عروبة سعودية
إذا أردت أن تكون عربياً قحّاً أصيلاً فإنّ عليك ان تنبطح أمام أيّ غزو أميركي أو “إسرائيلي” لبلادك… ومن المفضّل ان تقدّم الشاي بالنعنع للجنود “الإسرائيليين” في اللحظة التي يقتحمون فيها الحدود ليشعروا بالألفة والأمان والمحبة، وتزيل أية مشاعر سلبية قد تعيق مهمتهم في احتلال بلادك…
أما إذا قام بعض من أولئك الذين لديهم بعض من كرامة تجعلهم يتجرأون على التصدّي للعدوان الصهيوني والهيمنة الأميركية وقاموا بإرسال مقاتلين للدفاع عن بلدك ومساعدتك في هزم المحتلّ، فإنّ عليك إنْ شئت ان تكون عربياً صالحاً أبيّاً ان تعاديهم وتعتبرهم غزاةً محتلّين، ثم لا تعدم وسيلة في إدانة تصرفهم وتحريض العالم عليهم بصفتهم محتلين آثمين…
أما إذا أردت أن تبلغ مراتب علوية في سلّم العروبة والمجد العربي فإنّ عليك أن تقوم باستدراج معارضيك الى قنصلياتك في العالم… ثم تقوم بتقطيعهم بالمنشار قطعاً متساوية ثم تذيب هذه القطع بأحماض قوية من النوع الفعّال حتى لا يبقى لهم أثراً…
ولا تنس ان شئت السموّ في عالم العروبة والفخار العربي… أن تقبض على رؤساء الحكومات لدول صديقة وشقيقة وتقوم بإطعامهم علقة ساخنة ثم تجبرهم على الاستقالة…
أما أسمى مراتب العروبة وأكثرها شموخاً وأصالة فهي بأن تقوم بالتحالف ونسج أجمل العلاقات مع من يحتلون أراضي عربية ويدنّسون المقدسات العربية والإسلامية ويسرقون الأرض ويحوّلونها الى مستوطنات، وحينما يحاول أصحاب الأرض العرب، الذين من المفترض انهم أخوة لك مقاومة كلّ هذا العنت والتوحش فإنهم يقتلونهم بدمٍ بارد… وحينما تقوم كردّ فعل على ذلك بالتحالف مع المعتدي وإقامة أروع العلاقات معه وشراء سلاحه وتبادل التجارة والسفارات والبعثات الدبلوماسية، فإنك بذلك ترقى عالياً في عالم العروبة والشموخ العربي…
هذه هي الوصفة الآل سعودية لمفاهيم العروبة والوحدة العربية والتآخي العربي والتي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها… فإنْ شئت ان تكون عربياً حسب المعيرة السعودية فتلكم هي الوصفة العتيدة… وهنيئاً لنا جميعاً بعروبتنا وسؤدننا على الطريقة السعودية .