن رفيق المقاومة الذي اختلط دمه بدمك، وفي وقت ما بين الحروب، زادت الضغوط، ووضعت الشروط، فقالوا للسوريين نعترف بنصركم ولكن تنازلوا، وإلا جوّعناكم وقطعنا عنكم لقمة العيش، فلا غرو ان اجتمع الناس في صالوناتهم وتداولوا، وان خرج من الجوع بعض الطيش، ولا عتب على من قدم أغلى ما عنده في الحروب، ان تاهت عن عينه في لحظة الغضب الدروب، وإن عبر عن قهره، او اخرج ما في سره، وقد لبّى نداء الدفاع عن الوطن، عندما عصف اعصار المحن، فساعة الصبر طويلة، ويبقى الأصل في فهمنا للأعداء، أننا مطمئنون، بأننا نألم لكنهم يألمون، وأننا نعلم ولكنهم لا يعلمون، وأن مشروع حربهم قد انتهى الى فشل ذريع، وليس أمامهم إلا الانسحاب السريع، ولن يغطوا سموات الهزيمة بقبوات التطبيع، ولن يجدوا في سورية من يشتري ومن يبيع، وتبقى الحقيقة أنها كانت وما زالت حربا على العقول، وأن الشك طريق اليقين، وان مراجعة الأفكار الأصل في صناعة المعقول، وأن الحق المطلق سيبقى فلسطين، وان تطلعنا ابعد من مساحة القهر والجوع، ومن تفاصيل الموضوع، وما ترغب بسماعه الجموع، سنجد الأزمة الأكبر عند جبهة الأعداء، وقد تفككوا وضاعت عليهم الخطط، وهم يعيدون البحث عن هوياتهم وطبيعة الأشياء، وما اصابهم من شطط، وكيف تمزقت نظرياتهم عن الفلسفة، وعن نهاية التاريخ، والكتب المؤلفة، وكيف سقطت العولمة، في قبضة عصبياتهم المظلمة، وكيف خسروا حرب الصواريخ، وشعروا بضربات شعوبنا المؤلمة. وهم الآن عالقون، عاجزون عن التراجع وعاجزون عن التقدم، وفي لحظة الاستعصاء والضباب والغموض، يبحثون عن المفر ويكثرون العروض، فلا بأس إن نظرنا لتوازن الرعب ومثله توازن القلق، وتوزان الألم ومن كذب ومن صدق. وبالعربي الفصيح، واللسان الصريح، مهما دارت الأيام، وكثر الكلام، لا يصح الا الصحيح. والصحيح ان سورية صنعت عالماً قيد الولادة، وفي المخاض آلام ومصاعب، وأن العروبة المستعادة، لن تجد غير الشام كاتب، وأنه ولو طال طلوع الفجر بسبب الضباب، فلا بد من الصبر على الصعاب، وأن ساعة الصبح باتت قريبة، وفيه النصر لسورية الحبيبة.