مقالات وآراء

الفرصة الجديدة: لا تضيّعوها

} عمر عبد القادر غندور*

يواصل بعض الإعلام الموجّه النفخ في أبواق التضليل وترداد ما يصدر عن مراجع غير دنيوية انّ فريقاً من اللبنانيين ينفذ أجندات خارجية، تؤدي إلى تعطيل الحكومة وفركشة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وغير ذلك من ترّهات تفتقد الى غبار الصدق، وهي التي بلعت لسانها وتغاضت عن عدم تشكيل الحكومة ثلاثة عشر شهراً…

صحيح انّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لم تجتمع منذ نيلها الثقة ولكنها لم تعطل يوماً واحداً بدليل ورشات العمل المتواصلة لوزرائها في مجالات الكهرباء والمحروقات والاقتصاد والأشغال العامة والتربية والصحة والأمن والاتصالات والموازنة ومتابعة التفاوض مع صندوق النقد الدولي… ويرى رئيسها انّ اجتماعها لا يجوز الا بحضور كافة مكوناتها، ولم تجتمع بناءً لقرار رئيسها إلا بعد الانتهاء من ملف المحقق العدلي طارق البيطار، دون ان يتوقف الوزراء عن القيام بواجبهم.

ومنعاً لمزيد من التضليل، أدلى بالأمس النائب حسن فضل الله بتصريح أعلن فيه ان نتيجة للظروف الراهنة وما وصلت اليه الأمور حول تعطيل الحكومة، وحتى لا يحمّلنا أحد المسؤولية تمّ اتخاذ قرار بالتفاهم مع الرئيس نبيه بري بالعودة الى اجتماعات مجلس الوزراء من أجل البلد ومصالح الناس، ونحن حاضرون لنذهب الى هذا الخيار لإراحة البلد وتسريع عجلة المؤسسات ومناقشة خطة التعافي الاقتصادي.

وبذلك سحب «الثنائي الشيعي» كما يسمّونه ونحن نسمّيه الثنائي الوطني، سحب البساط من تحت أقدام المغرضين من خلال الإعلان عن مشاركته في جلسة مجلس الوزراء المخصصة لمناقشة مشروع الموازنة تمهيداً لإقرارها التالي وإحالتها إلى المجلس النيابي، وبالسير في طريق التعافي على كلّ صعيد.

اما ملف المحقق العدلي فدونه طعون واعتراضات وردود قانونية يستحيل معها التوصل الى معرفة حقيقة ما حصل في انفجار المرفأ في ضوء فقدان النصاب في مجلس القضاء نتيجة غياب أكثر من قاضٍ بلغ السن القانونية.

خطوة الثنائي الوطني يجب ملاقاتها بخطوات إيجابية مماثلة، ولتتوقف حملات التضليل والافتراء التي تقودها الغرف السوداء وليتوقفوا عن افتعال الأزمات والسقوف العالية، حتى نتمكّن من انتشال مركب البلد برمّته من مستنقع الانتظار والغرق بكلّ من فيه، ولنتقي الله في وطننا الجريح ولنعد الى الحياة والمؤسسات الدستورية.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى