وزيرا الطاقة السوري والأردني في بيروت فياض: توقيع عقد تزويد الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية اليوم والتغذية بعد شهرين الزامل لعون: توجيهات الأسد تقديم كلّ التسهيلات لتنفيذ المشروع
نقل وزير الطاقة السوري غسان الزامل إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تحيات الرئيس السوري بشار الأسد، وتوجيهاته «بتقديم كل العون والتسهيلات لكي يتم تنفيذ مشروع تزويد لبنان بالطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية».
وكان عون استقبل في القصر الجمهوري في بعبدا، وزير الطاقة السوري بُعيْدَ وصوله إلى لبنان، عشية توقيع عقد تزويد الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سورية. ورافق الوزير الزامل، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، والسفير السوري في لبنان السفير علي عبد الكريم علي.
وشكر عون الزامل على ما أنجزته سورية لتسهيل توقيع العقد، مشيداً «بالتعاون العربي القائم لدعم لبنان من قبل أشقائه، ولا سيما في هذا الظرف الصعب الذي يجتازه».
وبعد اللقاء، أعلن فياض عن توقيع عقد تزويد الطاقة من الأردن اليوم و»اتفاقية عبور الطاقة من الأردن إلى لبنان عبر سورية، وبالتعاون مع الأشقاء العرب».
أضاف وضعنا الرئيس عون في جو هذا التعاون الإستراتيجي الحاصل، وهو خطوة مهمّة جداً في إعادة بناء الشراكات التاريخية بين البلدين ومع الأشقاء العرب عموماً، من مصر والأردن والعراق الذين يقفون جميعاً إلى جانب لبنان».
ولفت إلى أن «الأهمية الحياتية لهذا الملف تكمن في التمكّن خلال الفترة القريبة، خلال شهرين أو أقل، من تأمين كهرباء إضافية لشبكة كهرباء لبنان بكلفة أرخص وأقل تلوّثاً من الكهرباء التي تؤمّنها المولدات الخاصة، فنحصل على ساعتين إضافيتين من التغذية أو 200 ميغاوات».
أمّا الزامل فقال «إن توجيهات الرئيس الأسد تقضي بتقديم كل العون وكل التسهيلات لكي يتمّ تنفيذ هذا المشروع. ونحن في سورية لسنا بحاجة إلى أضواء من أحد ولا أي إشارات من أحد. لقد عملنا ما في وسعنا منذ أول اجتماع، حيث تكلّمنا عن أنه في نهاية العام سيكون خط الربط جاهزاً. وفي 29 من الشهر الماضي، أبلغنا الجانبين الأردني واللبناني عن جهوزية الخطّ. وتوجيهات الحكومة السورية تقضي بتقديم التسهيلات كافة لإتمام هذا الاتفاق. ونحن جاهزون الآن للتوقيع، وأتينا للشهادة على التوقيع من قبل الطرفين اللبناني والأردني».
ورداً على سؤال عما تحمله هذه الزيارة إلى بيروت بعد انقطاع دام قرابة 11 سنة، أجاب الزامل «هي زيارة لأشقائنا في لبنان، وكنّا سابقاً نعتبر أنفسنا شعباً واحداً في بلدين شقيقين. وهي زيارة لا أستطيع أن أقول إنها بداية للتعاون العربي – العربي، لأن هذا التعاون مدعوم من الرئيس الأسد ومن قبل الحكومة لتسهيل وإعادة تفعيل التعاون العربي عموماً».
ورداً على سؤال آخر، أوضح فياض «ان موضوع الغاز تطرق إليه البنك الدولي بشكل أسرع مما تطرق إليه بالنسبة إلى الكهرباء، والبنك الدولي خصّص مبلغ 300 مليون دولار لبرنامج الغاز، بينما ما يبحث عنه البنك الدولي هو إضافة التمويل لاجترار الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سورية».
وسئل عمّا إذا كانت هناك إشارات إيجابية من البنك الدولي في هذا الاتجاه، أجاب فياض «نعم هناك إشارات إيجابية، ونحن سنلتقي مع المسؤولين في البنك الدولي في هذا الإطار ومن بينهم المدير العام لمنطقتنا».
وكان فياض قد استقبل الزامل عند معبر المصنع – جديدة يابوس على الحدود اللبنانية السورية. وقال فياض خلال استقباله نظيره السوري»نحن مسرورون لأننا سنوقّع اتفاقية تمرير الطاقة من الأردن إلى لبنان عبر سورية، ولو كانت التغذية ستزيد ساعتين ونصف الساعة ولكن في هذه الظروف هذه الزيادة هي موضع تقدير وتؤثّر إيجاباً، وسنعمل على زيادة ساعات التغذية لكي نستطيع أن نؤمّن للشعب اللبناني حقوقه».
وأضاف «وفي شق الكهرباء لقد أتممنا المشروع من الناحية الفنية، لكن يبقى الشق التمويلي، والأمور القانونية سوف ننهيها، وسيوقّع المدراء العامون عقدي الكهرباء والتزويد والعبور غداً (اليوم) الأربعاء».
وتابع «أمّا في ما يخصّ الغاز، المواضيع التجارية أنهيناها، تبقى بعض التفاصيل على العقد بالنسبة لموضوع وصول الغاز وعبوره، هناك مبادلة أو مشاركة sharing وهي مسؤولية إخواننا في مصر لإيصال الغاز إلى لبنان، وهذا التفصيل نعالجه ولن يأخذ الكثير من الوقت، ولكن يبقى موضوع الموافقة النهائية بالنسبة للتمويل من البنك الدولي التي سيطرحها على مجلس إدارته، وطبعاً ألاّ يكون هناك تداعيات سلبية من القوانين المرعية الإجراء التي تهمّهم في مصر. والمفروض أن نكون استطعنا تأمين زيادة الـ450 ميغاوات من الغاز المصري عبر الأردن وسورية».
وأشار إلى أن «هذه العقود التي نمضي فيها، حسبما فهمنا من الإدارة الأميركية، ليست معنية وليس هناك تداعيات من قانون قيصر عليها».
وأكد الزامل أن «هذه الخطوة تُجسّد التضامن العربي، فالأردن ولبنان هما دولتان شقيقتان تجاوران سورية، ونحن نثمّن هذا الاتفاق مع أشقائنا في لبنان والأردن، وهذا يدلّ على التضامن العربي والأخوّة العربية. ونحن عملنا كل ما في وسعنا لإنجاز هذا الاتفاق مع اشقائنا في لبنان والأردن. في 29 /12 أنهت ورشات وزارة الكهرباء كل الأعمال التي وعدنا أن تكون جاهزة قبل نهاية العام الماضي ولقد أبرقنا إلى زملائنا في الأردن أن ورشتنا انتهت من كل أعمال إعادة تأهيل هذا الخطّ الذي دمّره الإرهاب في سورية الذي كان تدميراً كبيراً وممنهجاً، حالياً نحن جاهزون وطبّقنا الاختبار على أجهزة نقل الإشارة، مع تواجد الإخوة الأردنيين الذين اطّلعوا على جزء جيد من الأعمال».
وقرابة السادسة مساء أمس، وصل إلى مطار بيروت الدولي، وزير الطاقة والمياه الأردني صالح الخرابشة يرافقه وفد من المدراء العامين لشركات ومؤسسات نقل الكهرباء، على متن الطائرة الأردنية الهاشمية، لتوقيع اتفاقيتين مع الجانب اللبناني لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية من الأردن.
واستقبله على أرض المطار الوزير فياض وسفير الأردن لدى لبنان وليد الحديد.
فياض والموازنة..
وكان الوزير فياض أعلن إثر مغادرته جلسة مجلس الوزراء المخصصة لدرس الموازنة في السراي الحكومي: يتم في الجلسة عرض البنود بطريقة تسلسلية، وكانت لي مداخلة تتعلق بمعالجة طريقة العمل التي يجب أن تُبنى على أهداف، ومن ثم على الخطة، ومن بعدها يأتي درس الموازنة التي يجب أن تكون انعكاساً لخطة ولأهداف. لقد طرحت هذا الرأي وطمأنني الرئيس نجيب ميقاتي ووزير المال يوسف الخليل إلى أن هذا الأمر موجود وسيأتي تباعاً.
أضاف: كما تمنيت النظر إلى الموازنة برؤية شاملة تتضمّن كل الإيرادات والنفقات والبدء بالمعالجة من الكبيرة إلى الصغيرة، وبحث الأمور المهمة وعدم التلهّي بالتفاصيل.
وعن الرؤية الاقتصادية قال: لقد تناولها وزير المال وعرض الضرورات والأهداف التي تحكمنا والتي بُنيت على أساسها الموازنة.
وعن تزويد مصر لبنان بالغاز بسعر مخفض أقل من السعر الذي تدفعه أوروبا، قال: يأخد الاوروبيون الغاز المسيل، بينما نحن نحصل على الغاز بواسطة الأنابيب وعن طريق اتفاقية طويلة الأمد، وحصلنا على سعر جيد جداً.