صيصان ومرتزقون في مواجهة المقاومة
} شوقي عواضة
حين كانت قبضات المقاومين تسطر تاريخ المجد للبنان والعرب في مارون الراس وبنت جبيل كان المستعربون من آل سعود وأدواتهم في لبنان يستجدون العدو «الإسرائيلي» لاستكمال معركة القضاء على المقاومة، وكانت حفلة تقديم الشاي لجنود الاحتلال في ثكنة مرجعيون يقودها وزير الداخلية آنذاك أحمد فتفت أحد أركان ما يسمّى بـ «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني» في لبنان، لم تمنع مؤامرة آل سعود انتصار المقاومة ولم تثنِ حفلة الشاي من عزيمة المقاومين الذين سجلوا انتصاراً تاريخياً على العدو «الإسرائيلي» الذي أقرّ بهزيمته على لسان كبار قادته أمام لجنة فينوغراد، كان عبيد آل سعود في لبنان يبكون على خيبتهم وهزيمتهم.
كان ذلك قبل ستة عشر عاماً في عدوان تموز 2006 حينها خرج النائب الأول لرئيس حكومة العدو خلال حرب تموز شيمون بيريز أمام لجنة فينوغراد معلناً الهزيمة قائلاً: إنّ نتائج الحرب كانت صعبة جدًاً على (إسرائيل)، إلى حدود أصبحت فيها (إسرائيل) الآن مكسر عصا، فهي ليست كسابق عهدها لا تخيف ولا تفاجئ وغير خلاقة، لقد فقدت قوة الردع بوجه العرب، ويضيف «نحن الآن في نظر العالم ضعفاء عمّا كنا عليه. والعالم وقف إلى جانبنا لأننا ضعفاء وليس لأننا محقون». ليتبعه في الإقرار بالهزيمة المدوية رئيس أركان جيش العدو خلال الحرب دان حالوتس الذي لخص فشل جيشه وهزيمته خلال الحرب لسببين… السبب الأول هو عجز جيشه عن توقيف عمليات إطلاق صواريخ الكاتيوشا رغم كثافة الغارات وشراسة المواجهات مع رجال المقاومة، والسبب الثاني هو استمرار الحرب لوقت طويل ما أدّى إلى فشل الجيش في أداء مهامه، موضحا أنه لا يمكن هزيمة العقيدة، وأنّ جيشه تحوّل إلى كيس ملاكمة بين يدي حزب الله بسبب الحرب.
هزيمة لم تزد مرتزقة آل سعود والسفارة الأميركية في لبنان إلا حقدا وغلاً وجهلاً وإصراراً على المضيّ بالغباء من خلال الإعلان عما يسمّى بـ (المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني) وإسقاط لبنانية حزب الله والمقاومة دون استخلاصهم للعبر من خلال ثوابت أقرّ بها العدو أنّ إيران التي تبنّت ودعمت القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودعم فصائل المقاومة أحدثت نقلة نوعية في المواجهة مع العدو «الإسرائيلي» في فلسطين.
دعم إيران للمقاومة في لبنان بكلّ الإمكانيات والقدرات التي أدّت الى تحرير عام 2000 وانتصار تموز 2006 أدت إلى تغيير التوازنات وقواعد الاشتباك مع العدو، إضافة الى حماية لبنان من الإرهاب التكفيري السعودي بالدرجة الأولى وسحق هذا المشروع في سورية والعراق مع الجيش العربي السوري والحشد الشعبي والجيش العراقي.
فإيران منذ انتصار الثورة الإسلامية بقيادة آية الله روح الله الموسوي الخميني كانت أكثر حرصاً على العرب من مستعربي آل سعود وأدواتهم في لبنان والمنطقة. والمقاومة التي هزمت الجيش الذي قيل بأنه لا يُهزم والتي هزمت المشروع الأميركي «الإسرائيلي» السعودي لن تهزها جوقة صيصان آل سعود والسفارة الأميركية في بيروت.
وإذا ما أردنا تقييم دور إيران ومقارنته بالدور السعودي يجب علينا تقييم ما يلي:
1 ـ ماذا قدّمت السعودية (التي تقود اليوم صفقة القرن) للمقاومة الفلسطينية وماذا قدّمت إيران؟
2 ـ من كان أكثر تآمراً على لبنان ومقاومته وشعبه مع الأميركي والعدو «الإسرائيلي» إيران أم السعودية؟
3 ـ ماذا أنتج دعم المنظمات الإرهابية التي أرسلتها السعودية هبات للشعب اللبناني ومقاتلة جيشه؟
4 ـ على مستوى القضايا العربية للمقاومة في لبنان وماذا أنتج الانتحاريون والسيارات المفخخة والمجموعات في سورية والعراق واليمن والبحرين؟
5 ـ من أمعن في قتل اليمنيين وذبح السوريين والعراقيين وارتكاب المجازر بحقهم وتدمير مدنهم وتهجيرهم تحت عنوان حماية (أهل السنة) إيران أم السعودية؟
وإذا ما حاولنا بناء استنتاجات على ما تقدّم يتضح لنا من هو الإرهابي الذي صدّر الإرهابيين لتدمير لبنان والمنطقة، ومن هو الشريف والحر الذي دعم حركة المقاومة للدفاع عن لبنان والمنطقة ويتضح لنا أكثر من هو المحتلّ الذي يدير ويموّل الفتن في لبنان وتتدخل سفاراته في كلّ صغيرة وكبيرة؟ ومن يحرّض الشعب اللبناني على بعضه البعض. من كان يحرك ويقود غرفة عمليات ما سمّي بثورة 17 تشرين ومن يموّل منظمات ال NGOS ومَن ومَن؟ أسئلة قد لا تنتهي والجواب عليها واحد وهو أنّ في لبنان صيصانا ومرتزقين لا بل وعبيداً للسفارتين الأميركية والسعودية ما همّهم لبنان ولا وطن ولا همّهم عرب ولا عروبة، بل همّهم الأوحد إرضاء أسيادهم من خلال أخذ لبنان الى جحيم وحروب هم ليسوا بمستواها ولا يستطيعون إنجاز أيّ تغيير إذا نجحوا في الفتنة، فمن قدّم الشاي للعدو في ثكنة مرجعيون لا يمكنه أن يخوض معركة الكرامة لأنه فاقد للكرامة والشرف. ومَن انحنى أمام السفيرة الأميركية سيعجز عن رفع رأسه أمام المقاومين. ومَن زحف أمام آل سعود لن يستطيع النهوض والقيام لأنه أدمن المهانة والارتزاق على حساب الوطن وأبنائه. فقبل أن تدعوا لرفع (الاحتلال الإيراني) عليكم أن تتحرّروا من ذلّكم للسعودي والأميركي وقبل أن تتبجّحوا باسم الوطن والوطنية عليكم ان تمحوا العار من تاريخكم المذلّ يا أشباه الرجال ولا رجال.