روسيا حسمت المعركة استراتيجياً والعرين الأوكراني قيد الانهيار
محمد صادق الحسيني
سنضربهم ضربة قاصمة والنتائج ستكون كارثيّة. نعم ولكن نحن سنذهب شهداء الى الجنّة فيما هم الى جهنم…
روسيا الفيدرالية ليس في عقيدتها ما يُسمّى بالضربة الاستباقيّة…
هذا ما أكده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الساعات القليلة الماضية.
وهذه العقيدة الروسية هي عقيدة سوفياتيّة أيضاً وهي تعود في الواقع الى الحرب العالمية الثانية يوم عقد ستالين اتفاقاً تاريخياً للصلح مع هتلر في العام ١٩٣٩ بيوم واحد قبل إعلانه الحرب على بولندا والتي أشعلت الحرب العالمية الثانية، رغم كل تخوّفات السوفيات آنذاك من الزعيم النازي.
لكن تجربتهم الناجحة في الدفاع بقيادة الجنرال تشيكوف الذي امتصّ الضربة المفاجأة أولاً ومن ثم عبّأ وحشد ونظم المقاومة ثانياً، ومن بعد ذلك شنّ الحرب الدفاعية من لينينغراد الى ستالينينغراد وصولاً الى إسقاط برلين، ما بلور لدى القيادة السوفياتية ما عرف في ما بعد بنظرية: استيعاب الضربة الأولى، استعادة زمام المبادرة الميدانية ثم الهجوم الكاسح حتى تدمير مصدر النيران.
وهكذا عمل ابن الـ كا جي بي وابن لينينغراد فلاديمير بوتين، منذ العام ٢٠١٤ عندما هوجم أمن بلاده القومي في اوكرانيا..
قام باستيعاب الضربة، أعاد تنظيم تموضعه العام ضمّ شبه جزيرة القرم لمنع سقوط البحر الأسود بيد الأطلسي ثم تهيأ لأي جديد وخاض المواجهة القاسية في روسيا البيضاء، وكان أوج مواجهته مع عدوّه وغريمه الأميركي والأطلسي بمفاجأة ٧ أيار الكازاخستاني عندما سحق التمرّد والانقلاب والهجوم الغربي معاً خلال أقل من ٤٨ ساعة..!
ولما عاود الغرب توظيف اوكرانيا بالاحتيال والكذب المستمر وخداع الرأي العام ما كان من بوتين كما تؤكد المعلومات إلا أن يبلغ الأطلسيين كما واشنطن، بأن دخولهم أوكرانيا يعني وصول القوات المسلحة الروسية الى حدود حلف وارسو أي عند برلين الغربية سابقاً وذلك لإيجاد الصدمة التي يحتاجها من اجل تنظيم صفوف جيوشه.
في هذه الأثناء قام بتفسيخ أوكرانيا قطعة قطعة، وهو ما نجح به حتى الأن من الدون باس حتى مشارف العاصمة الأوكرانية…!
وهكذا يكون بوتين قد كسب حرب أوكرانيا بدون إطلاق طلقة واحدة وجعل حكومة كييف النازية بين يديه ساعة يشاء.
الأميركيون والأطلسيون اذن، هُزموا في اوكرانيا بعد هزيمتهم في بيلاروسيا وكازاخستان وآسيا الوسطى والقوقاز. ولا خوف من حدوث صدام كبير لأن الغربيين يعرفون محدوديّة قدراتهم العسكرية.
الهيمنة والعنجهية الغربية انتهت.
الدليل على ذلك المناورات البحرية والجوية والبرية التي تجريها روسيا في كل مكان.
انظروا الى الدوريات الجوية الروسية السورية المشتركة على حدود فلسطين المحتلة…
وهذه رسالة للأميركي والإسرائيلي بأننا نحن الروس سندمّر قواعدكم الصاروخيّة في «اسرائيل» أيضاً.. انظروا كذلك الى الحشد البحري الروسي الضخم في محيط طرطوس، حيث ستجري مناورات تشترك فيها كافة صنوف القوات. والبند الأول على جدول العمليات هو التدرب على تدمير أهداف معادية في مناطق بعيدة بواسطة صواريخ كاليبر (وغيرها طبعاً).
ستنطلق عاصفة صواريخ من شرق المتوسط الى أوكرانيا وغيرها من الدول المعادية لروسيا.