«خميس الغضب»: تجمّعات محدّودة وقطع شامل للطرق ولا إشكالات طليس أثنى على الالتزام: مقرّرات لقطاع النقل البرّي الإثنين
لم يكن يوم الخميس يوم غضب حقيقي كما دعا الاتحاد العمّالي العام وقطاع النقل البرّي، فعلى الرغم من نجاح هذا اليوم إلاّ أن التجمعات كانت خجولة واقتصرت على قطع طرقات أُعيد فتحها قبل الموعد المحدّد عند الخامسة عصراً، علماً بأنّ المحتجين اشاروا إلى أن الغضب الحقيقي آتِ لا محالة إذا بقيت الأمور على حالها من الاستهتار بحقوق اللبنانيين.
وكان انطلق عند الخامسة صباح أمس، «خميس الغضب» الذي دعت إليه نقابات قطاع النقل البرّي، حيث عمد المحتجون إلى قطع كل الطرقات في المناطق اللبنانية.
وتجمّع عدد من السائقين العموميين منذ السادسة صباحاً عند مستديرة الدورة وعمدوا إلى إقفال المستديرة بالباصات والسيارات في كل الاتجاهات وسط انتشار للقوى الأمنية في المكان. كذلك قطع السائقون العموميون السير عند مستديرة المكلس. كما أقفلت المدارس والجامعات والمصارف أبوابها وشُلّت حركة السير.
الأسمر
وانضمّ رئيس الاتحاد العمّالي العامربشارة الأسمر، إلى المعتصمين في الدورة واعتبر أن «يوم الغضب نجح من خلال إعلان تضامن المناطق والقطاعات كلها والمشاركة في هذا اليوم، وعلى أرض الواقع شهدنا التزاماً تامّاً، هناك تهيّب عند الناس من واقع معيّن إنما ما نشهده على الأرض هو إقفال تام وتجاوب في المناطق اللبنانية كافة، والواقع هو واقع رفض لحالة مأسوية أصبحت غير محتملة».
وعن عدم المشاركة الكثيفة قال «لبنان بلد ديمقراطي ولكل إنسان الحرية في التعبير عن رأيه والناس تتفاعل بما تراه مناسباً، وما أراه على أرض الواقع هو تحرك ناجح على الأراضي اللبنانية كافة وأدعو إلى تفعيل هذا التحرك، فالشعب اللبناني فقد الثقة بكل المسؤولين، يبقى المسؤول النقابي فهو غير مسيّس ويعمل على دعم الشعب وهناك فرصة للتغيير في الانتخابات النيابية المقبلة فليشارك فيها الناس لإنتاج سلطة جديدة».
وتابع «أنا لا أملك عصاً سحريّة للتغيير، لقد سمّيت بالأمس بعض الأشياء بأسمائها ومنها التعاميم الصادرة عن حاكم مصرف لبنان التي تسلب الناس جزءاً من أموالها، لذلك السلطة تنتج من انتخابات، أمامنا فرصة كبيرة للتغيير فلنذهب إليها».
كما أكد نقيب موزعي المحروقات فادي أبو شقرا «أننا سنرى ما سيحصل الأسبوع المقبل وعلى الناس أن تتحرك» لافتاً إلى أن «المشكلة اليوم مع الدولة بسبب ارتفاع سعر الدولار والمسؤولون لم يتحركوا لضبط المنصّات».
وانتقد أبو شقرا «تضاؤل قيمة رواتب حتى كبار الموظفين في القطاع العام ولا سيما لدى مقارنتها برواتب العاملين الأجانب داخل المنازل»، وقال «المواطن اللبناني موجوع، لم يعد أحد يعيش، شباب لبنان أصبح في الخارج، فإلى أين؟».
قطع طرق
وقطع عدد من أصحاب السيارات العمومية الطريق عند ساحة الشهداء في وسط بيروت، فيما قطع عدد من أصحاب الباصات والفانات طريق بشارة الخوري. كذلك تم قطع الطريق المؤدي من برج المرّ إلى الحمرا بمستوعبات النفايات. كذلك قطع السائقون العموميون الطريق عند جسر الرينغ.
وقطع عدد من أصحاب السيارات العمومية والباصات رقم 4 الطريق عند مثلث كنيسة مارمخايل من خط صيدا القديمة حتى الطيونة وغاليري سمعان. وسيّرت عناصر الجيش اللبناني دوريات للحفاظ على الأمن.
أمّا الطرقات التي قُطعت ضمن نطاق الضاحية فكانت: الكفاءات، تحويطة الغدير، السفارة الكويتية، مفرق مخيم البرج. كما قطع المحتجون السير على جسر المطار باتجاه السفارة الكويتية، في حين قطع آخرون طريق الريجي الحدت بالإطارات المشتعلة، وسط إجراءات أمنية على الطرق. كما قُطع طريق صيدا القديمة في محلة الشويفات من قبل السائقين بالسيارات العمومية والفانات.
وقُطعت طريق طرابلس بيروت عند محلة أبو حلقة. و كان السائقون قد قطعوا الطريق في محلة الروكسي عند مدخل مرفأ طرابلس التي تصل مدينة الميناء بمنطقة التبانة وعكار. وفيما اتخذت وحدات من الجيش تدابير مواكبة لتحرك السائقين، شهدت مداخل الفيحاء تراجعاً في الحركة. وفي الكورة، قطع محتجون طريق دده – مشروع الحريري.
وقطع محتجون الطريق الرئيسية في الضنية التي تربطها بمدينة طرابلس عند مفترق بلدة كفرحبو بإطارات السيارات المشتعلة والحجارة والسيارات. وسبق ذلك التحرك إعلان جميع المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة في الضنية إغلاق أبوابها، في حين شهدت الطرق الداخلية في المنطقة حركة سير خفيفة.
وفي عكار، قطع سائقو الفانات وسيارات النقل العام طريق العبدة حلبا عند جسر نهر عرقة.
وفي البداوي، قُطعت طريق البداوي الدولي في الاتجاهين، وكذلك الطريق الدولي في بلدة ديرعمار والمنية وصولاً إلى مفترق بلدة المحمرة ومستديرة العبدة في عكار.
إلى ذلك، شكل «يوم الغضب» للسائقين العموميين في مدينة صيدا، مناسبة لسلسلة من التحركات المتنقلة بدأت فجراً عند مدخل المدينة الشمالي، حيث تجمّع سائقون على طريق أوتوستراد الكورنيش البحري عند محلة الأولي وركنوا سياراتهم وشاحناتهم وسط الطريق في الاتجاهين، وأقفلوها لبعض الوقت، تعبيراً عن رفضهم لتردّي الأوضاع المعيشية وغلاء المحروقات وتفلّت سعر صرف الدولار الذي حرمهم من تأمين قوت عيالهم والعيش بكرامة، حسب قولهم. وعمدوا إلى فتح خط واحد لعبور السيارات باتجاه صيدا فيما بقيت حركة السير عادية باتجاه بيروت.
ثم انتقل السائقون إلى ساحة النجمة في المدينة حيث أقفلوا اتجاهاتها بسياراتهم والعوائق الحديدية وتجمعوا في وسطها، كما حاول بعضهم إقفال ساحة تقاطع إيليا على أوتوستراد الجنوب إلاّ أن عناصر الجيش منعتهم من ذلك .
وفي النبطية، نفّذ أصحاب الفانات وقفة احتجاجية عند دوار كفررمان – النبطية تضامناً مع مطالب اتحادات النقل البرّي وبسبب الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، وعمدوا إلى إقفال مسرب النبطية – الزهراني ومنعوا السيارات من التحرك إلاّ باتجاه وسط النبطية وكفررمان .
كذلك، قطع السائقون العموميون طريق بعلبك – حمص الدولية عند دوار بلدة دورس لجهة مدخل مدينة بعلبك الجنوبي منذ الصباح الباكر بالفانات وإطارات السيارات بالاتجاهين، وشلّوا حركة النقل.
كما تضامن مع الدعوة إلى الإضراب عمال ومستخدمو مؤسسة مياه البقاع، فتوقفوا عن العمل والتزموا دعوة رئيس النقابة حسن جعفر إلى الإقفال التام .
ومنذ الصباح الباكر، قُطعت طرق الشوف وبخاصة على دوار بيت الدين- بعقلين، ودميت – الدامور .
وقطع محتجون، أوتوستراد شكا بالاتجاهين، الطريق البحرية شكا، تقاطع الروكسي باتجاه ساحة عبد الحميد كرامي طرابلس، تقاطع جامع الأمين بيروت، محلة صحراء الشويفات، اوتوستراد البالما بالاتجاهين، أوتوستراد البداوي بالاتجاه بالاتجاهين، ومستديرة العبدة. كما أُقفل اوتوستراد صربا المسلك الغربي، كذلك أُقفل المسلك الغربي لأوتوستراد ضبية عند نقطة يسوع الملك إلاّ أن الطريق البحرية بقيت سالكة، وتم إقفال أوتوستراد الضبية عند نقطة نهر الكلب بالاتجاهين.
وقُطع السير على اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين، إضافةً إلى قطع السير في محلة عرمون بشامون وعلى مثلث خلدة.
كما قطع السير عند مستديرة عاليه وفي محلة بحمدون وعند مفرق التويتي – ترشيش، إلى جانب قطع السير في ضهر البيدر بالاتجاهين وعلى اوتوستراد زحلة – الفرزل. وقطع السير على أوتوستراد الزهراني – صور .
طليس
وعقد رئيس اتحادات ونقابات النقل البرّي بسام طليس مؤتمراً صحافياً في مقرّ الاتحاد العمّالي العام بحضور رؤساء الاتحادات والنقابات في المناطق اللبنانية، شكر فيه الإعلاميين على مواكبتهم لهذا التحرك الذي قامت به اتحادات ونقابات قطاع النقل البرّي في لبنان .
وقال طليس «هذا الالتزام إن دلّ على شيء فهو يدل على امرين: أولاً، أن قطاع النقل البرّي موجوع ولعلّ هذا التحرك يخرجهم من الواقع المرير الذي يمرّون به نتيجة الضائقة الاقتصادية والمعيشية الصعبة. ثانياً: أكد هذا القطاع كما كل مرّة تماسكه ووحدته على كامل الأراضي اللبنانية خلاف ما يحكى عبر وسائل التواصل بأن هذا التحرك سياسي وتم وصفه بنعوت شتى «.
ودعا إلى اجتماع يُعقد الساعة العاشرة والنصف قبل ظهر يوم الاثنين المقبل لإعلان مقرّرات اتحادات ونقابات قطاع النقل البرّي في لبنان، موجهاً الشكر للقوى الأمنية التي واكبت التحرك أمس.