أخيرة
العودة إلى ذاكرة الحرب على سورية
يكتبها الياس عشّي
ما إن عاد السلام إلى حلب، حتّى توجّه إلى مدرسته، آملاً أن يرى بوّابتها مشرعة، وأن يدخل إليها، ويجلس على المقعد ذاته، ويستعيد في ذاكرته العبارات التي كان المعلّم يبدأ يومه الدراسيّ فيها، بكتابة حكمة على اللوح، وكلّها حكم تدعو إلى المحبة، وحسن التصرّف، والتعلّق بالوطن، وتذكّر باليهود الذين اغتصبوا أرضنا وحقَّنا وسيادتها.
دخل مدرسته، فلم يجد مكاناً يجلس فيه، ولا لوحاً أسودَ بل جدرانًا نسيت لونها الأبيض، وعليها شعارات ورموز طائفية ومذهبية، وتحضّ على القتل، وتعيدك إلى هولاكو.
بكى… انسحب بهدوء، وراح يبحث عن بيته.