أخيرة

أساطير الشرق الخلق – الخلود.. كتاب جديد للباحث عيد الدرويش

} دمشق ـ سانا

يقدّم الباحث عيد الدرويش فكرة وافية عن الأسطورة التي صدرتها شعوب الشرق الى العالم في كتابه الصادر حديثاً بعنوان أساطير الشرق الخلق ـ الخلود، حيث كان لهذه الأساطير دور بارز في نشوء وانتشار هذا الجنس الأدبي الحكائي.

ويعرض الدرويش عبر كتابه ملاحم كبرى منبتها الشرق مثل أسطورة جلجامش والأساطير الرافدية وأسطورة التكوين البابلي وأسطورة اقهات الأوغاريتية وأساطير الصين واليابان والهند في الخلق والخلود فضلاً عن أساطير الفراعنة وكتاب الموتى الذي شمل التعاليم التي يجب أن يحفظها الإنسان قبل وفاته.

وينهج الدرويش في كتابه أسلوب البحث والاستقصاء والتحليل من خلال دراسة هذه الأساطير التي وصلت إلينا عبر التاريخ ليصل إلى قضايا حياتية وفكرية مهمة في حياة الإنسان وتحولاته متقصياً فلسفة التفكير الإنساني التي تمتزج فيها كل مناحي الحياة مع قصة الخلق والخلود التي لازمت الفكر البشري منذ بداية معرفة الإنسان وتكوين وعيه وتباين ثقافاته.

في الكتاب يرى الدرويش أن الأسطورة هي عصارة فكر الإنسان تستند إليها المعارف والعلوم بعد أن جسّدت تفاصيل حياته ودفعته لاجــتراح المستقبل القريب والبعيد، فكانت بعض تفاصيلها تستند على خياله وما فيه ليعزز قدرة العقل على التجريب والاكتشاف.

ويؤكد الدرويش أن كل أثر قام به الإنسان القديم نابع من تفكيره وتصوراته التي أسس عليها مصفوفات عقائدية وفكرية وطقوساً حياتية. فالنحت والتدوين والصور والتماثيل والنقوش التي وجدت في المساكن والمعابد جميعها تتكامل مع نظرة الإنسان في كل زمان ومكان عن الحياة.

والبحث في مجال الأسطورة وفق ما جاء في الكتاب يصل بنا إلى الخيوط الرفيعة بين الموروثات والطقوس والأديان وفي تفاصيل الحياة الأخرى. وهناك كثير من القصص وضعها الإنسان وفق ما يمتلك من معارف وأسئلة كانت تراود نفسه من الأفعال والصور والظواهر والمشاهدات الكونية. فكان للأسطورة دور مهم في حياة الشعوب ولكن الأديان السماوية حدّت من مغالاتها وأجابت على كثير من تساؤلاتها.

الكتاب يقع في 161 صفحة من القطع الكبير، صادر عن دار توتول للطباعة والنشر والتوزيع، وثق لمراحل تاريخيّة متعددة بأسلوب ركز على الوثيقة والتحليل والتوافق المعنوي والمنهجي والتبادل الفكري وصولاً إلى ما قدمه الإنسان من حضارات ومعارف ورؤى.

يُشار إلى أن مؤلف الكتاب الباحث عيد الدرويش من مواليد الرقة سنة 1963 حاصل على إجازة في الفلسفة وعلم النفس له العديد من المقالات في الصحف المحلية والعربية صدرت له خمسة كتب في مجال الدراسات الفلسفية والفكرية منها الإمام الغزالي بين العقل والنقل وفلسفة التصوف في الأديان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى