حـذار النفـاق
} يوسف المسمار*
إياكَ فاحـذرْ من ســـلام منافـق ٍ
إنَّ المنافـقَ في الجـريـمـة بـارعُ
يحـتـاط ُ في عـَذب الكـلام وإنـهُ
مهما تلاطفَ في الحديثِ مخـادعُ
إنْ فــاهَ فــاهَ بكـذبـة ٍ مـمـزوجـة ٍ
بالغش ِ ضـَلَّ بمـحـتـواها السـامعُ
أو لاذ َ بالصمت اكـتـفى بـتـآمـر ٍ
هيهات يعـلمه الفـقـيهُ الشـارعُ
يحـتـالُ في بـث ِ المثـالب ٍ مثـلمـا
يحتالُ في طمس ِ العيوب ِ البائـعُ
ألإفـكُ مـبـدأهُ المُـقـدسُ دائـمـاً
لا يسـتـحـي أبـداً ولا يـَتـَراجـَعُ
لو كـان خـلـف اللانهايـة خـدعـة ٌ
لسَعَى إلى حيـثُ الخـداع يُسارعُ
ديـنُ المـنافِـق ِ خـِسـَّـة ٌ وحـقـارة ٌ
وإلاهُـهُ بـيـن الـرذائـل ِ قـابـِـعُ
يـا حُـرُّ فاحـذَرْ من وعـود منافـق ٍ
فالغـدرُ من وعـد ِ المنافِـق ِ نابـِـعُ
كَـثـُرَ النفـاقُ ولـم نَـزلْ بغـبائـنا
أهــلَ النـفـاق ِ الغـادريـن نشـايـِعُ
نـرضى بعـيـش ِ الخـانعـيـن أذلـة ً
للغـاصـبـيـن بـلادنـا، ونُـبـايـِعُ
صُرنا كـما أردى البهـائـم ِ مـنـزلاً
بالبؤسِ نَـرضـى، والتَـكاذبُ شائعُ
حُـكَّـامُـنـا خـانـوا أمانـة َ شــعـبـنـا
وإلى الـدعـارة ِ هـَرولوا وتَنازعوا
قُـوَّادنـا كَـفَـروا بكـلِّ كـرامــة ٍ
وبكل ِ أســباب ِ النـفـاق ِ تـقارعوا
نُـوَّابـنا سَـنَّـوا الشـرائـع كـلَّـهــا
ليناهضوا رُسُـلَ الهـُدى وليـَمْـنَعـوا
كُـتَّـابُـنـا خَـدعـوا شـبابَ بـلادنـا
وعـن الفـظـائـع ِ بالتَـسَـتُّـر ِ دافـعـوا
شـُعـراؤنـا غـرقـوا بوهم ِ هيامهم
وسَبـيـلَ تـضـليـل ِ الشبيبة ِ تـابـعـوا
عُـلماؤنـا اتَـخَـذوا الغـواية َ منهجـاً
فَطَغى المُضـِرُّ وقـد تلاشى النافـِعُ
فُـقَـهَاؤنا ذبـحـوا العـدالـة َ عـنـدما
خَنـعـوا فَشَرعَنت ِ الخُنـوعَ شرائعُ
عُبـَّـادُنـا صَلَبـوا النفـوسَ ببغـيهـم
وبغائهم، ولواطِهـم، وتَـضـاجـَعـوا
يـا أيـهـا الأحـــرار إنَّ بـلادنــا
يجـتاحُها ويـلُ النـفـاق ِ فـصَارِعـوا
وتـَمـَسـَّـكوا بالصـدق ِ مهما أرعـدت
حِـمـَمُ التـكـاذ ُب ِ فالنـفـاقُ تَـراجُـعُ
لا تَـعـظُــمُ الأوطــانُ إلاَّ بالـفــدى
إنَّ الـفــداءَ لـكـل عــز ٍ دافـِـعُ
ما كـان في ظـِلِّ النـفـاق ِ كـرامـة ٌ
مهـما تـبـارى الكاذبـون وخـادَعـوا
بـل إنَّ أسـبـابَ الكـرامـة ِ كـلَّـهـا
في الصـادقين تـَظـَلُ حـيثُ تَدافعـوا
وَطَـنٌ بَـنـاهُ الصادقون هُـمُ الحِـمى
في السلم حُـبٌّ، في الحروبِ زوابـِعُ