أخيرة
الأمير والخادم والنّأي بالنفس
} يكتبها الياس عشي
يوماً بعد آخر يتأكد لي أن المسألة السورية برمّتها، ما كان لها أن تسقط في تجربة الخيارات، لولا سياسة النأي بالنفس التي قضت على ما بقي من مشاعر قومية، ولولا رمادية الموقف وفلسفة اللاانتماء اللتان دمّرتا الشعور بالاعتزاز في أن تكون وطنياً مخلصاً، ومواطناً شريفاً.
باختصار: في القضايا المصيرية لا يمكنك أن تقف في أعلى الشجرة مكتفيا في التفرّج، كما فعل خادم الأمير؛ وفي التفاصيل:
“أنّ أحد الأمراء خرج للصيد مع خادم له، وبينما هما في الغابة، إذ بنمر يعترض طريقهما. صعد الخادم في الحال إلى رأس شجرة ولبث هناك. أمًا الأمير فلاقى النمر بشجاعة وقتله، فيما كان خادمه يكتفي بمراقبة ما يحدث. فقال له الأمير: يا جبان، إني سأقتلك. فأجاب الخادم: رأيت أسداً يصارع نمراً، ومن واجبات الكلاب أن تقف على الحياد. فرثى لحاله الأمير وعفا عنه”.