خالد أبو خالد شاعر النضال كما يراه أدباء سوريّون وفلسطينيّون نموذج للمقاوم الذي احترف الأدب وحمل سلاحه بيد وقلمه بالأُخرى
شكلّت سيرة حياة الشاعر والمناضل الراحل خالد أبو خالد نموذجاً فريداً للمقاوم الذي احترف الأدب وللمبدع الذي حمل سلاحه بيد وقلمه بالأخرى ساعياً لتحرير الأرض عبر مسيرة حافلة جاوزت النصف قرن.
أبو خالد الذي رحل عن عالمنا مطلع هذه السنة عن عمر ناهز الـ 85 عاما امتاز بحس نضالي رفيع ومستوى يليق بالشعر العربي وفق حداثة شعرية جمعت الأصالة والمعاصرة وبين كل هذه المشاغل كان فناناً تشكيلياً أيضاً.
رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور محمد الحوراني وصف الشاعر أبو خالد بأنه واحد من أهم شعراء العصر الحديث لأنه تمكن من حداثة تمتلك التقنية والأصالة والموهبة إضافة إلى عمله المقاوم وحسه الوطني الرفيع معتبراً أن رحيله خسارة لا تعوّض.
وعنه قالت الباحثة نجلاء الخضراء مقرّر جمعية التراث في اتحاد الكتاب الفلسطينيين “عاش أبو خالد حياة مناضل فلسطيني بكل تفاصيلها فولد يتيماً لأب استشهد خلال تصديه للعصابات الصهيونية وترعرع في معسكرات النضال وهام في مخيمات اللجوء وحمل هموم المقاومة ونهج طريق التحرير وصاحب أحاديث الذكريات وأيام العناء فكان بحق شاعر العروبة والفداء وغنى للأمة ولفلسطين وللشام التي أحبّها وتماهى مع مآذنها وأجراسها”.
الراحل الذي بلغ عدد إصداراته الشعرية (12) مجموعة على مدى أربعين عاماً وجمعت ضمن أعماله الكاملة «العوديسيا» عام 2008 تحدث عنه الباحث رافع الساعدي عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين وكيف ظل مسكونا بحب الوطن والعمل على تحريره. أحب سورية والعروبة وفلسطين وجسد ذلك شعرا. وقال.. كان مقاتلاً جسوراً وشاعراً ملهماً وفناناً مبدعاً افتقدته كل الأمكنة التي عاش فيها أو التي زارها.
أما الأديب عبد الفتاح ادريس عضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء الفلسطينيين فأشار إلى أن أبا خالد لم يكن مجرد شاعر شغلته القوافي والأوزان والموسيقا فحسب بل ذهب بعيداً في مشروعه الإبداعي بخصوصية وتفرد مختلف حيث ترك استشهاد والده أثراً عميقاً في حياته ومشاعره فظل يواكبه في عطائه الشعري الثري وفي مسيرته الإنسانية الزاخرة بالكفاح والنضال بالكلمة والموقف الوطني.
ابنة الراحل الشاعرة بيسان التي منحها اسم مدينة من إحدى أقدم مدن فلسطين وورثت عنه حب الشعر لم تر في رحيله خسارة شخصية لها فقط بل لكل الشعب الفلسطيني ولكن إرثه سيظل خالداً كإيمانه الأزلي بالنصر الحتمي، ووصفته ببوصلة لكل أحرار العالم الثائرين والخالدين.
وتقول بيسان: «آمن والدي بأن الكلمة سلاح أساسي في معركة استرداد الأرض ولم يرغب أن نكون وإخوتي نسخة عنه لأنه موقن بأن الأولاد هم أبناء الحياة، كما قال جبران ولم يحد يوماً عن طريق عودته إلى فلسطين وبقي مؤمناً بوحدة الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج».